محمد علي لعموري
ذات مرة كان لي حساب خاص على صفحة الفيسبوك تعمدت أن يبقى مجهولا ، وكنت قد فتحته برقم هاتفي السابق.
بالموازاة كانت إبنة أختي قد أنشأت صفحتها الفيسبوكية بنفس الرقم بعد أن تخليت عن استعمال نفس الهاتف.
ذات يوم بينما كنت أنوي الدخول إلى الصفحة لم أستطع الإرتياد بعد أن أخبروني أن رقمي السري قد تغير. قمت بإجراء تغيير الرقم السري ثم دخلت.
حدث هذا المشكل مرتين ، وفي كل مرة أغير فيها رقمي السري تتاح لي إمكانية الدخول على الصفحة.
لكن حدث في المرة الثالثة أن قمت بنفس الإجراء لأدخل على الصفحة الخاصة بإبنة أختي.
صراحة تملكني الفضول بعد أن وصلتني في حينه رسالة على فرض أنني فتاة في الرابعة عشر من العمر وهو نفس سن إبنة أختي عبير ، فاطلعت على المكتوب في الرسالة التي حملت كلمات تتودد للفتاة بلطف ورومانسية كما هو شأن الولد حين يريد لفت انتباه الفتاة إليه ، ليمر بعد ذلك إلى الخطوة الموالية، وهكذا دواليك حتى يصل إلى الغرض من كل ذلك وهو الوصول إلى الجسد لإشباع الشهوة.
ولاحظت من خلال تفاعلي مع عدة رسائل فيما بعد ؛ لما أجريت حوارا مع إبنة أختي وسلبت منها ذلك الحساب ليبقى رهن إشارتي ؛ أن أول سؤال يوجهه الفتى للفتاة بعد التحية والتعارف البدائي المألوف هو : هل تقيمين علاقة مع أحد؟
وهذا السؤال يحيل بالبداهة على رغبة الفتى المراهق والشاب في إقامة علاقة مع أي فتاة يصادفها في صفحته بعد أن يكون قد بادر ببعث دعوة لها.
ما يهمنا من هذه القصة التي لم تكتمل بعد ، ما سينجم عن لعبة جربتها مع شبابنا المغربي والمراهقين منهم على وجه خاص ، فقد تقمصت دور إبنة أختي منذ شهر رمضان الفضيل إلى اليوم لألعب لعبة استكشافية جبت من خلالها في خفايا النفس الشهوانية لهؤلاء الشباب ، لأصطدم بأمور غريبة بعضها يرقى إلى مرتبة الخطورة في نوايا وتصرفات البعض ممن تملكهم الكبث وتحكمت في سلوكاتهم غريزة جامحة وجموح نحو التغرير بقاصر واستدراجها للوقوع في شرك الغرام ، واستغلال الجانب العاطفي النشيط في شخصيتها الميالة للبحث عن الصدق في المشاعر والحب.
ومما لفت انتباهي أن جل الشباب المراهق والبالغ يصطاد في الماء العكر وله نية مبيتة للوصول إلى جسد الفتاة.
ومما أثار دهشتي أن حديثي معهم الذي ركنوا فيه إلى أسلوبي الذي – ربما- كان مختلفا وحضي بإعجابهم ، قد دفع بالبعض إلى الوقوع في شرك ما نصبته لهم من خيوط اللعبة التي كنت أتحكم فيها لوحدي ، وهكذا تمنى الجميع رؤيتي وطالبوني بصورة أبعث بها اليهم دون أن ينالوها ، بل إن بعض المحرومين عاطفيا وآخرين جنسيا لم يتورعوا عن الوقوع في براثن الشهوة المستحكمة فيهم ، وهكذا مارسوا العادة السرية في نهار شهر رمضان بعيد صلاة الفجر ، ومنهم من أغرم بفتاة مجهولة لم يرها قط وما سمع صوتها لكنه اقتنع بها ودخلت مزاجه لأنه رأى فيها شخصا مختلفا.
الغريب أن فترة المراهقة يمارس فيها الشاب المراهق ما يخطر على البال ومالا يخطر، ويبين عن كبث كبير يتملكه.
