عقدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اجتماعا عاديا، مساء اليوم الثلاثاء، بمقر الحزب بالرباط، بحضور غالبية الأعضاء وفي غياب عبد الإله ابن كيران الأمين العام للحزب، الذي يقضي عطلته بالسعودية، بعد أدائه مناسك العمرة، لمناقشة مستجدات الساحة السياسية والشؤون الداخلية للحزب وخاصة الهزيمة الانتخابية التي تلقاها البيجيديون في دائرة الجديدة.
وأثار هذا الاجتماع الذي حضره سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وترأسه نائب الأمين العام سليمان العمراني، انتقادات واسعة داخلية طالت قيادات الحزب التي عقدت الاجتماع بدون زعيم الحزب.
رشيد لزرق الباحث المختص في الشأن الحزبي، يرى في تصريح لـ "الأيام 24"، بأن الخلافات كانت قائمة داخل العدالة والتنمية، لكن كانت تطوى تحت شعارات وعناوين متعددة الاستهداف و تدخل شيوخ حركة التوحيد والإصلاح.
وبروز هذه الخلافات إلى السطح، يوضح لزرق، جعل ابن كيران يختفي في هذا التوقيت بالذات، بغاية الضغط على سعد الدين العثماني، وتشديد الخناق حوله، مع التأكيد على أن حضور زعيم الحزب، كان من شأنه تخفيف حدة الانتقادات والاتهامات الموجهة له.
وأوضح المحلل السياسي، بأن كل المؤشرات المحيطة بهذه الخلافات، تدفع باتجاه دخول العدالة والتنمية في أتون خلافات وانقسامات جديدة وغير مسبوقة جعلت العديد من قياداتها خاصة جناح سعد الدين العثماني البراغماتي يقول أنه "لا يوجد داخل حركته لا انشقاق ولا بوادر انشقاق، ولا حتى من يفكر في ذلك".
وتابع المتحدث أن ذات التيار يسعى إلى دحض وجود أي خلاف داخل الحزب، خاصة بعد الخرجة الأخيرة المثيرة للجدل للقيادية أمينة ماء العينين التي تقود حربا بالوكالة عن جناح ابن كيران لكونها قيادة من الصنف الثالث وحامي الدين باعتباره من الصف الثاني والقاسم المشترك بينهما طموح التموقع في المؤتمر القادم للحزب.