مرحبا بكم في موقع أركانة بريس موقع اخباري إلكتروني مغربي .         ناقل الجهل جاهل: الريسوني ماكيفهمش النكليزية وجر معاه الجامعي فالفخ             علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى             منهج نحو منظور حداثي لفلسفتنا التربوية للميثاق الوطني للتربية والتكوين             كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت             اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة             تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة             الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق             صحفية “إسبانيول” تفضح القناة الإسبانية الرابعة وتطعن في مصداقيتها             العلاقة بين التلميذ والأستاذ والإدارة             الرسالة الأكملية في فَضْخِ الكتاني ونصرة الأمازيغية             التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية            ريدوان يطلق أغنية عالمية             خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017            التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول            القناعة كنز لا يفنى            الدارجة؟؟            تعايش الأديان.            زوجات زوجات.           

  الرئيسية اتصل بنا
صوت وصورة

التاريخ كما ترويه الامكنة :حقائق عن قضية الصحراء المغربية


ريدوان يطلق أغنية عالمية


خطاب الملك محمد السادس التاريخي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي 2017


التيجيني يناقش مغربية الصحراء مع الدكتور العدناني - الجزء الأول


الشاب الذي أبهر المغاربة برسمه للملك محمد السادس بطريقة لا تصدق


الخطاب الملكي بمناسبةعيد العرش المجيد


جنازة مهيبة للأسطورة الظلمي


Le Maroc vu du ciel


المغرب الإفريقي


حقيقة ناصر الزفزافي و عمالته للمخابرات العدائية للمغرب

 
اخبار عامة

المقاطعة وديكتاتورية الأغلبية.. ماذا يقول علم النفس الاجتماعي؟


حكاية "حبنا" لهذا الوطن


هواري بومدين لم يقم بالثورة وكان مختبئا في المغرب وكان يكره المجاهدين + فيديو


مضاجعة العُهر لا تحتاج إلى وضوء بل إلى عازل طبي


بركات الجزائرية.. مغربية أيضا


الصحراء مغربية حتى لو بقيت الحدود مغلقة إلى يوم القيامة


"الربيع العربي" يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب


الجزائر لا وجود لها في تاريخ شمال إفريقيا


أضواء على الحقيقة.. في خطاب الديكتاتور بوتفليقة


"أنتم رجال أشرار"

 
أركان خاصة

حكام الجزائر للشعوب المغاربية : تعالوا للتفرقة وبعدها نفكر في الوحدة


سمير بنيس: الإعلام الدولي تواطأ مع البوليساريو في قضية "محجوبة"


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-2-


دفع الصائل الارهابي: نحو تدويل النموذج المغربي-1-


معارك إمارة المؤمنين ابتدأت


البوليساريو، القاعدة، الجزائر.. ثلاثي يهدد الاستقرار بالمنطقة


بنيس يُشَرح نزاع الصحراء أمام أكاديميي جامعة برينستون الأمريكية


سمير بنيس: جبهة البوليساريو لم يكن لها أي وجود قبل إنشائها من قبل الجزائر وقذافي ليبيا في عام 1973


الملك والصحراء التي قد تضيع!


شيزوفرينيا الجزائر ضد المغرب

 
كتب و قراءات

كتاب"سؤال العنف بين الائتمانية والحوارية" يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


قراءة في كتاب "الإسلام السياسي في الميزان: حالة المغرب"


السوسيولوجي والباحث محمد الشرقاوي: مفهوم “الشعب الصحراوي” أسطورة اسبانية


رغم رحيله.. الدكتور رشدي فكار يبقى من عمالقة الفكر المعاصر


الفيلسوف طه عبد الرحمن.. نقد للحداثة وتأسيس للأخلاقية الإسلامية


الطاهر بنجلون : الجزائر لها "عُقدة" مع المغرب و هَمُها هو محاربته .


انغلاق النص التشريعي خدعة سياسية وكذب على التاريخ


متى يتحرك المنتظم الدولي لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بتندوف ؟؟


الهوية العاطفية: حول مفهوم الحب كتجربة تعالٍ


طه عبد الرحمن .. من زلزال "روح الدين" إلى تسونامي "بؤس الدَّهرانيَّة"

 
ثقافات ...

