تستمر الجزائر وجبهة البوليساريو، في نهج سياسة التزوير والتدليس، من خلال تنقل مبعوثيها، بجوازات سفر لدول أجنبية، وحضور الاجتماعات الأممية بجنسيات أخرى.. آخرها حضور بعض ممثلي "الجبهة" (بمدلولها الشعبي المغربي) أشغال الدورة الـ 36 لمجلس حقوق الإنسان، بصفتهم ناطقين باسم دول إفريقية أو منظمات حقوقية.
لقد اشترت الجزائر الصفات والجنسيات لخدامها، (بنفط الشعب الجزائري المغلوب على أمره طبعا) وبذرت أموالها في سبيل شراء جوازات سفر من دول أخرى، وتمكين "كراكيزهم" من صفات دبلوماسية، ليمثلوا بواسطتها دولا لم يسبق لهم أن زاروها، لتمرير وهمهم الذي ضاق به الأمميون ذرعا.
أحجمَ الانفصاليون عن الحديث باسم مشروعهم البئيس، لما أصبحوا يعانونه من خجل تنجيس أسماع المصغي باسم البوليساريو، لانكشاف أمر عمالتهم ودناستهم، وقيام مشروعهم على التزوير والفساد المالي والأخلاقي، والقتل وزرع الفتن، وتشجيع إقامة مستنقعات المخدرات والتهريب وتجارة الموت الدمار، فبارت تجارتهم وخارت عزائمهم.
فقدت الجبهة الانفصالية القدرة على مخاطبة المنتظم الدولي، إلا من وراء حجاب، أو وسط بُرقع دولة أخرى، لتخفي ما بدا في جسمها من أثار العهر السياسي، وبيع ذمتها وشرفها لجنرالات الجزائر، بثمن بخس، دراهم معدودات.
فلا يملك تجار البشر، ماء الوجه ليحفظونه، من ممارساتهم الشنيعة، وفساد خُلقهم، وتجارتهم بالعرض والبينين، حتى يكفوا عن الحديث بإظهار وجههم الحقيقي الشاحب، إلا أن الدافع لتغيير منبر حديثهم، هو وعي المنتظم الدولي ببهتان ادعاءاتهم وزيف أسطورتهم، فأحسوا قرب موعد دحرهم، وتفكيك خيام الذل والعار التي تتسول بها الجزائر فوق أراضيها.
زكرياء لعروسي