كل شيء يمكن ان تحبه لوحدك, إلا الوطن ومن يحمي الوطن , لان حبك له وحدك لا يكفي ليحميه من الأعداء. والحب لما يجب أن يحب, يزيد وينقص, وقد ينعدم في بعض الاحيان.
ولا نستغرب ان وجدنا من لا يحب الوطن وثوابته, لان هناك من لا يحب حتى الخالق وحرماته.
فعندما نتهاون في تربية الاجيال على ما ينبغي ان تربى عليه. يبدا المساس بحرمة الموضوع الذي لم نربي الاجيال عليه. فبمجرد ان ننتج من يمس بالمقدسات, علينا ان نتساءل من اين اتى الخلل. والاسباب التي أنتجت من لا يعظم من يجب تعظيمه او توقيره و طاعته. فالاسباب التي تدفع لتحرر الانسان من تبعيته للوطن وتمسكه بمقدساته كثرت. كحرية التعبير وحقوق الانسان وغيرها. نعم لكل هذا. ولكن على الدولة والتي تعرف قيمة الامن والنظام والاستقرار, وصعوبة اعادته اذا ما اختل, عليها ان تضاعف وسائل التربية على المواطنة وبث روح الاخلاق النبيلة والحميدة وحب الوطن ومقدساته بشكل يؤتي اكله. نعم هناك تربية على المواطنة في المؤسسات التعليمية ولكنها باهتة , ولا تاتي بنتائج مرضية.
فعندما يصبح من يدعو الى حب الوطن والملك ينظر اليه من طرف البعض انه متخلف, ومن طرف حتى اطر تربوية . فما ذا يعني هذا؟ وما الذي مكنني من الاطلاع على هذه الاشياء؟ انها العلاقة المباشرة التي تربطني بهذا الموضوع منذ ثلاثين سنة. نعم انا شاعر الملك الآن. ولكن هذه التسمية أردتها ووصلتها بتضحيات جسام, كانت ولا تزال مبنية على حب الوطن والملك. وان تعجب فاني تركت كل شيء من اجل هذه التسمية. وكرست لها مجهودا فكريا جبارا. ووقتا اخذ من نهاري وليلي حيزا كبيرا. واصبحت لي علاقات مع وسائل الاعلام ومع جمعيات ومع مؤسسات كثيرة. مع العلم انني لا اتكسب بهذه الاعمال الوطنية. ورغم ذلك احسست بان التعلق بالوطن وبمقساته كما يجب بدا يتراجع. ورغم انشاء اندية التربية على المواطنة فانها لا تقوم بالدور المنوط بها كما يجب. وهو على الاقل الاحتفال بميلاد الامير الجليل مولاي الحسن والاميرة الجليلة للا خديجة في المدارس الابتدائية والاعداديات بشكل جدي ورسمي, وذلك لاظهار مكانتهما العظيمة في الوطن, الى جانب انشطة اخرى تربي الاجيال على حب الوطن والدور الهام الذي يقوم به ولي الامر في استتباب امن وسلامة الوطن وكرامة المواطن. من هنا وبهذه التربية نكون قد حصنا الاجيال من تاثير اي فكر تخريبي قد يؤدي بهم الى مساندة واتباع اعداء الوحدة الترابية وامن واستقرار البلاد. فالثروات تاتي باسم الشعوب وكانها لصالح الشعوب, ولكنها تخرب الشعوب وتعود بهم الى الوراء, الى عهد العصر الحجري, اي من البناء الى التخريب ومن الاستقرار الى الفوضى ومن التقدم الى التخلف. فاروني ثورة في الوطن العربي اتت بما هو احسن مما كان عليه وضعهم قبل ثورتهم؟
فالله تعالى يقول وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. وان من نعمه علينا لهذا الملك العظيم ومن قبله اسلافه الميامين. حريص على امننا واستقرارنا وازدهارنا.
وان حدث فساد ما, فهو ممن سولت لهم انفسهم العبث بمصالح الناس, فهذا الصنف يحارب من طرف الملك والشعب. ويبقى العرش والشعب في توادهما وتلاحمهما الى الابد.
فبالعودة الى الموضوع الرئيسي, والذي هو تفعيل دور التربية على المواطنة بشكل انجع وفعال يتماشى مع العصر ومع محيط قائم بواجبه في سبيل زعزعة استقرارنا ووحدتنا ودون هوادة. فاذا قمنا بواجبنا اتجاه الوطن والملك باظهار فضل هو فيهما لكل مواطن , نكون قد حافظنا على فطرة المواطن السليمة اتجاه وطنه وملكه, الا وهي الولاء لوطن يقله ولمك يحمي كرامته وامنه واستقراره فيه.
انا لست مع مؤسسات تعليمية هي في الدولة وملك للدولة ,وتواجد دور التربية على المواطنة فيها خجول الى درجة ان من يقوم به أصبح غريبا, ثم نريد اجيالا متربية على حب الوطن والملك.
فلا ينبغي التساهل مع قدرة اعداء الوطن على استمالة اجيال تعوزهم تربية ترسخ في اذهانهم وقلوبهم حب الوطن والملك اي حب من بأجداده ونظالاتهم وصلنا الى ما وصلنا اليه من تطور, وفرضنا بهم وجودنا في الوجود, واجتزنا الصعاب بسلام ولا زلنا نعلو نحو الأفضل.
فكم من وضع احتجت ضده شعوب عدة اشتاقت اليه فيما بعد ولم تجده. لان الامن اذا ما انفلت لن يعود الى الابد.
بالقائد عبد الرحمن.