الجزء 2..تفاصيل إحدى أكبر عمليات المخابرات في التاريخ التي قادها الرسول (ص)


الجزء الأول..لكل هذا كان الرسول (ص) رجل استخبارات بامتياز!


نحن والجزائر


في ذكرى رحيله..... أجمل 50 مقولة لـ"جلال الدين الرومي"


حتى لا يباع التاريخ المغربي بحفنة من حروف صخرية


حتى لا يتحول الفقه الأمازيغي الاركامي الى فقه حنبلي..


الجزائر وعقدة المغرب


بوحمارة في ورش الظهير البربري


معطيات واضحة تحكم على جبهة البوليساريو بالاندحار والزوال


الخبير الياباني ماتسوموتو :«الجمهورية الصحراوية» مجرد تنظيم اختارتوصيف نفسه بلقب «الجمهورية»

 
ترفيه

كيف وصلتنا "كذبة ابريل" او "سمكة ابريل"


الحاجة أم الإبداع


interdit aux moins de 18 ans


أنواع الأسلحة المنزلية:


أبغض الحلال...

 
ذاكرة

أقوال للحسن الثاني شغلت المغاربة طيلة 38 عاما


“رجع بخفي حنين”


المعلمة.

 
 


هل احتالت أميركا على العرب بثورات الربيع؟


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 08 ماي 2017 الساعة 49 : 10





علي القيسية

يقولُ المنطقُ الاقتصاديُ منذ الأزلِ إن ثمّة رابحٍ في معادلةٍ يكونُ طرفُها الآخرُ قد تجرّع من كأسِ الخسائر، فحينما تجتاحُ سيولٌ قريةً نائيةً يُصابُ أصحابها بأضرارٍ جسيمةٍ من جرّاء فقدانهم ذويهم ومنازلهم وماشيتهم، فإن ذلك يقابلهُ تحقيقُ استفادة يُسرعُ لاغتنامِها أولئكَ العاملينَ في قطاعاتِ التشييدِ والنقلِ والتمويلِ وبعضُ ممتهني الحرفِ المتنوعةِ الأخرى الذي يرونَ في تلك الحادثة تجلياً لما أوردهُ المثل القديمِ "مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ".

ذلك المنطقُ لم يبدّل طبيعتهُ منذ خلق البشرية، فقد وجدَ الشعراءُ العربُ في عصر الجاهلية الأولى لأنفسهم مكانةً رفيعةً ومصدرَ رزقٍ حينما أُحيلت إليهم مهمةُ هِجاءِ من ينصبُ العداءَ لأقوامهم، رغمَ ما تخللتهُ معاركُ داحسُ والغبراءُ والبسوسُ من خسائرَ بشريةً وماديةً فادحة، وهو أمرٌ لا يكادُ يختلفُ كثيراً عما نشهدهُ في عاصِرنا، فقد جنت "فايزر" و"باير" و"نوفارتس" وبقيةُ شركاتِ صناعةِ الأمصالِ والأدويةِ مكاسبَ لا حصرَ لها حينما أسنِد لها مهمةَ إيجادِ الحلولِ الكفيلةِ بمواجهةِ مجموعة الأمراضِ والأوبئةِ التي تتفشّى بين الفينة والأخرى في عالمِنا الثالثِ .

وحينما نتحدثُ عن تلكَ العلاقة الجدليةِ بين المتضررِ والمستفيد، لا يمكنُ لنا حصرُ الأمثلةِ التي يجوزُ سوقها لبرهنةِ سلامةَ تلكَ المعادلة، فهي لا تبدأ حتماً مع الدورِ الذي لعبتهُ شركاتُ النفطِ والتعدينِ الكبرى في تبديلِ قياداتٍ افريقية ولاتينية، ولا تنتهي ببيعِ أسلحة الولاياتِ المتحدة لطرفيّ الصراعِ في حربِ الخليجِ الأولى، التي قال مستشارُ الأمن القومي ووزير الخارجية الأسبق والداهية الاستراتيجية هنري ألفريد كسنجر في خضمّها: "نريد حرباً لا ينتصرُ فيها العراق ولا تنهزم بها إيران"، إذ أن طولَ أمدها يتسببُ باستنزافِ طاقةِ وأموالِ البلدينِ النفطيين ويعززُ مبيعاتِ الشركاتِ الأميركيةِ المنتجةِ للطائراتِ والمدافعِ والراداراتِ والصواريخِ.

