تحتفل أسرة الأمن الوطني ،اليوم الثلاثاء 16 ماي، بالذكرى الـ 61 لتأسيس الأمن الوطني. وتصادف هذه الذكرى المجيدة ذكرى أخرى، أليمة ،تتمثل في مرور 14 سنة عن الضربة الإرهابية التي هزت الدار البيضاء في 2003، بعدما أبى حملة الفكر الظلامي والنهج الإرهابي،في مثل هذا اليوم إلا ان يُفسدوا على الشعب المغربي وأسرة الأمن الوطني فرحة احتفالهم بذكرى تأسيس و تكريس أمنهم، لكن دون ان يفلحوا.
إذا كانت الضربة الإرهابية لسنة 2003 في عيد الأمن الوطني ضارّة ،خلفت وراءها ضحايا و أيتام ومعطوبين جسديا و نفسانيا،فإنها في نفس الوقت كانت نافعة وبدرجة كبيرة ،لأنها كانت بمثابة ناقوس إنذار، ضرب بقوة في آذان كل المؤسسات الرسمية، واستوجب إعادة ترتيب البيت الأمني الوطني بكل مديرياته وأسلاكه ، من أمن عمومي وشرطة قضائية وشرطة مرور ،إلى المخابرات والشرطة العلمية ثم إلى شرطة مكافحة الإرهاب التي تعززت ،قبل سنوات، بتأسيس المكتب المركزي للتحقيقات القضائية الذي أصبحت معه المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والأمن الوطني بصفة عامة نموذجا إقليميا و دوليا،ليس في رصد معالم الجريمة والجريمة المنظمة ومكافحتها،وإنما في رصد ومكافحة الإرهاب،الظاهرة التي أربكت العالم أجمع في أمنه واستقراره ، مكافحة ولا أشد منها لضرباته المتنوعة، وكل ذلك وفق استراتيجية حاسمة ،قوامها الخطط الاستباقية الناجحة، و اليقظة المستمرة وهويتها الأمن المغربي الذي افلح في صد كل التحركات الإرهابية الممكنة في مهدها كيفما كان نوعها أو منفذوها أو أمكنة تنفيذها داخل المغرب و خارجه عند بلدان الجوار وبلدان الشراكة.
وإذ يعتبر اليوم تخليد مؤسسة الأمن الوطني لذكرى تأسيسها الـ 61 مناسبة لاستحضار الأعمال الجليلة والتضحيات الجسام التي يقوم بها عناصر الأمن الوطني في سبيل طمأنينة المواطنين والحفاظ على سلامتهم وممتلكاتهم، مما أكسب هذه المؤسسة الاحترام والتقدير من طرف كافة المغاربة والشركاء الدوليين في مجال التعاون الأمني مع المملكة، فلا غرابة في أن يصبح المغرب اليوم بفضل هذه المؤسسة العتيدة شوكة في حلق كل الحركات الإرهابية التي تنكسر جذوتها الشريرة ويتراجع توهجها الغاشم لمجرد ذكر الأمن الوطني المغربي، الذي بات عنوانا بارزا لدى هذه الحركات لصمود رجالاته واشتغالهم دون أن يغمض لهم جفن و تفكيرهم ليل نهار من أجل أمن المغرب و استقراره بله أمن المنطقة التي توجد بها المملكة والدول الشريكة لها..
فالإجماع الذي تحظى به أسرة الأمن الوطني في مواجهة التحديات الأمنية الكبيرة ينبع من نجاح جهودها في حفظ النظام وحماية أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم، إنما يدل على أن هذه المؤسسة كانت ولاتزال مؤسسة تتمتع بمهنية كبيرة وحس عال في الالتزام والتضحية في سبيل التوابث والقيم المقدسة للأمة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .
ومما لاشك فيه أنه مع حلول 16 ماي من كل سنة، يستحضر المغاربة، بيقين ثابت، ذكرى تأسيس أسرة الأمن الوطني، باعتبارها أحد دعامات استكمال السيادة الوطنية عقب استقلال المملكة، بالنظر لما لها من دور جسيم في الحفاظ على الأمن و الاستقرار، كما أنه بحلول هذه الذكرى تجدد أسرة الأمن الوطني العهد على مواصلة أداء واجبها بنفس الروح المتفانية والانضباط والتعبئة واليقظة العالية والالتزام التام بسيادة القانون والتشبث الراسخ بمقدسات المملكة وتوابثها، ومعها أيضا يجدد المغاربة امتنانهم وتنويههم بما تبذله من تضحيات جسام، ويتزايد إعجابهم وفخرهم بما تحققه من نجاحات استباقية لمكافحة الإرهاب وكبح الجريمة بكل أشكالها وهدفها في ذلك إشاعة الطمأنينة وإقرار الأمن في نفوس المغاربة قاطبة ونفوس الوافدين على المملكة من سياح ومهاجرين..