صدر مؤخرا كتاب في إيطاليا، يكشف خطورة البوليساريو على الاستقرار في منطقة الصحراء والساحل، جاء في مقدمته :"من توسع داعش إلى دور المجموعات الإجرامية، ومن أنشطة البوليساريو إلى دعم الطوارق لحمل السلاح، أصبحت الصحراء ملتقى لتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار في البشر".
هذا المؤلف هو عبارة عن تجميع لمقالات نشرت منذ 2009 في منابر دولية إقليمية وإيطالية، تبرز بالأساس التهديد الذي يشكله البوليساريو في سياق جيواستراتيجي متحول وفي منطقة وقعت فريسة لمشاكل بنيوية وعوامل لعدم الاستقرار.
وتحدث المساهمون في بداية هذا المؤلف على وصف منطقة تندوف، التي تسودها الفوضى في غياب القانون والتي تأوي مخيمات الانفصاليين، والجزء الجنوبي من الجزائر كأفغانستان جديد، حيث أثاروا المشاكل الأمنية الناتجة عن عدم حل النزاع المفتعل في جهة الصحراء.
وأشار الكتاب إلى عمليات الاختطاف التي تعرض لها، في السنوات الأخيرة، مواطنون غربيون وإيطاليون وسط مخيمات تندوف وأنشطة التهريب بمختلف أنواعها والتي ثبت تورط البوليساريو فيها مباشرة والتي توفر دعما ماليا للانفصاليين والمجموعات الإرهابية.
وتوقف المؤلف عند السياق الجيو استراتيجي لخلق البوليساريو والذي لايزال إلى يومنا هذا ألعوبة بين أيدي القادة الجزائريين، كما قدم للقراء تحليلا معمقا حول الوضع الأمني الهش في مالي وليبيا والذي زاد من تفاقمه حضور مجموعات إرهابية وإجرامية في المنطقة.
وتضمن الكتاب شهادة للمدعي العام الوطني الإيطالي المكلف بمحاربة المافيا فرانكو روبيرتي والذي يكشف حقيقة ارتباط في منطقة الساحل والصحراء، بين مجموعات الاتجار في المخدرات والجهاديين والمنظمات الإجرامية الدولية، والذي أكد تورط البوليساريو في هذه الأنشطة.
وأبرز المساهمون في هذا المؤلف الجهود التي يقوم بها المغرب من أجل الاستقرار في المنطقة والبعد الاستراتيجي لمبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس اتجاه البلدان الإفريقية والساحل.
وفي هذا الإطار كتبوا أن المغرب هو "الملاذ الوحيد للاستقرار في المنطقة. فهو يواجه الانفصاليين في صحرائه، غير أن أطرافا تحاول إلحاق الضرر بتنميته الاقتصادية واستقراره ".