بمغادرتهِ البيتَ الأبيض عام 2010، تركَ رئيسُ الولاياتِ المتحدةِ الأسبق جورج دبليو بوش إرثاً ثقيلاً لخلفهِ باراك أوباما، فقد تسببَ خوضُ الأولِ -خلال فترتيّ حكمه- لسلسلةِ مواجهاتٍ عسكريةٍ مباشرةٍ خارجَ حدودِ بلاده، في تكبيدِ هذهِ الأخيرةِ بمجموعة إصاباتٍ بشريةٍ وماديةٍ، مبدداً تلكَ المكتسبات التي أورثها لهُ سلفهَ بيل كلينتون الذي يُعتبر عهدهُ الأفضلَ في تاريخِ الدولةِ المسيطرةِ على تسييرِ شؤونِ العالم، والذي أدارَ الملفاتِ الخارجيةِ بطريقةٍ حصيفةٍ غير مكلفةٍ على جيبِ دافعِ الضرائبِ من قبيلِ الاكتفاءِ بحظرِ الطيرانِ في مناطقٍ محددةٍ مِن العراق، دون أن يضطرَ لإقحامِ واشنطن في مواجهةٍ حربيةٍ كما فعلَ كلاً من بوش الأب والابن المنتميان لعائلةٍ نفطيةٍ مشهورةٍ في تكساس.

ما إن نزلَ الديمقراطيُ الأسمرُ صاحب الكاريزما العالية وأسرتهِ في البيتِ الأبيضِ مطلعَ العقدِ الحالي، سارعَ من فورهِ لإعادةِ ترتيبِ الشأنِ الداخليّ للقوةِ الاقتصاديةِ العالميةِ الضاربةِ التي تُعاني من تفشّي نسب البطالةِ وتراكمِ طلباتِ إعانات أولئكَ الذين لم يعثروا للعملِ سبيلاً.

وجدَ أيضاً تدهوراً في مؤشرات الإقراضِ المتعثر بسبب سوقيّ الإسكانِ والعملِ المتداعيين، لكنه كان متيقناً ومتيقظاً لمخاطرِ عدم إرضاءِ بعضِ جماعات الضغط التي تُمثّل الصناعاتِ العسكريةِ، إذ أن عدم تلبية متطلباتِ هذهِ الأخيرةِ، سيكلفهُ أثماناً باهظةً لا تنحصرُ فقط في وقف دعمها له وإضعافِ فرصهِ المستقبليةِ في الظفر بدورةٍ رئاسيةٍ جديدة، خصوصاً وإن هذه الصناعةِ تسهمُ إلى حدٍ بعيدٍ في ضمانِ التفوقِ التكنولوجي وخلقِ فرصَ عملٍ جديدةٍ من شأنها المساهمةُ بإطفاءِ جذوةِ أزمةِ البطالة.

لكنَّ دولةً عظمى بهذا القدرِ لن تعدمَ الحلولَ الكفيلة بالإبقاءِ على هيمنتها ومصالِحها الخارجيةِ بحجةِ انكفائها للداخلِ لمعالجةِ أزماتها الاقتصادية، فهي بلادٌ تتقدمُ بوتيرةٍ تفوقُ أي تراكمٍ تحققهُ نظيراتها التي تدّعي منافستها، هي تُدرك بأن لديها الأدواتِ التي من شأنها إمساكُ الخيوطِ الداخليةِ والخارجيةِ ضماناً للإبقاءِ على مكانتها، حتى وإن تطلبَ الامرُ قيامها بذلك عن بعدٍ في عصرٍ تزامن فيه وصول أوباما لسدةِ الحكمِ مع تصديرِ واشنطن القدرَ الذي أرادتهُ لغيرِها من وسائلِ الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات.

