بوحدو التودغي*
تنطلق الثلاثاء المقبل جلسات محاكمة المتهمين في أحداث الحسيمة، وذلك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ويتابع هؤلاء بتهم تتعلق بإضرام النار عمدا في ناقلة، ومحاولة القتل العمد، والمس بسلامة الدولة الداخلية، وتسلم مبالغ مالية لتسيير تشاط ودعاية من شأنها المساس بوحدة المملكة وسيادتها وزعزعة ولاء المواطنين للدولة المغربية ومؤسسات الشعب المغربي، والمشاركة في ذلك، وإخفاء شخص مبحوث عنه من أجل جناية، والتحريض ضد الوحدة الترابية للمملكة، وجرائم أخرى يعاقب عليها القانون الجنائي.
ونظرا لأن المغرب وضع رهن إشارة الدفاع والموقوفين كل الوسائل حتى تتحقق المحاكمة العادلة، لم يجد المتابعون ولا محاموهم من وسيلة لمواجهة الحجة بالحجة والدليل بالدليل سوى الهروب إلى الأمام، واللجوء إلى وسيلة بئيسة لعدم المقارعة القانونية، وتتعلق بالإضراب عن الطعام.
لقد سكت المتابعون ومحاموهم لأنهم كانوا ينتظرون حل المشكل خارج نطاق القانون، وعندما اقتربت ساعة المحاسبة أعلنوا الإضراب عن الطعام، وكل يوم يسربون خبرا عن وصول هذا المعتقل إلى حافة الانهيار أو الموت وغيرها من الادعاءات لغرض واحد هو الضغط على العدالة وتحريف مسار المحاكمة.
اختيار الإضراب عن الطعام، الذي ما زال لحد اليوم مجرد إضراب في وسائل الإعلام فقط بينما إدارة السجن تقول إنهم يأكلون ويشربون، هو محاولة للتعبير عن عدم القدرة على مواجهة ما بيد القضاء من أدلة وحجج تدين هؤلاء، وسايرهم في ذلك محاموهم، الذين يعرفون أنهم لا يمتلكون الإمكانيات لدحض الحجج المقدمة بين المحكمة.
كان مفروضا في المحامين بدل اللجوء إلى الإعلام ورفع المزاعم والادعاءات أن يعتكفوا على إعداد المرافعات وتهيئ الحجج المضادة، ولكنهم فضلوا أقصر الطرق للدفاع وهي إحداث الضجيج والحكم على المحاكمة قبل انطلاقها، لأنهم يعرفون أن محاكمة عناصر كديم إزيك حضرها مراقبون دوليون وغيروا كلهم مواقفهم بعد أن وقفوا بأنفسهم على توفر كافة شروط المحاكمة العادلة بل حتى المحاكمة التفضيلية.
المحامون والجمعيات الحقوقية والمدافعون عن الموقوفين ينظرون للنصف الفارغ من الكأس، ويطالبون بإطلاق سراحهم بالجملة. لكن يبقى من اللازم أن نعرف من قام بإحراق إقامة للأمن بإمزورن ليلة 27 من مارس الماضي، حتى اضطر عناصر الأمن للقفز من الطابق الثاني أصيب أغلبهم بكسور، ونريد أن نعرف من أحرق في الليلة ذاتها سيارات المصلحة؟
هناك ضحايا لابد من إنصافهم ونحن نتناول الموضوع الحقوقي لمعتقلي حراك الحسيمة ونواحيها. رجال أمن وقوات مساعدة ودرك أصيبوا رشقا بالحجارة. منهم من سيحمل معه عاهات إلى أن يذهب عند ربه. كل هؤلاء من سيعوضهم ومن سيأخذ بحقهم؟
لقد وقعت أحداث كثيرة بالمدينة من بينها عمليات تخريب وحرق ورشق بالحجارة وخلفت عدة ضحايا. فمن المسؤول؟ هناك مسؤولون مباشرون متورطون في الأحداث وهناك مسؤولون من خلال التحريض..
صحافي وباحث*