في مختلف الأحياء والشوارع بمدينة العيون ، نظمت لقاءات وتجمعات شبابية مكثفة ، عبرت خلالها الفئات الشبابية عن رغبتها في الانخراط الفعال في الاستحقاقات الانتخابية ، وأعلنت عن مشاركتها الواسعة في اقتراع 25 نونبر 2011 ترسيخا للتغييرات الدستورية الجديدة ، وتفعيلا لمسيرة الإصلاح التي تعرفها البلاد.
حين تقترب من تلك التجمعات واللقاءات الشبابية تفاجئ بحجم الوعي الكبير بين هذه الفئة التي تعرف تماما ما تفعل ، وتدرك غاية الإدراك أهمية المشاركة في اختيار من يمثلها في البرلمان للمرحلة القادمة.لقد أصبحت المقرات الحزبية ومراكز الدعاية عبارة عن خلايا نحل تعج بالجماهير الشابة التي تعطيك انطباعا يعكس فهمها لظروف المرحلة القادمة التي تمر بها البلاد والتي ستنعكس بدورها على الأقاليم الصحراوية كجزء من هذا البلد.
في مدينة العيون ، أغلب اللقاءات والتجمعات الحزبية الخاصة بالمرشحين ينشطها شباب في مقتبل العمر ، غايتهم الرئيسية المشاركة في بناء مستقبل منطقتهم ، وكلهم أمل في غد مشرق يعم خيره على المنطقة بأسرها ، ولأجل ذلك فإن الجميع تحذوهم الرغبة في قطع الطريق على المفسدين ، والتصويت لمن يستطيع تغيير واقعهم للأفضل .
إن شباب مدينة العيون لم يقفوا عند هذا الحد، بل أصبحوا يناضلون بشتى الوسائل في سبيل توعية أقرانهم ومواجهة الخطابات العدمية التي تستهدفهم وتسعى لإحباطهم وتيئيسهم.
كل هذه المؤشرات تدل أن انتخابات نونبر 2011 هي انتخابات استثنائية بكل المقاييس ، وتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الشباب الصحراوي عازم على الانخراط في مسلسل التغيير بنفسه دون التعويل على من ينوب عنه ، كما أن الشباب الصحراوي أدرك أن الطريق اليوم معبدة أمامه للمشاركة في المشهد السياسي للمنطقة ، نظرا للمكانة التي أصبح يتمتع بها بعد الدستور الجديد، مما أعطاه ثقة في المستقبل ، وجعله يستشعر حجم المسؤوليات التي تواجهه. ومن أجل ذلك انخرط الشباب في الاستحقاقات الانتخابية، وسعى إلى حشد الدعم للتصويت للبرامج الحزبية التي تحترم الشباب وترد له الاعتبار.
ومن هنا فليس غريبا أن نرى مرشحين شبابا يتنافسون للظفر بمقعد برلماني، وليس غريبا أن نلمس هذا الإقبال الشبابي الكبير على الملتقيات والتجمعات الحزبية للمنافسة في اختيار برلمانيين يمثلون المنطقة في قبة البرلمان ، ويقدمون مشاريع وبرامج كفيلة بتطوير وتأهيل المنطقة ، وأكثر من ذلك يشاركون في التأثيث لحكومة قوية برئيس قوي بصلاحيات واسعة في مشهد ديمقراطي حداثي له من الأثر الكبير على مستقبل البلاد ومستقبل الصحراء على وجه الخصوص.
بقلم : عبد العزيز لفقيه
مدينة العيون