عبد الرحمان شحـشي.*
يضع المغاربة أياديهم على قلوبهم في انتظار خطاب العرش ليوم الأحد 30 يوليوز 2017 ليقول جلالة الملك كلمته الفصل، لرفع الاحتقان عن الحسيـــــــمة وضواحيها أولا، وثانيا للضرب بيد من حديد على كل من كان السبب المباشر في أحداثها.
القضية طالت أكثر من اللازم وبدأت تطل علينا المنظمات الدولية، بعد أحداث 20 يوليوز، وتنتظر اكتمال المشهد وتجميع المعطيات، (لتدويل الحراك)، ويجب على الدولة أن تحسم في القضية وتحدد المسؤوليات لقطع الطريق على كل من سولت له نفسه المس بأمن المغرب وصورته كاستثناء بالمنطقة.
نعم حراك الحسيمة حرك المياه الراكضة في المشهد السياسي المغربي وأظهر أن دستور 2011 أعطى مفعولا عكسيا، كما تبين للجميع أن الجرح بالريف ما يزال لم يندمل منذ مذبحة أوفقير، الجنرال الدموي، وفي هذا إدانة صريحة لهيئة الانصـــــــــــاف والمصالحة وبأن عملها لم يكن له أثر بالمنطقة التي مازالت الذاكرة الجمعية بها تستحضر صور ومشاهد العساكر وهم يقتحمون البيوت ويفتكون بأهلها.
إن الذاكرة الجمعية للشعوب لا تنسى وتنتقم، ولهذا كان مشهد "محسن فكري" وهو يطحن في حاوية النفايات كافيا لإشعال شرارة الحراك.
أزمة الحسيمة نتيجة لأزمة التواصل السياسي بالمغرب، ولعدم تفعيل "المفهوم الجديد للسلطة" الذي نادى به الملك منذ أن اعتلى العرش، لهذا فالكل اليوم يلتمس من جلالة الملك التدخل لإصلاح ما أفسده "الآخرون" وليتواصل مباشرة مع شعبه بدون وسطاء مهما اختلفت تسمياتها: أحزاب سياسية أو نقابات أو جمعيات.
لهذا نقول لأهل الحسيمة العقلاء انتظروا خطاب العرش.
خطاب العرش منذ الآن بدأ العد العكسي له والمغاربة في الداخل والخارج، بل والعالم، ينتظرون سماع صوت الملك وكلمة الملك لنزع فتيل التوتر بكل عناية ملكية.
*أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بكلية الحقوق – جامعة الحسن الأول بسطات