فإن شئنا تشبيها لهذه الطوائف الثلاث: [إخوان، واشتراكيين، وشيوعيين] لقلنا [مُرجِّئَة، ورونديون، وقرامطة] لخبْث أفكارهم، وسوداوية أفعالهم، إلى جانب مكْرهم، وخداعهم، ونفاقهم.. المرجِّئة جعلوا الإيمان مجرّد اعتقاد، وليس عملا وتكاليف، تماما كما ترى الإخوانَ يدّعون الإيمان، ويُشْقون الشعبَ، وينسفون الحقوق، وينسبون لأنفسهم سداد الرأي، تماما كما يسمّون الفساد إصلاحا، ثم إن ارتكاب المفاسد، لا يُخْرج الإنسانَ من الإيمان؛ وشعارهم هو [لا تضرّ مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة]؛ لذا تراهم اليوم، يضربون أقواتَ المواطنين، ويمارسون الجنس على الشواطئ، ويعاقرون الخمر مع استخدام سيارة الدولة بعد منتصف الليل، ويتاجرون بالمخدرات، ويستولون على الأراضي في الجهات، ويشترون السيارات الفارهة بأموال الشعب، وهلمّ جرا؛ أليست هذه هي أفعالا وممارسات أصحاب [الدعوة إلى الله] الكاذبة؟ اُنظر كتاب [فجر الإسلام] لصاحبه [أحمد أمين]؛ صفحة: 292 حول معتقدات [المرجِّئة]؛ فهم لا يوافقون على محاسبة المفسدين، بل يرجِئون ذلك إلى يوم القيامة إذا كانوا يؤمنون بها حقا.
وأما [الروندية]، فهي فرقة تشجّع على المناكر، وتدعي لنفسها سداد الأفكار، وتضلّل الناسَ بمنطقها الـمُعوّج، وتسْتحلّ المحرّمات، وتجعلها مباحة تماما كما لا يُرى اليوم في الزنا والشذوذ أيّ مَفْسدة، وهو ما جعل [أسد بن محمد] يقتلهم، ويصْلبهم، ويخلّص الأمّة من أفكارهم، وشرورهم، وقد كانوا ينادون الناس إليهم، ويُضلّونهم بترّهاتهم، وأكاذيبهم، تماما كما اغتر المغاربة ردحا من الزمن يإيديولوجية أشباههم في بلادنا؛ فكانوا يحثّون الناس على إضرابات صاخبة باسم نضال استفادوا منه وحدهم، ووزّعوا خيرات الأمة فيما بينهم، بدعوى [المصالحة]؛ وباعوا قطاعات الدولة في مزاد الخوصصة، وأفرغوا المدارس من أطرها بواسطة [المغادرة الطوعية]، ومنعوا حق الإضراب الذي كانوا قبْلا يوظفونه كحق مشروع للطبقة الكادحة.. أهناك نفاق، ومكر، وخداع، أكثر من هذا؟! اُنظر كتاب [تلبيس إبليس]؛ لصاحبه: [عبد الرحمان بن الجوزي]؛ صفحة: 99 حول [الروندية]..
والآن سوف نعرّف بـ[القرامطة] نسبة إلى زعيمهم [قُرمُط]، ولُقِّب بذلك لِحُمْرة عينيه، وكان يدّعي أنه أُمر أن يدعو الناس من الجهل إلى العلم، تماما كما ادعت [الماركسية] عِلْمية كاذبة، حتى سفّهها التاريخ.. لقد استغوى [القرامطة] الناس، وادّعوا العلمية حتى سُمّي أتباعُ هذه [البدعة] تباعا [القرامطة أو القرمطية] كما سُمي أتباع [ماركس] [الماركسيون أو الماركسية]؛ اشتهر من [القرامطة] رجل يقال له [أبو سَعيد]؛ وقويّ أمرُه، وقتل ما لا يُحصى من المسلمين، وخرّب المساجد، وأحرق المصاحف، تماما كما فعل الأحمر الدموي [ستالين] بمسلمي [الشيشان]، وبمساجد، وكنائس، وكتُب.. ولـمّا مات [أبو سعيد القرمطي]، بنوا على قبره قبة، وجعلوا على رأسها طائرا من جِصّ، مثل [المطرقة والمنجل] على ضريحي المجرميْن [لنين وستالين].. اُنظر كتاب [تلبيس إبليس] صفحة [101] بخصوص الرواندية..
هؤلاء لا يحبّون الملك كما لا يحبون الوطن، ولا يطيقون النظامَ الملكي، وأشهد لله بذلك، والتاريخ يشهد لي؛ كيف ذلك؟ هؤلاء "شيعة" [ماركس] قتلوا بمجاعة مفتعلة [30] مليون أوكراني في بلاد عُرفت بخصوبة أراضيها سنة 1933 وهي [أوكرانيا] اُنظر كتاب [ستالين] لصاحبه [بوريس سوڤارين]؛ طبعة فرنسية.. هؤلاء قتلوا القيصر [نيكولا الثاني] سنة (1917) بعد منتصف الليل، هو وأطفاله الستة، وزوْجته؛ وعندما كانوا يحمّلون الجثث في شاحنة، كانوا يسْحقون رؤوسَ الضحايا بالفؤوس كلّما ظهر أن جثة ما زالت بها حياة؛ وقد اكتُشفت عظام الضحايا سنة [1992]، ودُفنت، وأُقيم لها ضريح، وأُبقي على جيفة [لنين] حتى يتذكر الشعب دمويتَه، للحيلولة دون حدوث، مرة أخرى، ما حدث في روسيا.. وفي سنة [1942] اكتُشفت مجزرةٌ شيوعية في بلدة [كاتين]، ذهب ضحيتها [4000] ضابط بولوني مع أزواجهم، وأطفالهم، ودُفنوا جماعة في حفرة بأمر من [ستالين]، سَرّاق الأبناك، وقاتل زوجته، وناكِح أخته البدوية البائسة، وساجِن أصهاره في المعتقلات، والحاكم بالقهر، والفقر، والذل على بلدان أوربا الشرقية.. فلو تخلّص المغربُ من هذه الطوائف الثلاث، لكان خيرا له.. فلا خير فيهم للملك والشعب؛ فهم الأصل في شقائنا؛ حرِّروا البلدَ منهم بالله عليكم!
صاحب المقال : فارس محمد