شرعت الصحافة الجزائرية في الترويج لأخبار عن وجود عناصر من داعش في ليبيا وتونس، وذلك قصد استغلالها في أي حرب خفية ضد جيرانها، مع العلم أن دولة النفط والغاز تحتضن منذ زمن بعيد العديد من الجماعات الإرهابية، وقد سبق أن تم تسريب تسجيل لمسؤول في المخابرات العسكرية الجزائرية مع المختار بلمختار الأعور، زعيم تنظيم التوحيد والجهاد، اتفقا الطرفان على السماح للتنظيم الارهابي بالعمل مقابل تنفيذ ضربات في المغرب، وسبق للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أن اعتقل خلية بايعت الأعور.
ووصفت الصحف الجزائرية ما يقع في ليبيا وتونس بالخطر الداهم، وقال صحيفة الخبر، المرتبطة بالأمن العسكري، أن "الدراسات الأمنية، إلى أن أجهزة المخابرات في العالم، ترصد حاليا تحركات عناصر تنظيم داعش الموجودين بمناطق العراق وسوريا، لمعرفة وجهتهم القادمة بعد اشتداد الحصار عليهم. وتعد ليبيا في هذا الصدد، أحد أهم الملاذات المتوفرة لدى عناصر التنظيم، خاصة المنتمين لمنطقة المغرب العربي وأوربا.
لم يعد خافيا أن تنظيم داعش الذي تلقى ضربات قوية على جبهات العراق وسوريا، أصبح اليوم مقاتلوه في وضع حرج يبحثون عن أماكن في العالم يلجؤون إليها، خاصة أن أغلبهم لا يستطيع العودة إلى بلاده الأصلية في ظل الإجراءات الصارمة التي وضعتها الدول الأوربية وكذلك دول المغرب العربي لتوقيفهم واعتقالهم فور دخولهم أراضيها عبر تنسيق أمني مشترك".
الكل يعرف هذه التقارير لكن يعرف أن الجزائر مهد لهذه الحركات، وذكرت الصحافة الجزائرية أن بلد النفط والغاز من أقل البلدان تصديرا للدواعش. وهنا يكاد المريب يقول خوذوني. صحيح أن الجزائر هي أقل البلدان تصديرا لأتباع البغدادي لأن الإرهابيين الجزائريين يتحركون بحرية في هذا البلد على عكس البلدان التي ضيقت عليهم الخناق مثل المغرب الذي أوقف عشرات الخلايا.
فالقضية ليست لها علاقة بتخوف جزائري من عودة الدواعش، الذين يرتعون ويمرحون فوق أرضها دون حسيب ولا رقيب بل بتواطؤ مكشوف، ولكن الغرض هو إعداد الأرضية لأي اعتداء على الجيران تحت حجة مطاردة الإرهابيين، ولو كانت صادقة لحاربتهم فوق أرضها، وهم يصولون ويجولون في الصحراء والساحل ويتخذون من مخيمات تندون موئلا لهم تحت حماية السلطات العسكرية.