لم يستوعب الباحثون في معهد كارنيجي، الأمريكي، الموقف المغربي من أزمة قطر مع أربع دول عربية، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ولم يفهموا أن مفهوم "الحياد الإيجابي" لا يعني أن قطر ليست على خطإ في ممارستها في المنطقة العربية برمتها، وأنها كانت الراعي لربيع الدمار الذي أصاب العالم، ومولت زعزعة استقرار البلدان العربية، واحتضنت الجماعة الإرهابية أي التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وأوضح كارنيغي، في مقال تحليلي نشره على موقعه الإلكتروني، أن المغرب وعلى مر السنوات يعد "شريكا مخلصا لبلدان الخليج"، وبخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، مشيرا إلى استثمارات هذه البلدان الاقتصادية في المملكة، أكثر من ذلك "طرحت لفترة قصيرة، إمكانية أن يكون المغرب عضواً في مجلس التعاون الخليجي إبّان الاضطرابات التي اجتاحت المنطقة في 2011"، يورد التقرير.
فالمقال المذكور الذي أورده المعهد ليس سوى استنتاج غير مبني على معطيات واقعية، فإرسال طائرة محملة بمواد غذائية إلى قطر هو رسالة من المغرب إلى دولة سعت بكل وسعها لزعزعة الاستقرار في المغرب وقلب النظام.
المغرب لن ينسى أن قطر سعت إلى تجريب وصفة الربيع العربي من المغرب أولا قبل أن يتم تطبيقها على باقي البلدان العربية، واستعملت مع بلدنا حرب الصور المفخخة، والمعلومات الكاذبة، وكان أول خبر كاذب سعت من ورائه لزعزعة الاستقرار هو الحديث عن سبعة قتلى في كلميم أثناء تحرير بوابة الميناء التي كان يحتلها محتجون، بينما لم توجد حتى حالات كسر، وسارع المغرب لاستيعاب الموقف والضربة وطرد قناة الجزيرة من المغرب.
لا يغيب عن المغرب مواقف قطر المعادية، وأنها سعت بكل قواها لزعزعة الاستقرار في هذا البلد، ودعمت أطرافا مرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وفتحت قناة الجزيرة لرموز مسيئة للبلد كما تقوم بدعم مجموعة من المثقفين والصحفيين لغرض واحد هو ضرب النموذج المغربي.
فموقف المغرب، الذي لم يفهمه كارنيجي، مبني على أن المغرب يمكن أن يكون وسيطا بين أطراف الأزمة إذا ما قامت قطر بمراجعة سلوكاتها ليس مع جيرانها فقط ولكن مع العالم العربي الذي تلعب فيه بأموال النفط والغاز.