أزمة فكر ;
لأن الفكر الجماعي الذي يكرس ثقافة الاحتجاج بدون بوصلة ولا هدف فكر ناقص، لان الفكر الجمعي الذي يكرس الاتكالية عوض البناء فكر عاق.
هي أزمة فكر عندما نعجز عن تقديم إيجابات لمشاكل وهموم جماعية، ويصبح الاحتجاج بحد ذاته هدفا به تتم المهمة والكل يرجع إلى خدره وينتظر مردة جن سيدنا سليمان لتحل المشكل، عوض إيجاد الحلول أولا وهي في الحقيقة موجودة اليوم في الحسيمة وفي غير الحسيمة، ما المانع لكي لا ننزل هاته الحلول جميعا ونواكب غرسها وتعهدها بالسقاية.
الصوت سُمع، والفكرة وصلت .. ماذا بعد؟
من ننتظر ليصلح لنا بيتنا وحينا ومدينتنا ووطننا، لماذا لا نبادر بسواعد أبناء الوطن جميعا كل من موقعه لبناء اللبنات، وباللبنات يستوي البنيان، لماذا لا نقف ولو للحظة لنلوم أنفسنا ونتحرر من تفكير المعاينة والنقد من أجل النقد وتصدير المسؤولية للآخر.
القائمقام يتحدث دائما وكأنه خارج المعادلة، يتحدث وكأنه غير معني بإصلاح الذات أولا والانتقال إلى البناء، يسدي النصح المسموم ويُحبط ويوزع صكوك الغفران على من يشاء، لماذا لا يبدا بنفسه ويحاول أن يكون لبنة بناء ويقف وقفة إيجابية عوض وقفة احتجاجيةن ليسائل نفسه ويسائلنا جميعا ماذا قدمنا ونقدم لبناء وازدهار هذا الوطن.
أزمة ضمير
أزمة ضمير لأن الضمير الجماعي وهن ومرض وتفسخ، فحينما تطغى الأنا والمصلحة الفردية على الصالح العام تجد الرويبضة يجتزؤون من الضمير والرأي العام قطعا كل يسيرها على هواه ولمصلحته على حساب المصلحة العامة.
كيف نفهم أنه عندما تمارس الدولة حقها وواجبها بناءا على مرجعية دستورية وقانونية ومعطيات ومؤشرات ميدانية بمنع وقفة احتجاجية رغم أن الدولة تسمح في اليوم الواحد بالعشرات من الوقفات في كل ربوع الوطن، تنعث هذه الدولة بالمتجبرة والمضطهدة لحقوق الأفراد والجماعات وما إلى ذلم من معجم جاهز لمحترفي هذا المجال ... وعندما تنفلت الأمور في ذات الوقفة مثلا ويتم الاعتداء على ممتلكات الأفراد والمجتمع تنعث أجهزة الدولة بالمهملة وعدم تحمل المسؤولية.
هم يعيبون على الدولة وعلى أجهزتها عدم احترامها للحقوق وتدخلاتها العشوائية وقمعها للمسيرات السلمية وليس من حق أي أحد أن يعيب عليهم قساوتهم على هذا الوطن وحقدهم عليه إلى درجة نعته بأمور لا تتجرأ حتى الدول المعادية على قولها ويعتبرون ذلك حرية للتعبير.
عندما يقوم مواطن بنصب كمين وتعرية موظف عمومي وتصويره وإذاعة الصور ومقاطع الفيديو على رؤوس الاشهاد فإنهم يعتبرون ذلك فضحا للفساد ويشجعون عليه، وعندما يتم تصوير زعيمهم المفترض بكرامة وبموافقته ضمانا وتأكيدا لعدم تعرضه لأي تعذيب، يعتبرون ذلك مسا بالكرامة.
القائد صور بغير رضاه وهو مغرر به، ولم تحترم قرينة البراءة في حقه والثاني صور بموافقته من أجل صون كرامته ضد حديث الإفك حول تعذيبه، غير أن هذا مقدس يجب أن لا يعاقب، وذاك مدنس وجب أن يشنق.
أين الخلل ؟
الخطب جلل
والخطاب سفل
زفزافي جعلوه بطل
وهو عن أمته انفصل
سب الوطن والملل
ويقول الزمرون بطل.