منذ الساعات الأولى لصباح يوم الجمعة 25 نونبر 2011 ، حج المئات من الصحراويين إلى مكاتب التصويت الموزعة على مختلف مقاطعات وأحياء مدينة العيون ، تلبية للواجب الوطني وترسيخا للإصلاحات الدستورية التي أعلن عنها ملك البلاد.
وقد عرفت مدينة العيون حركة غير طبيعية تماما ، حيث عجت الشوارع بالمارة واختنقت بالسيارات الممتلئة بالمصوتين في تضامن واضح بين مختلف الفئات ، وفي تنافس شريف بين اللوائح المرشحة للظفر بثلاث مقاعد برلمانية تمثل المنطقة.
ومن اللافت للانتباه هو حضور العشرات من المسنين وكبار السن وبعض المرضى ممن لا يقدرون على المشي أو التنقل ، إلا أنهم أبوا إلا الحضور بمساعدة أفراد من عائلاتهم للمشاركة في اختيار من يمثلهم في قبة البرلمان. كما واضحا وجليا قدوم آخرين للتصويت عن مهاجرين خارج الوطن أو ممن صادف تنظيم الانتخابات البرلمانية تواجدهم خارج البلاد ، فأوكلوا من يمثلهم في اختيار البرلماني الذي يحظى بثقتهم.
إن انتخابات 25 نونبر 2011 عكست وعيا صحراويا كبيرا إزاء المتغيرات التي تشهدها البلاد ، وأبانت عن رضا كبير من طرف الصحراويين عن الإصلاحات الدستورية التي صوتوا عليها بكثافة ، كما أن الصحراويين يعتبرون أنهم المعنيون الأولون بالمتغيرات الجديدة التي فتحت لهم الآفاق على الجهوية المتقدمة ، وأعطت للحسانية مكانتها اللائقة كلهجة محلية توعد الملك محمد السادس على حمايتها وصيانتها من طرف الدولة .
لهذه الأسباب جاءت المشاركة المكثفة للصحراويين لإنجاح مسيرة الإصلاح ولقطع الطريق أمام من يحرض على مقاطعة الانتخابات خدمة لمصالح سياسية أو انتقامية ضيقة ، فكان الجواب الفعلي للصحراويين هو الخروج المكثف لتفعيل الإصلاحات وللتصويت لأول برلمان بعدها ، ترسيخا لدولة الحق والديمقراطية والنزاهة ، وتفعيلا للجهوية المتقدمة التي ستأتي بالخير والنماء للأقاليم الصحراوية.
بقلم : إبراهيم جدود
مدينة العيون