تدركُ الولاياتُ المتحدةُ والمتابع للشأن الدولي، بأن الجحافلَ البرية كانت صاحبةَ الحسمِ خلال الحربِ العالميةِ الأولى، ثم باتَ الطيرانُ مالكُ الكلمةِ الفصلِ في الثانية، فلمَ لا تحركُ واشنطن قِواها وتأثيراتها التقنيةِ في معالجةِ ملفاتِها الخارجية؟، إذ أنّ ذلك سيضمنُ لأوباما عدمَ التفريطِ بالقدراتِ البشريةِ والماليةِ، على أن يبدو دور إدارته مستتراً باعتبارها عاكفةً على حلِّ أزمات البلادِ الداخلية.

هذا السيناريو يحملُ معهُ سلسلةِ مكاسبٍ غيرَ منظورة، إذ تحوّلت الولاياتِ المتحدةِ طرفاً غير فاعلٍ في الملفاتِ العالميةِ والشرق أوسطيةِ، وأفلحت بمرورِ الوقتِ في تغييرِ سمعتها السيئةِ ومشاعرِ الكراهيةِ التي ترسخّت في أذهانِ العامةِ حيالها في أعقابِ سنواتِ حكم بوش الابن.

فبعدما كان يُنظر إلى واشنطن في منطقتنا بمنظارِ القوةِ الإمبريالية، باتَ العربُ أنفسهم يرونَ فيها المخلصُ والمنقذُ الوحيدُ القادرُ على حلِّ أزماتهم في سوريا والعراق وليبيا واليمن وسواها، وهو ما يمثل نجاحاً يُحسب لأوباما الذي استطاع تغييرَ تلكَ القناعاتِ السلبيةِ التي تكوّنت في عهد سابقه إزاءَ بلاده.

لكن الأسئلة كثيرة تلك التي تتبادرُ للأذهان في هذا الصدد، فما هي العلاقة التي تربطُ العالمَ العربي بفترةِ حكمِ أوباما؟ وما شأنُ الأخيرُ في التحوّلات التي شهدتها بلادَنا التي لا صلةَ مباشرةً لها بالأزمةِ الاقتصاديةِ التي استبدت بالولايات المتحدة في أواخر سنوات حكم بوش الإبن الذي بدا جلياً بأنّه أكثر استعداءً ومواجهةً لبلادنا مقارنة بخلفِه؟، وما علاقةُ النفطِ والغازِ والأسلحةِ والتكنولوجيا في هذا الشأن؟

وقبلَ سردِ الكيفيّة التي لجأت إليها إدارةُ أوباما لحلِّ أزماتِ الولاياتِ المتحدةِ الاقتصادية، قد ينبري أحدهم معترضاً على هذا الطرحِ الذي يراهُ ملازماً ومجسِداً لنظريةِ المؤامرةِ غير الواقعية، وحينها سأطالبهُ بالعودةِ لاقتفاء أثر الطريقة التي احتالت فيها واشنطن على القارةِ الأوروبيةِ بعد الحربِ العالميةِ الثانيةِ وذلكَ من خلال طرحِها وتطبيقها لخطةِ "مارشال" مقابلَ اخضاعِ بلدانِ القارةِ العجوزِ لدولاراتِها غير المُغطاةِ بالذهب.

أولاً: كانت الاستخبارات الأميركية -مع تسلّم أوباما مقاليد حكم بلاده- على يقينٍ تامٍ بحالتي الإحباطِ والغليانِ اللتان أصابتا الشارعَ العربي بما يؤشّر لقربِ انفجارهِ في وجهِ قياداتِ بلدانه، حينها تلاقت مطالبُ هذا الشارعُ مع الاستراتيجيةِ الجديدةِ للولاياتِ المتحدةِ الرامية لتغييرِ الوجوهِ التي تدينُ لها بالولاءِ في منطقتنا، وذلكَ بغية إسباغ نوعٍ من التغييرِ المُفضي لظهورِ قياداتٍ جديدةٍ تبدو اكثر قبولاً من سابقاتها من الناحيةِ الشعبيةِ وأكثر تفهمّا واستيعاباً لمخططاتِ السياسة الأميركية التي وقفت موقفَ المتفرجِ غير المُنكرِ للتحولاتِ المرافقةِ لثوراتِ الربيعِ العربي التي كانت بمثابةِ "حقٌ أريدَ بهِ باطل".

