نعم هو حراك انفصالي وبدون شك ، حراك الريف في شمال المغرب حراك انفصالي بدون شك ولا مواربة ، لأن حلم سكان منطقة الريف كان دائما ولايزال حلما انفصاليا ، فطيلة 61 سنة من استقلال المغرب لم يشعر أي ريفي في أي لحظة من تاريخ حياته بأنه ينتمي للمغرب وهذه حقيقة لاينكرها إلا جاحد أو أحمق . يولد الطفل في منطقة الريف وهو يرضع من ثدي أمه أنه ليس مغربيا ، يرضع من ثدي أمه أنه ريفي ويكبر ويترعرع وهو يتحدث بالريفية فقط فقط دون غيرها ، يتحدث عن الداخل مقابل الريف - والداخل هو وسط المغرب –يتحدث عنه بكراهية شديدة ، ولم يشعر ولن يشعر الريفي أبدا أنه مغربي ولو قطع رأسه ، إن حلم الانفصال عن المغرب هو الهواء الذي يتنفسه الريفي منذ ولادته حتى موته ، يكره الريفي أن يتحدث أي لغة غير اللغة الريفية وإن تحدث لغة أخرى فهي الإسبانية التي يعتز بها أكثر من أي لغة أجنبية أخرى ( طبعا الريفي يعتبر العربية لغة أجنبية حتى ولو كانت لغة القرآن الكريم ) ،فإذا تحدثت مع الريفي بالعربية فهو يجيبك بالريفية .
يعتبر رئيس جهة الحسيمة طنجة ( وليس طنجة الحسيمة ) وهو إلياس العماري يعد أكبر انفصالي في الريف فمنذ نعومة أظفاره وهو يعتبرنفسه ليس مغربيا بل يفتخر بكونه انفصاليا لأن دماءه – حسب رأيه – ليست دماءا مغربية بل هي دماء ريفية لا تَمُتُّ بصلة للمملكة المغربية بأمازيغ أطلسها الكبير والمتوسط والصغير وعرب سهولها وأندلسييها وأفارقتها ، ينط الانفصال من عيني العماري اللتين تكذبان ببريقهما النافر نحو شمال ما وراء البحر الأبيض المتوسط ، يكذب هذا الانفصالي حينما يتكلم عن الحراك في الريف دون أن يذكر ولو مرة واحدة كلمة الانفصال ، يشع الكذب من عينيه وهو يداري خذاعه للمخزن الذي مرق بين صفوفه ، لقد افتضح أمره حينما بدأت معالم فشل انفصال الريف تبدو في الأفق ، افتضح أمره حينما عاد للمغرب لأن هدف الانفصال لم يتحقق ، كان المخزن المغربي أذكى منه ، لم يسأل المخزن المغربي إلياس العماري أين كان منذ انطلاق حراك الريف وبالضبط منذ مقتل محسن فكري ، لقد أطلق العماري شرارة الانفصال في الحسيمة و تبخر خارج المغرب ولم يعد إلا بعد أن تبين له أن المؤامرة قد فشلت ،ولما عاد إلى المغرب ورأى نتائج فعلته النكراء من شباب في السجون ورجال الأمن بالمئات في المستشفيات صرح بإن رجال الأمن المصابون والراقدون في المستشفيات هم كذلك ريافة من فقراء الحسيمة وفي ذلك تحريض لرجال الأمن على العصيان وعدم مواجهة ساكنة الحسيمة الذين يخرجون للتظاهر بشكل يكاد يكون يوميا لأنهم ريافة إخوانهم، لقد كان العماري في حملته الانتخابية في الريف يتحدث مع المقربين إليه عن أول عمل سيقوم به حزبه إذا نجح في الانتخابات في منطقة الريف هو إشعال فتنة الانفصال التي هي حلم كل سكان الريف من أقصاه إلى أقصاه ، يجب أن نتساءل لماذا إلياس العماري الذي كان و لايزال مصمما على انفصال الريف ،لماذا لايزال رئيسا لحزب البام رغم أن الحزب مكون من أطياف متنوعة من المجتمع المغربي ؟ وهل يمكن أن يكون على رأس حزب رجل له نزعة انفصالية ؟ العماري رجل انفصالي لأنه كان شيوعيا مؤمنا بأن منطقة الريف كانت جمهورية أنشأها عبد الكريم الخطابي وأجهضها الحسن الثاني ، ولا يمكن للعماري أن يضيع أي فرصة لانفصال منطقة الريف ذلك الحلم الذي تركه لهم عبد الكريم الخطابي الذي يعتبره سكان الريف ( مقدسا ) بمثابة محمد الخامس عند بقية الشعب المغربي في المملكة المغربية ، لقد رفض سكان الريف الذين حملون السلاح في وجه الاستعمار الاسباني في الريف رفضوا التنازل عن أسلحتهم بعد استقلال المغرب عام 1956 ، رفض ريافة التنازل عن السلاح للمخزن المغربي بحجة أنهم قاوموا الاستعمار الاسباني ليس من أجل محمد الخامس بل من أجل إتمام ما بدأه عبد الكريم الخطابي مؤسس جمهورية الريف ، بعد ذلك صعدوا للجبال وحاربوا جيش المخزن المغربي إلا أن الحسن الثاني فتك بهم وشردهم شر تشريد ، فطيلة 61 سنة لايزال ساكنة الريف يكرهون المغاربة ، وطيلة 61 سنة إذا تحدتت مع الريفي بالعربية أجابك بالريفية وإذا