رغم البعد الجغرافي، فإن المغرب ليس بمنأى عما يقع حاليا بالخليج العربي بعد قرار كل من السعودية والإمارات والبحرين قطع علاقاتها الديبلوماسية مع قطر، كما أن هذه التطورات لاتخلو من انعكاسات اقتصادية وديبلوماسية.
وقال أحمد أزيرار أستاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء، إن التوتر ستكون له تداعيات اقتصادية آنية إلى جانب تداعيات جيواقتصادية، ستطبع المرحلة القادمة إذا لم يتم احتواء هذه الأزمة غير المسبوقة.
وأوضح الخبير الاقتصادي المغربي في تصريح لموقع «أحداث أنفو» بأن الانعكاسات الاقتصادية بدأت منذ الآن، كما هو حاصل على مستوى النقل الجوي، حيث اضطرت شركة الخطوط الملكية المغربية إلى إلغاء الرحلات من وإلى كل من عبر مطار الدوحة، وهو الأمر الذي يطرح وسيطرح إشكالات على مستوى تنقل الحجاج المغاربة والمهاجرين المغاربة.
كما لن تخلو هذه الأزمة من تأثيرات على مستوى الاستثمارات و السياحة والمساعدات الخليجية والمخطط الاستراتيجي مع المغرب وكذلك على مستوى المهاجرين المغاربة، يضيف المتحدث ذاته، مشيرا إلى أن تداعيات هذه التطورات، لاتقف عند هذا الحد، بل إنه تمتد لتشمل البعد الجيواقتصادي ، لاسيما أن دول الخليج تمثل دعما سياسيا واقتصاديا للمغرب، علاوة على مساندتها لاستراتيجية التنويع التي ينهجها المغرب في بلدان الجنوب.
و أشار أزيرار بضرورة قيام المغرب بمبادرة استباقية وذكية لاحتواء هذه الأزمة سواء باستضافة لقاء في هذا الشأن بالمغرب أو بتظيمه خارج المغرب.
الخبير الاقتصادي نوه في هذا الإطار، بالحياد الإيجابي للمغرب في التعاطي لحدود الساعة مع هذه التطورات، مشددا على ضرورة حفاظ المغرب على علاقات جيدة مع سائر الأطراف المعنية بالأزمة الحالية، سواء بالنسبة لدول الخليج أو الولايات المتحدة الأمريكية أو روسيا أو إيران.
أحمد بلحميدي.