كشفت الأحداث الدامية التي شهدها تدخل عناصر الأمن الاسباني مؤخرا لوقف إجراء استفتاء الانفصال من طرف حكومة اقليم كاطالونيا الاسباني، حقائق ملموسة عن أساليب التعامل مع أصحاب نظريات الانفصال، في عدد من الدول.
إسبانيا اليوم والتي تحسب من الدول الديمقراطية المحسوبة على منظومة الاتحاد الأوروبي بكل ما عليها من التزامات، أظهرت أن كل شيء قابل للنقاش والتداول مع مواطنيها المعارضين، باستثناء موضوع الانفصال او السعي لنقله من مرحلة النقاش إلى مرحلة التطبيق، وذلك بخلاف المغرب الذي ورغم ما يتلقى من ضربات من أبنائه العاقين لم يعمد يوما إلى ما عمدت له اسبانيا.
صورة واحدة انتشرت بشكل سريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت مقارنة بسيطة وواقعية بين انفصالية اسبانيا كانت حاضرة يوم الاستفتاء الكاطالوني، وبين الانفصالية أمينتو حيدر المولودة في المغرب الحاملة لجنسية الجزائر وبعض الجنسيات الأخرى، تساءل العديدون حولها وتناقشوها في عدد من الفضاءات.
ففي الوقت التي تظهر حيدر وآثار النعم والتنعم عليها بادية وهي التي تتجول آمنة بين ربوع العالم وداخل المغرب دون ان يمسها سوء، كشف حجم العنف الذي مورس على الانفصالية الاسبانية، وهي التي بالكاد لم تفعل ما فعلته حيدر في كل مسيرتها العدائية للمغرب، الفرق الشاسع ما بين النموذج الاول وبين النموذج الثاني.
المقارنة أكدت للجميع إذن أن انفصاليي المغرب عليهم اليوم ان يقفوا مع انفسهم ليفهموا أن المغرب أثبت ومازال حسن نواياه حتى اتجاه أولئك الذين اختاروا تصويب عدائهم لبلد ترعرعوا فيه، فقط مقابل دولارات تأكل من قيمة الفرد وترديه غير مرغوب فيه في نهاية المطاف.
برلمان.كوم