لم يفهم أي احد تصريحات الوزير الأول أحمد أويحي عندما اعلن جهارا دعمه اول امس، لخطوة التلفزيون بنشر صور حول فترة المأساة الوطنية والتي وصفها البعض بـ"الصادمة" مشيرا إلى أنها كانت للترحم على ضحايا الإرهاب، وأكد أويحي على هامش زيارته إلى وهران أن "الصور التي نشكر التلفزيون الوطني على بثها، كانت للترحم على ضحايا الإرهاب وكانت ذاكرة للجزائريين مهما كانت توجهاتهم السياسية، لان هذه الأمانة التي تسمى الجزائر– يضيف - يجب أن تحفظ" .
وحسب المتتبعين فان ما خفي من تصريحات الوزير اويحيى كان اعظم ، وكأن لسان حاله يقول : اما ان تقبلوا التقشف يا شعب الجزائر ...و الا سوف يحدث لكم مثل ما حدث في الصور.......
هذا وندد نشطاء وصحفيون على موقعي التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تويتر"، بربورتاج "اليتيمة"، الذي جعل سهرتهم لا تختلف عن ليالي السنين الحمراء، وتقاطعت التدوينات منددة تصريحات الوزير الاول،وقد علق احدهم انه لا يمكنلليتيمة التصرف من تلقاء نفسها مضيفا نحن نعلم أن اليتيمة مجرد بيدق وبوق للنظام ولسانه الذي ينطق به، ففي عز الأزمة لم تجرأ اليتيمة على بث تلك الصور، والآن عندما أوحي إليها من فوق تصرفت بهذه الطريقة الفاحشة البعيدة عن الاحترافية الإعلامية ، وفي تدوينة اخرى اكد احدهم " ان عرض الصور في هذا التوقيت الغرض منه التخويف و ليس الترحم علي الموتى،كما يزعم الوزيرالأول ، و هذه هي المعادلة التي خرجت بها حكومتنا حتى يبرروا فشلهم يا إما نحن يا إما الإرهاب، لا يوجد عندهم خيار آخر،وقال اخر " إنه اسلوب ترهيب و تخويف للشعب إن أقدم على الاحتجاج و التظاهر ضد القوانين الجائرة المتخذة لمواجهة الأزمة... انكم تريدون تخويف الشعب بعد انهيار العملة و الاقتصاد الهش بسبب تسييركم الفاشل للبلاد فانتم صنعتم نفس الاسباب التي ادت الى العشرية السوداء و مظاهرات 5 اكتوبر 1988.
يذكر ان التلفزيون الجزائري كان قد بث بعد نشرة الثامنة من سهرة الجمعة الماضي، روبورتاجا مطولا بعنوان "حتى لا ننسى"، يُلخص المأساة الدامية لسنوات العشرية السوداء التي عاشها الجزائريون، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لإقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وفاجأت القناة الأرضية، "الجزائرية الثالثة" و"كنال الجيري"، مشاهديها بعرضها لأول مرة مشاهد وصورا مروعة. ولم يشر التلفزيون العمومي بقنواته الثلاث عند بداية الفيلم، إلى أنه يمنع على صغار السّن وأصحاب القلوب الضعيفة والرهيفة مشاهدة هذه الصور، أو حجب وجوه القتلى بالتقنية الضبابية "الفلو"، كما لم يكلف معد هذا العمل نفسه إدراج إشارة +18 في إحدى زوايا الشاشة لتنبيه المتابع إلى ما سيشاهده من مقاطع حقيقية بالصوت والصورة لأيام العشرية السوداء.
محمد علي مبارك