فمن غرائب السلوك أن الشاب الذي مارس العادة السرية على جسدي المتخيل ولا يملك منه سوى ما دار بيننا من حديث حاولت من خلاله مراعاة التوقيت ، أي أننا دخلنا في وقت الصوم والإمساك عن شهوتي الأكل والجماع ، وقبيل صلاة الفجر تودد إلي الشاب الذي كان ينحدر من قلعة السراغنة أن أصبر عليه حتى يصلي الصبح مع الجماعة ثم يعود لنكمل سمرنا الليلي الذي سيتحول إلى سمر صباحي.!!
وبعد أن أدى فريضة الصلاة ، عاد الفتى لحديثه عن الحب والغرام والجنس…لينتهي وقد أرسل لي بتسجيل صوتي يطلب مني تصوير جسدي عاريا كذا !
فأردت من وراء ذلك امتحان إيمانه فسألته لماذا ترغب بصورتي عارية؟ – على فرض أنني فتاة – فكان جوابه أنه يريدها من أجل الإستمناء.
لقد تلقيت في ذلك الصباح الرمضاني تسجيلات صوتية فيها من معاني الكبث والإيحاءات الجنسية والوحوحات والآهات ما يثير الغرابة والإشمئزاز كأنه يباشر الجنس مع فتاة تنام إلى جانبه.
تساءلت هل يعقل ان يصدق شاب أنه بصحبة فتاة على ” النت ” وبدون ان يراها عبر الكاميرا أو يسمع صوتها ويتأكد من هوية من يتحدث إليه أن يصل بهذه السهولة إلى مستوى خرق شرط الصيام وإبطاله وممارسة العادة السرية على جسد متخيل وفتاة مفترضة ؟ !!
وهذه مجرد حالة من حالات كثيرة وصل في بعضها أن بعثوا بفيديو فيه تسجيل كامل لحالة الإستمناء.
وهناك من سنه يفوق الأربعين ويطمع في مضاجعة فتاة في سن الرابعة عشر !!
أما أولئك الذين صادف وقلت لهم إنني فتاة في سن السادسة عشر ولم أعد أحتفظ ببكارتي فمن كثرة اشتهائهم لي – بالنسبة للعديد من المكبوثين أنا دجاجة مثبلة – فقد جربوا كل وسائل الإغراء من الظفر بهذا الجسد الطري الذي لا زال بالنسبة لهم في طزاجته ومحظوظ جدا من ناله بعد عناء في الإقناع.
وهناك من لا يخاف من أن يفتض بكارتي كمن يزاول لعبة ورق النرد.
غريب أمر شباب الفيسبوك ، جله مسافر في رحلة شبقية إستيهامية يبحث فيها عن المتعة قاصرات بالمجان ويقضي نهاره يتحرش ويغرر بالقاصرات ، ويفعل الأفاعيل، ويستعرض عضلات مراهقته التي يحسبها عين الرجولة ، ثم تراه ممن يتبنى فكرا محافظا ويدافع عنه بشراسة ويتظاهر أمام المجتمع بمظهر المسلم المحافظ على صلواته وهو في واقع الأمر ومفترضه يعيش بوجهين، وجه للمجتمع كما يريده أن يكون ، ووجه لشخصه وما يباشره من خصوصيات قد ترقى إلى مصاف الممارسات الجنسية المنحرفة والشاذة (الشذوذ هنا لا نعني به المثلية الجنسية كما قد يتوهم البعض ).
خلاصة القول أن الشباب المغربي يمارس النفاق الإجتماعي ، وأن هذا الأخير يفرضه صراع الرغبة والواجب وبتعبير فرويد صراع الليبيدو والأنا الأعلى لدى الفرد داخل المجتمع.
وفي سياقنا العربي/الإسلامي حيث التربية الجنسية تبقى طابوها أو ترفا فكريا، فإنه يصعب التكهن بما يصدر عن الفرد من سلوكات واضطرابات جنسية لا ترقى إلى مستوى الإستواء الجنسي السوي.