المشلول ، يبقى مشلولا ولا يمكن لكرسي الإعاقة أن يمحي من وجهه أبعاد العجز .لكن السؤال هو لماذا ظل جنرالات الجزائر يصرون على بقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيسا لهذه الدولة الشقيقة لأربع ولايات متتالية ؟
نعلم أن الجنرالات لهم مصلحة في ذلك وهم من يقررون من سيكون رئيس الدولة كما هم أيضا وراء جل وسائل الإعلام ويتحكمون في خطوطها التحريرية ، لأنها هي الضامن الأساس في حجب حقائق هؤلاء الجنرالات عن توغلهم في نهب أموال الشعب الجزائري وتجويعه ، وهو ما جعل حتى الموالين ، أواخر الأسبوع الماضي، لجبهة التحرير الوطني الحزب الحاكم ، يقومون بمظاهرات غضب وصلت إلى حرق مقر محافظة الحزب بولاية ورقلة وبعض المقار الأخرى في مناطق مختلفة في البلاد.
نعود هنا إلى وسائل الإعلام العسكرية في هذه البلاد وعلى رأسها " وكالة الأنباء الجزائرية "التي أداعت قصاصة لها أول أمس ، تعود إلى منظمة مرتزقة تسمي نفسها منظمة عدالة البريطانية " منظمة يو كاي" وهي مثل الكثير من الميلشيات التي تركب على يافطة حقوق الإنسان ، على الرغم من أنها لا تستطيع أن ترى إلا بعيون فيها الكثير من الغبش والعمش .
هذه المنظمة تركت كل مناطق العالم التي تنتهك فيها بالفعل حقوق الإنسان وتمارس على مواطنيها كل أنواع التعذيب، ولم تجد لها بيتا تأويه غير الإرتماء في أحضان النظام الجزائري الذي يغدق عليها الأموال الطائلة من أموال الشعب الجزائري ، من أجل ان تلعب دور ظفر القط في محاولة يائسة ومملوءة بالحقد، أن تخبش الوجه المغربي .
هذه المنظمة التي تعطي لنفسها صفة "العدالة" لو نظرت إلى ميزانها لوجدته مختل التوازن ومتحيز لمن يدفع أكثر . وهذا ما لا تفعله الدولة المغربية مع مثل هؤلاء المرتزقة ، لأن المغاربة مؤمنين بوحدة قضيتهم الترابية ، وأن الصحراء المغربية بطولها وعرضها وأهلها من الصحراويين الغيورين عن وطنهم ككل ، ليست هي شردمة من بوليزاريو الداخل ، الذي يجعلهم النظام الجزائري طعما لمثل هذه المنظمة التي قالت في بيانها المصاب بالحول "أن التصاعد المسجل لعملية اللجوء إلى العنف من قبل قوات الاحتلال هو تكبيل حرية التعبير و التجمع و المظاهرات السلمية"..
كيف ذلك ؟ ومن تكون هذه المنظمة حتى تنطق بكلمة "الإحتلال" وهي بطبعها وطبيعتها يتضح جليا أنها المحتلة لمجال "حقوق الإنسان" وعلى ظهره تقتاة من فتات موائد جنرالات الجزائر .؟
بقي أن نهمس في أذن هذا النظام بما قاله أحد الشعراء: من يكن له الغراب دليلا ..يمرّ به على جيف الكلاب.
فيبدو من رائحتها عليلا .. لايميّز بين الخطأ والصواب.