يصر البعض على تحريف طبيعة التعاون الأمني أو المخابراتي، بين المغرب وإسبانيا، بإقحامه في قضايا لا علاقة له بها...
و ينحصر هذا التعاون ـ دائما ـ في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة، و بفضله تم تفكيك خلايا إرهابية ، وتوقيف ذئاب منفردة، و حل شبكات جريمة منظمة في مجال تهريب المخدرات والبشر، غير أن حزب اليسار الموحد الإسباني ( المعروف بدعمه لـ "البوليساريو") و معه حزب الخضر، أرادا أن يخرج هذا التعاون عن سياقه، و أن يحرفاه عن مغزاه الحقيقي، الذي نجّى، غرب المتوسط من عشرات العمليات الإرهابية، من خلال سؤال إلى المفوضية الأوروبية، يزعم أن هذا التعاون قد يعرض "حياة نشطاء في حراك الريف للخطر"، وهو الخبر الذي تلقفه قيدوم الصحافيين المغاربة مصطفى العلوي، الذي بلغ من السن عثيا (الفاهم يفهم)، من دون إسناده إلى مصدر معلوم بل إلى مصدر نكرة ملغوم سماه نائبا أوربيا، رغم أن العقل في مثل هذه الحالة، ونظرا لحساسية الموضوع يقتضي تسمية الأشياء بمسمياتها.
حياة نشطاء الريف يحميها الدستور المغربي، وحقوقهم يصونها القانون، ومنذ انطلاق هذا الحراك، لم يحدث أن تعرضت حياة أحد النشطاء للخطر، لأن المغرب وأجهزته الأمنية تعمل في إطار الوضوح والشفافية.
لكن لا ينبغي أن نتجاهل حقيقة أن تنظيم "داعش" الإرهابي يستغل هذا الحراك لتنجيد مقاتلين في صفوفه، وأن مصالح الإستخبارات تتوفر على معلومات حول استغلال التنظيم الإرهابي للأحداث التي تعرفها مدينة الحسيمة وضواحيها منذ عدة أشهر، من أجل تجنيد موالين له في خلايا نائمة، سيما بعد تضييق الخناق على التنظيم بسبتة ومليلية المحتلتين، حيث يسعى إلى استثمار الإحتجاجات بالمنطقة واستغلال انشغال الأجهزة، من أجل ربط الإتصال ببعض الأشخاص واستقطابهم إلى صفوف التنظيم.
وقد كشف اعتقال متهمين في الآونة الأخيرة، باسبانيا، عن خطة داعش في المغرب، خاصة وأن ثلاثة منهم من أصول مغربية، وبالضبط من ضواحي الحسيمة، إذ باشروا إتصالات لتجنيد مغاربة بالمنطقة ضمن خلايا نائمة في إنتظار صدور تعليمات جديدة من قادة التنظيم بسوريا.
وقد وزع التنظيم الإرهابي باسبانيا الأدوار بين أفراده بدقة متناهية لتجنيد سكان الريف، إذ تكلف "م.أ.م" المعتقل، أخيرا، بمليلية المحتلة بتمويل الأنشطة الإرهابية بضواحي الحسيمة، سيما أنه يوصف بوزير مالية داعش في الخارج، والمكلف بتمويل أنشطتها الإرهابية، وتجنيد الأجانب والمغاربة واستقطابهم، وتهجيرهم إلى سوريا، إضافة إلى عمليات غسل الأموال المشبوهة في 24 شركة بأوروبا.
وتوصلت الإستخبارات المغربية، وفق ما نشرته جريدة "الصباح" مؤخرا أن وزير مالية داعش، نجح في تهريب مبلغ مالي قدر بحوالي 80 مليونا إلى منزل يملكه بقرية بضواحي الحسيمة، وأن المبلغ اعتبر دفعة أولى من أجل استقطاب عناصر جديدة وتمويل خلايا نائمة، في حين تكلف ثلاثة آخرون اعتقلوا بمدريد بتزويد الخلايا بالمواد التعليمية والوثائق حول كيفية ارتكاب الهجمات الإرهابية، والتعامل مع الأسلحة والمتفجرات وكيفية تلقين المتطرفين الجدد وإعدادهم الإيديولوجي لإرتكاب أعمال إرهابية.
ووصفت مصادر اليومية، خطة داعش بالحسيمة بالخطيرة جدا، بعد أن أصبحت خلية مدريد المكلفة بالتجنيد والمتكونة من "رشيد.ع"، و"محمد.ش"، و"مصطفى.ع"، على اتصال دائم بأعضاء فاعلين بالتنظيم في سوريا والعراق عبر شبكات التواصل الإجتماعي، في حين يعتبر مساعداه ضمن العناصر الخطيرة جدا أشبه بالمعتقلين، في الفترة الأخيرة، في بريطانيا وفرنسا.