سنبدأ هذا الصباح، بذكر الفاسقات؛ ثم نذكر بعد ذلك القانتات؛ ثم نورد أسماءَ بعض الناجحات؛ وفي مقالة أخرى سنعرض للسياسيات.. فأما اللواتي عُرفن بالفسق، والفساد، والكفر، نذكر منهن [واهِلة زوجة لوط]؛ و[واغِلة زوجة نوح]؛ وقد جاء ذكرهما في سورة [التّحريم]، وستدخلان النارَ مع الداخلين كما وعدهما ربُّ العالمين؛ أضِفْ إليهما [قتيلةَ بنت قيس زوجة محمد عليه السلام]، وقد ارتدّت، فطلّقها النبي الكريم.. كما لا ننسى [قَطَام] التي طالبت [ابن مُلْجَم] قاتِل [عليّ] كرّم الله وجهه، أن يأتيها برأسه كمهْر ليتزوّجَها؛ ثم نذكر كذلك [شالومي] اليهودية، التي طالبتْ برأس [يحيا بن زكرياء] كمهْر، دون أن ننسى الشمطاء العجوز [غولدا مايّير] رئيسة وزراء [إسرائيل] التي وضعت قائمةً بأسماء الفلسطينيين الذين يجب قتْلهم، وقد اغتيل عددٌ منهم في [لندن، وباريس، وروما، وأثينا، ومالطا، وتونس] وغيرها..
وأما القانتات السائحات، ذوات القدر، والمنزلة، والفضل، نذكر منهنّ [مريم العذراء، والدة السيد المسيح] عليهما السلام؛ و[آسية زوجة فرعون، ومنقذة سيدنا موسى] عليه السلام؛ وسيدتنا [خديجة الكبرى، زوجة رسول الله التي آوتْه، وتزوّجتْه، وصدّقتْه، وساعدتْه في بداية بَعْثه]؛ و[صافوراء زوجة سيدنا موسى عليه السلام]؛ و[زوجة سيدنا زكرياء، أمّ سيدنا يحيا] عليهم السلام؛ وسيدتنا [فاطمة أمّ الحسَنَيْن] عليها السلام (كما يقول البخاري كلّما ذكرها في صحيحه). وقد أذهلت بخطبتها التاريخية جهابذة اللغة، ونقاد المعاني، وبوَرَعها وتقْواها لقّبها سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم [سيدة نساء الجنة]؛ والقائمة طويلة، والحيز لا يكفي، فمعذرة!.
والآن، نذْكر ثلةً من النسوة الناجحات، كل واحدة في مجال مختلف، أو عُرفْن بمواقفَ قد يعجز فيها حتى الرجالُ، فمَن هنّ هؤلاء النساء ممّن تميّزن بالشجاعة، أو العلم، أو الإباء ورباطة الجأش؟ في هذه الفقرة، نذكر [أسماء بنت أبي بكر، أمّ عبد الله بن الزّبير]، وقد أسمعتْ أستاذَ الإرهاب [الحجّاج] في قصره كلاما لا يرضيه، ووصفتْه بأوصاف لا تُعْليه، دون خوف؛ وبطلة الرُّماة في فتْح [دمشق] السّيدة [زوجة أبان]؛ والفارسة [جان دارك]؛ والطّيارة [كاترين أوريول] التي اخترقتْ جدارَ الصوت؛ ورائدةَ الفضاء الأولى [تيريشكوڤا]؛ والشهيدة التي ارتمت خلال أحد سباقات الخيول أمام فرس الملك، دفاعًا عن حقوق المرأة سنة (1913)، وهي السيدة [إيميلي داڤيدْسون]؛ والفنانة الكريمة [فاني هيوستن] التي موّلت مشروع طائرة [ميتشل] بعد رفْض الاشتراكيين بدعوى الحفاظ على أموال الدولة، ومن تلك الطائرة، تفرّعت طائرةُ [سبيت فاير] التي أكسبت الإنجليز معركةَ بريطانيا الجوّية ضد النازيين سنة [1940]؛ والعالمة [ماري كوري] وجائزة (نوبل) بعد أبحاثها الناجحة في مجال البحث الذَّري؛ والسيدة صاحبة الأعمال الاجتماعية [إيڤيتا بيرون]، زوجة الديكتاتور الأرجنتيني [خوان بيرون]؛ والسيدة النائبة [باربرة ميلوڤْسكي] التي أنقذت [مسبار هابل]، وزادت في عمره خدمةً للأبحاث العلمية؛ والفيلسوفة [سيمون دي بوڤوار] التي دافعت بقلمها، وفلسفتها، ومواقفها دون كلل، عن حقوق المرأة، وظروف عملها خدمةً لكرامتها الإنسانية.. هؤلاء النسوة ذكرهنّ التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز؛ وهناك أخريات شاركن في الحرب العالمية الثانية، نخصّ منهن بالذكر نساء روسيات، كنّ يقدن الدبابات، وأبلين البلاءَ الحسن في معركة [كورْسك] سنة [1944]، وطيّارات بريطانيات، كنّ يطرن في أحوال جوية رديئة خلال الحرب الثانية، وهو ما لم يكنْ يقدر عليه حتى الطّيارون الرجال؛ ولن أعطيكم قائمةً بأسماء المقاوِمات، لكي لا يطول بنا الحديث؛ لكن ينبغي أن أشير إلى أن النازيين كانوا يشغِّلون السجناء في مصانع الأسلحة؛ أمّا في روسيا وبريطانيا فكانت النساء هن من يقمن بهذا العمل الوطني طواعيةً، وكنّ يشتغلن يوميا [16] ساعة حَراً وقَرّا؛ لذا أرفع قبّعتي احتراما وإجلالا لهنّ: [Chapeau Mesdames].