قلتَ له لم أفهم تحدث معك بالإسبانية وإذا لم تفهمه أشاح بوجهه عنك وشتمك في سره وانقلب عنك ، إن شر ما يكره هؤلاء البشر (ريافة ) هي لغة القرآن الكريم اللغة العربية ، فهم يمقتون لغة القرآن الكريم ، وكل ريفي اضطر للحديث بالعربية أمام وسائل الإعلام تلاحظ اللكنة الريفية التي لم يحاول التغلب عليها حتى وإن عاش بين العرب المغاربة 100 سنة لأنه يعتبر تلك اللكنة هي هويته التي لن يتخلى عنها ، إن ساكنة الريف في الحسيمة وغيرها من مناطق جبال الريف قد عزلوا أنفسهم – إلا من رحم ربك وهم قلة قليلة جدا جدا – عزلوا أنفسهم ولم يقدموا أي مبادرة تدل على أنهم مستعدون ليقلبوا صفحة الماضي ، عزلوا أنفسهم واعتمدوا على زراعة القنب الهندي أي الحشيش نكاية في المخزن بل إن تقارير دولية تؤكد أن 60 %من ساكنة الريف مبحوث عنهم ولا يملكون بطاقة الهوية الوطنية المغربية لأنهم هاربون من العدالة بأحكام لها علاقة إما بزراعة المخدرات أو المتاجرة فيها أو المشاركة في الجريمة المنظمة والعابرة للقارات ، إن العماري مساهم بشكل كبير في تأطير حراك الريف وخاصة فيما يتعلق برمز المغرب وهو العلم المغربي ، إن فكرة رفض العلم المغربي وكراهية العلم المغربي وغياب العلم المعربي في أي مظاهرة من المظاهرات هي فكرة إلياس العماري الانفصالي ولو كان الحراك في الحسيمة ذا طابع اجتماعي محض وكان العماري وطنيا وحدويا لرفض فكرة غياب العلم الوطني المغربي وهذا دليل قاطع على أن ذلك السلوك هو تعبير عن خلفية تاريخية للحقد الدفين على العلم المغربي ، إن العماري يكره العلم المغربي وأتحداه أن يحمل العلم المغربي لأن الذين عاهدهم على تحقيق الانفصال عن المغرب سيطردونه شر طردة وقد يقتلونه باعتباره خائنا ، هناك تقارب واضح جدا بين دلالات هذه المكونات : غياب العلم المغربي وظهور علم جمهورية الريف بالإضافة لتهرب العماري من ذكر كلمة الانفصال حتى لا يقال إنه مع الانفصال أو ضده ، وكذلك التهرب من تحمل مسؤولية الخوض في مقاربة التوسط بين الانفصاليين وبين رموز الدولة المغربية خاصة حينما فضح نفسه بقولته الشهيرة : ريافة لن يصدقونني لأنني أصبحت من رجال المخزن ، إن ذلك من باب ذر الرماد في العيون ، فالكل متفق على شيء واحد وهو التصعيد في الحسيمة حتى يتحقق الانفصال ولا شيء غير الانفصال ثم يظهر بعد ذلك إلياس العماري كزعيم خالد استطاع أن يوظف دسائس الشيوعية التي تربى بين أحضانها وتشرب مبادئها ونفذها من أجل تحقيق هدف الانفصال عن المغرب ...
الغريب هو ماذا ينتظر المخزن حتى الساعة ليترك إلياس العماري يصول ويجول بين مناصريه يؤدي دورا في مسرحية الانفصال الظاهرة أهدافها للعيان ؟ يعتبر حزب البام مساهما في هذه المهزلة بل خيانة للوطن ، فكيف يقبل المنتمون لهذا الحزب من غير الريفيين المنتشرين في كامل التراب المغربي أن يكون على رأس حزبهم رجلا إنفصاليا ؟ فأول ما يجب أن يفعله قادة حزب البام هو اجتماع عاجل وطارئ يكون موضوعه نقطة واحدة ووحيدة هي طرد إلياس العماري من هذا الحزب وتجريده من كل ما ترتب عن زعامته لهذا الحزب وإلا فإن عواقب استمرار المطالب الانفصالية في الحسيمة سيتحملها حزب البام برمته ، ويبقى السؤال هل صحيح أن حراك منطقة الريف المغربية حراك انفصالي ؟ سؤال موضوعي بجواب موضوعي مضمونه : نعم إنه حراك انفصالي مهما حاول الجميع دفع التهمة عنه ، حراك انفصالي وسيبقى انفصاليا يتغذى من أطعمة الجوار الذي ينفق عليه مثلما ينفق على انفصاليي الصحراء المغربية .....
ملاحظة لابد منها :
هذا موضوع أو رسالة وصلتني من صديق مغربي ألح علي أن أنشرها ، وبعد تنقيحها من الإطناب في بعض الأمور ها أنا ذا قد فعلت فأرجو نشرها نظرا لما تحمل بين طياتها مما قد يسلط مزيدا من الضوء على بعض جوانب حراك مدينة الحسيمة المغربية حيث اختلط في هذا الحراك التلاعب بالرمزية التاريخية والثقافية لمنطقة الريف المغربية مع استغلال الخبث السياسوي لفصل جزء من المغرب الأقصى ....حفظ الله دول المنطقة المغاربية كلها من داء الانفصال ...
سمير كرم خاص للجزائر تايمز