قال الباحث في الشؤون الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيقي، الملقب ب "أبو حفص" إن حديث "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" الذي ورد في كتاب صحيح البخاري، جاء في سياق معين، وليس حكما عاما.
وأوضح رفيقي في تصريح صحفي أن الحديث يجب فهمه على أنه وصف لحادثة بعينها، فهو تكملة لقصة بنت كسرى، وبالتالي فإنه لا يدخل في باب الحكم الشرعي.
ويتحدث هنا رفيقي عن قصة كسرى الذى ضاع حكمه بعد تمزيق كتاب النبي ومات مسموما، فأخذت الولاية عنه ابنته بوران، حيث تشير مصادر التفسير إلى كونها المعنية بحديث الرسول، الذي جاء استكمالا لدعائه عن عدم فلاح قوم فارس بعد تمزيقهم لكتاب النبي، حيث جاء في الحديث الذي رواه البخاري أن رسول الله قال لما بلغه أمر أن أهل فارس ملكوا عليهم بنت كسرى "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَة".
وكان رفيقي قد استدعى الحديث عقب فوز المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بولاية رابعة، حيث كتب على فايسبوك تدوينة تساءل فيها: "هل نصدق ما يراد لنا أن نفهم من الحديث أم نصدق الواقع الذي نراه مع ميركل وما حققته لوطنها خلال ثلاث ولايات واستحقت معه الرابعة؟".
التدوينة جرت على رفيقي انتقادات واسعة، حيث اتهمه البعض بالاستهزاء بحديث نبوي، ووصلت إحداها إلى حد اتهامه بالتشكيك في صحة الأحاديث الواردة في كتاب صحيح البخاري.
وعن هذه الاتهامات، يقول رفيقي للموقع: "هذه ردود فعل اصبحت عندي متوقعة بحكم ان كل محاولات ايقاظ العقل النائم وممارسة النقد للموروث تجد عادة مثل هذه الردود المتشنجة، وهي انعكاس لما يعرفه المجتمع من قلة الوعي وضعف التعليم والا لو كنا في بلد متعلم لكانت مثل هذه الافكار امرا أكثر من عادي."
ودافع رفيقي عن تدوينته المثيرة للجدل، قائلا: " أنا قلت يجب ان نفهم الحديث في سياقه وظروفه، وحتى لو تعلق الأمر بصحة الحديث، فالبخاري ليس معصوما، وليس كل ما كتبه صحيح"، مضيفا أن هذه "إحدى المعارك التي اشتغل عليها وهي رفع القداسة على ما ليس بمقدس"