البوليساريو من رفض الانتخابات في الصحراء إلى
مقاطعتها
تشكل دعوة البوليساريو إلى مقاطعة الانتخابات
التشريعية في الأقاليم الجنوبية قضية محورية في تطور
مطالب جبهة البوليساريو، إلا أنها اليوم، وحينما لم
يتجاوب المجتمع الدولي مع مطالبها ركبت سفينة
الحركات والأحزاب الداعية إلى مقاطعة الانتخابات ل
25 نونبر 2011 .إن التطور في طبيعة تعاطي جبهة
البوليساريو مع الحراك السياسي المغربي حولها إلى شبه
جماعة معارضة "مسلحة"، وهو ما أفقد استقلاليتها
ككيان "تحرري. "والحق أن هذا التطور لا يكون عفويا
بل فرضته طبيعة الأحداث التي ذهبت بالقذافي كبير
حلفائها، إضافة إلى تبعات الربيع العربي على المنطقة
المغاربية. وهو الأمر الذي لم تتفاعل معه جبهة
البوليساريو لأنه ذهب بالعديد من مؤازريها، فضلا عما
راكمه المغرب من تقدم في مواقفه السياسية والدولية، ولا
سيما التطور الحاصل في طبيعة المواقف المغربية
والجزائرية عقب انعقاد الاجتماع العربي -التركي بالرباط،
حيث دعا وزير خارجية المغرب والجزائر إلى عقد
اجتماع وزراء خارجية المغرب العربي، عدا تزايد تبادل
الزيارات بين وزراء المغرب وجبهة البوليساريو . وكذا
بعد دخول المغرب مربع دول الربيع العربي . [...] إن
هذا التطور في موقف جبهة البوليساريو يعكس حالة
الارتباك والاحتقان السياسي الذي تعيشه جبهة
البوليساريو، وهو ما عكسه تراجع الإشعاع المصاحبة
لعملية التحضير لمؤتمرها ال 13 الذي سيكون وبدون
شك باهتا جدا، أو مرحلة حاسمة في استمرار الجبهة في
مواقفها التقليدية أو تطوير مواقفها للانخراط في مقترح
الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب منذ 2007 . ومن
مؤشرات ذلك، تخلي جبهة البوليساريو عن لغة التهديد
بالعودة إلى حمل السلاح في وجه المغرب والدعوة إلى
اعتماد الثورة السلمية لتحرير الصحراء من الاحتلال
. [...]لقد ظل ارتفاع نسبة المشاركة في الحياة السياسية
للصحراويين في الأقاليم الجنوبية، يربك الموقف
السياسي للجبهة، حيث يعتبره المغرب مؤشرا قويا على
نجاحه في عملية إدماج الصحراويين في قضايا الوطن
ووحدته الترابية، وينزع بذلك شرعية تمثيلية الجبهة
للصحراويين.