ما حدث في الحسيمة مساء الخمس، أفقد "الحراك" أي معنى، وكشف الوجه الحقيقي للذين يقفون وراءه، وعرى سوأتهم أمام الملأ وعلى رؤوس الأشهاد.
ما وقع في الحسيمة، التي استعادت هدوءها الجمعة، وعاشت حياتها العادية، بعد أن اختفى الملثمون الذي تفننوا في رشق أفراد القوات العمومية بالحجارة، و استعدوا جيدا للهجوم، في حراك يصر البعض على وصفه بـ " السلمي"، ( ما وقع) يشي أن أطراف ما تبحث عن إشعال الفوضى، وخلق أجواء العنف، و القتل ( لما لا) مادام فردان من القوات العمومية يوجدان في حالة حرجة، و ما دام شاب أصيب في ظروف غامضة بسبب وابل الحجارة يوجد في غيبوبة.
ما وقع في الحسيمة، ليس تظاهرا سلميا بل عنف مقنن، وتمرد مدروس قاده أشخاص يبدو أنهم تلقوا دروسا عن حرب الشوارع و العصابات.
لقد أسقط ما وقع الخميس القناع عن حقيقة مطالب الحراك، التي يتأكد بما لا يدع مجالا للشك أنها ليست اقتصادية أو اجتماعية، لأن ما تتوفر عليه المنطقة من بنيات تحية تفتقر إليه الكثير من المناطق، و مع ذلك تكتفي بالتعبير عن مطالبها بهدوء وسلم بين الحين والآخر، من دون أن يدخل على الخط ملثمون ولا تجار مخدرات و لا أطراف أجنبية.
"الحراك" أصبح بما معنى، و الذين في قلوبهم مرض كانوا يتربصون بالوطن من أجل إشعال نار الفتنة، وقد وجدوا في وفاة محسن فكري "الصومعة" من أجل وضع عنق " الاستقرار" في المقصلة، و اجتهدوا طيلة 10 أشهر في التعبئة، في الخفاء، لأهدافهم المبيتة، و وقع الكثيرون ضحية اكذوبة المطالب السلمية، إلى أن استأسد " تجار الفتنة"، و بدؤوا في تنفيذ مخططهم، و أعلنوا صراحة عن أنفسهم من خلال تسخير أشخاص ملثمين لاستفزاز القوات العمومية، و جرها إلى المواجهة.
لقد سقط القناع على من يستتر وراء المطالب الاجتماعية والاقتصادية السلمية، ولم تعد الخلفية التي تحكم "الحراك" تخفى عن أحد، وعلى الحكومة أن تتعامل مع هذا الوضع بما يلزم من الصرامة حتى لا تسقط البلاد في فخ "حراك" زائف.