تملكها إحساس شديد بالإحباط والخوف كما لو حكم عليها بالإعدام. لم تخبر أحدا بإصابتها بداء فقدان المناعة المكتسب (السيدا) وواصلت العمل لأنها كانت في حاجة ماسة للنقود كي تواصل الحياة، كان يؤلمها ويحز في نفسها أن تعدي الآخرين، لكن في عالم الدعارة كما في عالم المال والأعمال، لا مجال للعاطفة، لم يرحمه أحد فلم ترحم أحدا، لذلك واصلت الخروج ليلا بشكل عادي وأعدت الكثيرين إلى أن استفحل المرض بها..
وضعها الصحي اضطرها للاتصال بالرقم الاقتصادي للجمعية المغربية لمحاربة السيدا الذين أرشدوها إلى ضرورة متابعة العلاج بالمركز الاستشفائى الجامعي ابن رشد. وبالفعل بدأت هند (اسم مستعار) أخذ العلاج هناك عن طريق تناول الأدوية الثلاثية، وبدأت حالتها الصحية تتحسن بعد أن استقر نشاط الفيروس داخل دمها.
هي واحدة من الحاملين لفيروس السيدا المصرح بهم بالمغرب، والذين يصل عددهم حتى متم أكتوبر المنصرم إلى 6194 حالة في حين أن العدد غير المصرح بهم حسب الدكتور أحمد الدريدي يصل إلى 28 ألف حالة.
نسبة الإصابة بفيروس السيدا بالمغرب تشير إلى أن النسبة الكبيرة من المصابين والحاملين للفيروس توجد بالحواضر حسب المعطيات المتوفرة لحد الآن، لكن الحقيقة تظل نسبية جدا، حسب مجموعة من الاختصاصيين وذلك اعتبارا للصعوبات التي لا زالت تقف حجر عثرة في طريق رصد واقع انتشار هذا المرض بالقرى، الشيء الذي أضحى يمثل خطرا قائما في ظل عدم توفر معطيات دقيقة بفعل غياب التأطير الطبي القروي.
الملاحظ أنه رغم نجاح تطبيق جميع نقاط المخطط الاستراتيجي الوطني 2007-2011 ومن بينها المجانية في التكفل بمرضى السيدا، وذلك من خلال تعميم العلاج الثلاثي والمراقبة الوبائية وتأسيس نظام لمراقبة التعفنات المنقولة جنسيا، والاهتمام بمسألة الإعلام والتربية والتواصل، فإن نسبة الإصابة في ارتفاع بسبب عدم التصريح بالعديد من الحالات وخضوعها للعلاج بسبب وصمة العار التي تلصق بالمصابين.
أناس تملّكهم هاجس الموت منذ أن علموا بإصابتهم بالسيدا، وآخرون خافوا أن يتوجهوا إلى المستشفى لأخذ العلاج حتى لا يكشف أمرهم بين ذويهم، وآخرون يشكون أنهم مصابون بالسيدا ويرفضون أن يتأكدوا بالأمر من خلال التحاليل الطبية حتى لايصدموا بالحقيقة..
تبقي الوقاية خير العلاج بالنسبة للعديد من الأمراض وأولها السيدا.. فالوقاية ضرورية جدا في مرض السيدا، لأنها حتى الآن تعتبر الوسيلة الانجح في المساعدة على وقف انتشار هذا الداء السريع الانتشار.
إحصاءات السيدا إلى حدود نهاية أكتوبر 2011
6194 حالة مصرح بها والتحذيرات تشير إلي إصابة 28 ألف حالة.
48 % حالة مصرح بها هي بين النساء.
494 حالة مصرح بها فقط خلال هذه السنة.
78 % حالة صمرح بها في الحواضر.
هدف جمعية محاربة السيدا هذه السنة : الوصول إلى تحقيق صفر إصابة بداء فقدان المناعة المكتسب، وصفر بالنسبة للتمييز أي لا تمييز بين مصاب وغير مصاب، وصفر وفاة مرتبطة بالإصابة بهذا المرض.