نشرت جريدة لاليبرتي الجزائرية مقالا تحت عنوان "الشعب يريد إسقاط الملك" زعمت فيه أن مسيرة الأحد الماضي بالرباط، التي تم تنظيمها للتضامن مع حراك الحسيمة ونواحيها، والتي مرت في ظروف سلمية وحضارية، جاءت للمطالبة برحيل النظام وإسقاط الملكية في المغرب.
المقال الذي وقعه لياس موناصيف، الصحفي الجزائري الغني عن التعريف والمرتبط بالمخابرات العسكرية الجزائرية أي المخابرات الخارجية، لا توجد فيه معلومة واحدة حقيقية، وهو مجرد أوهام ومتمنيات النظام الجزائري الذي يكبح أنفاس المواطنين ويحكم بالحديد والنار.
ما جاء في المقال يفنده الواقع وتفنده الحقائق فلا الجغرافية تسعفهم ولا التاريخ يأتي إلى جانبهم، فالذين تباعوا مسيرة الأحد علموا وعلم الجميع أنها مسيرة رفعت مطالب اجتماعية ولم تسمح للمندسين برفع سقف الشعارات، وكانت مؤطرة بهم واحد هو دعم حراك الحسيمة ونواحيها لا غير، ولا نعرف من أين جاء هؤلاء بكل هاته الترهات.
رغم أن القنوات الأجنبية تتبعت المسيرة ونقلت أطوارها، فإن الإعلام الجزائري تعمد الكذب على الشعب الجزائري، وذلك بموازاة الزيارة التي يقوم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وباستثناء الزيارة التي قام بها لألمانيا وهي زيارة بروتوكولية منذ الحرب العالمية الثانية وزيارة القوات الفرنسية بمالي فإن زيارته للمغرب تعتبر من الأهمية بمكان لهذا أزعجت حكام الجزائر مما دفع المخابرات إلى إطلاق ألسنة كلابها كي تنبح.
لقد مارست الجزائر ضغوطات كثيرة كي تكون زيارة ماكرون الأولى للجزائر وليس المغرب، ومارست اللوبيات التي تتقاضى الملايير من عائدات النفط والغاز الضغط أيضا على الرئيس الفرنسي، لكن المصالح الاستراتيجية التي تربط بين المغرب وفرنسا حالت دون الاستجابة للضغوط المذكورة، مما جعل الجنيرالات يصابون بالسعار.
ومشكلة صحافة المخابرات الجزائرية أنها تجري مقارنات بين دولتين لا قياس بينهما، فعندما كان المغرب دولة مترامية الأطراف لم تكن هناك دولة اسمها الجزائر وإنما غرب أفريقية كولاية يحكمها الداي التابع للباب العالي بعاصمة الخلافة العثمانية. ولا يمكن بتاتا المقارنة بين دولة عمرها 14 قرنا ودولة بالكاد تعرف معنى المؤسسات بعد خروج الاستعمار الفرنسي سنة 1963، بدليل أن الدولة الحقيقية التي هي المغرب بنت من لاشيء اقتصادا وطنيا والدولة الوهمية التي هي الجزائر رغم ثروتها النفطية تعيش مجاعة مقنعة.