عبد السلام بن ادريس*
- في الحب
سؤال يحيرني منذ عشرين عاما.. ما هو الأصعب في الحب، أن تعرف كيف تمنحه أم تعرف كيف تتلقاه؟!
ممازحا، ذكّرني صديق قديم بقصتَيْ حبّ خضتهما وكان شاهدا عليهما، فضحكنا حد القهقهة. عجبا لتجارب الغرام كيف تصير مع الوقت نُكتا للتسلية!
ماذا نأخذ مقابل الحب؟ تساءل عاشق.. ثم انتحر!
علاقات مشبوهة.. لقاءات مشبوهة.. جلسات مشبوهة.. هل من أحد يدلني على ما هو غير مشبوه في الحب عندنا نحن العرب؟!
زاوية الحب قائمة دائما.. إذا انفرجت أو استقامت، تعقدت معادلة الغرام وتهدّمت أسس العشق!
يستفيد العاشق من كل تجارب الحياة.. إلا من تجاربه في الحب!
نصادف أكثر من حب في حياتنا، لكننا لا نلتقي الحب الكبير إلا مرة واحدة، دون أن نستطيع تمييزه عن باقي صغائر الحب إلا بعد فوات الأوان.
عشاق جيل الأنترنت يغيرون حبهم كما يغيرون ملابس الموضة! لا أدري، أأشفق عليهم أم أغبطهم؟
بعيد عن العين بعيد عن القلب.. معادلة تتحدى "الفيسبوك" و"الواتس آب" وكل وسائل التواصل الحديثة، وتأبى إلا أن تغتال الحب!
في المقهى.. لاحظتْ بائعة الحلوى أنني أجلس وحيدا فوضعت قطعتين على طاولتي وابتسمتْ في خبث. لقد علمت أنني سأشتري الإثنتين معا.. لذكرى حبيبٍ ومنزلِ!
- في الصحافة
عدم القدرة على النوم عميقا.. سرعة الغضب.. عدم النسيان.. الصداع والإحباط والقلق.. أول ما يجنيه الصحافي من عمله!
كلما سألني أحدهم "كيف ترى مستقبلك الصحفي؟".. أظل أعاني إحباطا نفسيا لأسابيع. لقد فقدت المهنة هويتها وصار الجميع صحافيين!
الصحافة.. مهنة مليئة بالحاقدين والحاسدين وصغار النفوس، لكنها أيضا تضم كبار المبدعين والموهوبين، وهذا واحد من أسرار سحرها.
أخبار تافهة وأخرى جيّدة. صحافة للإثارة وأخرى بنّاءة. هل يجدر بالصحافي نقل المشكلات أم طرح الحلول؟ نشر الفضائح أم قصص تدعو للتفاؤل؟ هل للصحافة مسؤولية اجتماعية.. أم دورها نشر الفضائح تحت عناوين رنّانة؟! هل الأولوية لاهتمامات القارئ.. أم لا بأس من غض النظر عنها؟! أسئلة مهنية غير مرغوب فيها.
يَحدث أن يتألق الأنذال وعديمو الموهبة. وبقليل من الفهلوة وكثير من التملق والخداع، يسطع نجمهم ويتبوأون المناصب. مؤسف أن يصير الإعلام مجالا خصبا لهؤلاء.
*كاتب وصحافي