يقول مفكر يقظ، وصاحب بصيرة، وعقل راجح، وفكْر متوقّد إن [هذه المنظمات، والجمعيات، التي تدين بالولاء [لفرسان الهيكل] و[داعش والنصرة] هما التجسيد الميداني لها؛ كما تدين بالولاء [لخدّام الهيكل] عن طريق كذبة [حقوق الإنسان]، وفي تقاريرها تعتمد الكذب لإفشاء الشك، والاضطراب الفكري في عقول المواطنين، وتدّعي الوطنية نفاقا، والنفاق أشد خطرا من الكفر المعلن، فهي تتلوّن حسب ما تقتضيه الحال في البلاد، يساعدها في ذلك إعلام التضليل؛ فإذا ما نجحت في بلد، عندها فقط، تكشف عن وجهها القناعَ الزائف، وتظهر على حقيقتها كافرةً، سافرة، ملحدة كما هو الحال في فرنسا، وأمريكا، وكثير من بلاد أوربّا؛ أما إذا حلّت ببلد يرعى التقاليد، والقيم، فإنها توظّف عملاء وتقسّمهم إلى فريقين: فريق ينادي بحقوق الإنسان، وبالحرية وإلغاء بعض النصوص القانونية، والدينية [الظالمة]، وفريق يتظاهر بالمعارضة، والحرص على الدين، والقيم، وهم في خلوتهم يتضاحكون من سذاجة المواطن الذي يصدّقهم، ثم يكون كيدهم من وراء الكواليس، حتى يأتي اليوم المنشود].. ويقول مفكر آخر [إنهم إذا تولّوا مناصب عليا عن طريق الديموقراطية ولعبتها الانتخابية، فإنهم يعملون على تجسيم متاعب المعيشة والأسْرة، وخلْق أزمات اقتصادية في البلاد، مع إلقاء المسؤولية على جهات أخرى، ولحلّ هذه المشاكل، تتدخل مؤسسات نقدية متوازية، تملي شروطَها المجحفة، فيقبلها البلد البئيس كرهًا، وينتشي العملاء فرحا (بالنجاج)، يعني (الخراب)، وغالبا ما يتم جلب [الخدام] من أتباع الاشتراكية، والشيوعية، والعقائد الدينية، أو ممن فقدوا إيمانهم، ولم يعودوا يؤمنون بشيء في هذا العالم.
ففي أوربا وخاصة في [فرنسا]، يوجد [خدّام محفل البنّائين الكبار] في الأحزاب، والحكومة، والشرطة، والسفارات، والقنوات الإعلامية، وكل من خان مثلا اعتُبرت خيانتُه [خيانة عظمى]، جزاؤه عليها القتل، وخاصة إذا كان قد بلغ في السلم الدرجة [33]، وهي درجة تعني أن صاحبها قد تخلّى عن الدين، والوطن وكل القيم السائدة في البلد.. فهذه الدرجة لم يبلغْها في الوطن العربي حتى الشاعر [إبراهيم اليازجي] مثلا وآخرون في بلاد العرب رغم ما قاموا به من عمل لصالح المحفل.. أما في بلادنا، فخدّام [المحافل] يقومون بمجهودات، ولكنْ هذه المجهودات تظل قاصرة، بحيث لم ينجحوا بعد في خلق فتنة، ولم يحوّلوا الملكيةَ إلى ملكية برلمانية، يكون فيها الملكُ بلا حول ولا قوة؛ ولم ينجحوا في إلغاء عقوبة الإعدام، ولم يتمكنوا من إقرار قانون يعطي الشواذ المرضى (حقوقهم)؛ ولم تشاهَدْ بعد في البلاد امرأةٌ تهب جسدَها لمن تشاء؛ كل هذه الإخفاقات جعلت رتبَهم متدنّية في سلّم الترقية، وإن كان بعضهم يحضر المؤتمرات كل أربع سنوات هنا أو هناك عبر العالم؛ ولكنّ العرب الماسون يطلبون من المشرفين على المؤتمرات بألا يسمحوا للكاميرات بالدخول، حتى لا ينكشف أمرهم، وتصعب مهامّهم.. قد يقال لي: [وكيف سنتعرف عليهم؟]؛ على هذا السؤال يجيب السيد [المسيح] حين قال: [من ثمارهم تعرفهم]، يعني من أفعالهم قبل أقوالهم تعرفهم، أو ليس الأفعال هي التي تدّل على ما يريده الإنسان؟ أليس الفرد هو ما يفعله لا ما يقوله؟ أليس ما ينادون به في بلادنا يتطابق مع تعاليم المنظمات الهدّامة؟
فكيف تصنِّف مثلا من يريد أن تكون [الدارجة] لغة التعليم، والفرنسية لغة رسمية بدل العربية؟ ماذا ترى في من يدافع عن اللِّواطيين، والقتلة مخالفا بذلك آيات محكمات في كتاب الله؟ إلى من ينتمي من أنجز فيلما خليعا، وعرّى المرأةَ المغربيةَ باسم [الإبداع]، وأظهر منها أماكن العفّة، وقوّلها أشياء تخدش الحياء، فلاقى نجاحا في محافل الهدم خارج الوطن؟ كيف تسمّي من كان ينادي بتعديل الدستور، لإقرار ملَكية برلمانية، لجعْل الملك مجرّد صورة رمزية، ومع ذلك، صار حزبه مجرد جثة هامدة، في وقت دخلت فيه [الماركسية] قاعة التشريح بعد موتها، فأعطينا هذا الحزب مناصب عدة في الحكومة؟ كيف نصنف شيوعيا اتهم القصر الملكي بكونه من وراء لعبة [البلوكاج]، وقد صدر في حقه بيانٌ مطوَّل، مفنّد، ومسفِّه. لتُهَم هذا الزعيم الشيوعي، ومع ذلك، نال وزارةً وقد عرفت سياستُه انهيار مساكن عديدة وضحايا، وكأننا كافأناه على ذلك؟ ماذا تقول في حق حزب يدعي الإسلام، وكذب على المسلمين، وأخلص (للإخوان والنصرة) الإرهابيين، وقلّل من شأن رضا الملك، وبذّر ثروات وأمولا الأمّة، ونادى صراحة بعدم تدخّل الدولة في الشواذ، ومع ذلك ترأّس حزبُه ثانيةً الحكومةَ التي عجّت بالمنافقين، والكذَبة، وأعداء الملكية، والوطن، والدّين؟