ثانيا: استفادت الولاياتُ المتحدة من تسريباتِ "ويكيليكس" لإحداثِ فوضىً في بلادنِا، ففي الوقتِ الذي سرَت فيه أولى تسريبات وثائق الموقع الشهير بشأن العالم العربي يوم 28 نوفمبر تشرين الأول 2010، كان صدى ذلكَ يترددُ في تونس بعد 20 يوما، حينما اندلعت ثورةُ الياسمين التي أدخلت البلاَد في متاهةٍ لم تخرُج مِنها إلى يومِنا، كما أنّها وطّأت لدخولِ بلدانٍ أخرى ذاتَ المعترك.

ثالثا: لن يكونَ الأمرُ متعسراً على الإدارة الأميركية إن أرادت وقفَ بثِّ وثائقِ "ويكيليكس" ووضعِ حدٍّ لنشاطِ مؤسسها جوليان أسانج اللاجئ لسفارةِ الإكوادور في لندن، سيما وأنّ قواتها الخاصة كانت قادرةً على جلبِ رؤساءِ دولٍ عملوا لصالح "سي آي أي" لسنواتٍ طويلةٍ من قبيل البنمي مانويل نورييغا الذي حملتهُ طائرةً عسكريةً أميركيةً مخفوراً لواشنطن، كما لم تجد الأخيرة صعوبةً في اعتقال عددٍ من مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدمِ "فيفا" أثناء نومِهم بفنادقهم السويسرية.

ربعا: إطلاق يد مواقعِ التواصل الاجتماعية المرتبطةِ بوزارةِ الدفاعِ الأميركيّة لتأجيجِ ثورةِ يناير في مِصر، وحينها كان بمقدورِ واشنطن التحكمَ بتلكَ الوسائلِ لضمانِ حمايةِ أحدِ أهمِ حلفائها بالمنطقة العربية "حسني مبارك" الذي تخلّت عنه كما فعلت مع سواه من قبيل شاه ايران والتشيلي أوجستو بينوشيه، وذلك حينما أرادت وضعَ مخططٍ لمرحلةٍ جديدةٍ لم يكن لتلك الزعاماتِ مكاناً فيها.

خامساً: بدت الإدارة الأميركية بعيدةً عن الشأن السوريِّ حتى في اتفاق الاستانة الأخير والرامي لإقامةِ مناطقَ آمنة، لكنّها في حقيقةِ الأمرِ ليست بمنأى عما يجري في البلاد التي يُشكّل موقِعها الجغرافيِّ موضعاً استراتيجياً للسياسات الأميركية المستقبلية، حيث استطاعت توظيف هذا الملف الدموي غير المنتهي لإرهاق قوىً دولية وإقليمية وأخرى صغيرة أخذ هذا المنزلق في إدخالها بمتاهاتِ الإفلاس، وهو ما ينسحبُ على الملفّين الليبي واليمني.

سادساً: القاسمُ المشتركُ بين أربعِ دولٍ عربيةٍ شهدت ثوراتٍ في السنواتِ القليلةِ الماضيةِ هو وقوعها على البحرِ الأبيضِ المتوسطِ الغنيةُ سواحلهِ بالغازِ الطبيعي وهو الموردُ النظيفُ غير المضرِ بالبيئةِ والتي تسعى واشنطن وموسكو لتقاسمِه ضمنَ معادلةٍ يبدو أنهما متفقتان إزاءها.

سابعا: تتمتع الولاياتُ المتحدةُ بالقدرات الكفيلة بتحريك أسعار النفط إلى نحو صعودي أوهبوطي استنادا لإنتاجها ومخزوناتها، فضلاً عن التحكم بمسار صرفِ الدولار، وقد تمكنت واشنطن في عهد أوباما من نزعِ قوة التأثيرِ التي كانت تحظى بها منظمة الدول المصدرة للخام "أوبك" التي عجزت حتى عبرَ تعاونها مع روسيا عن درءِ تهاوي أسعار النفط الرابضة دون حاجز 50 دولاراً للبرميل، وهو أمر مكن الاقتصاد الأميركي من إدامة انتعاشه، مقابل انتكاسة نظيراتهِ العربية التي ستعاني عجوزات مالية ستدفعها آجلا أم عاجلاً إلى البنك وصندوق النقد الدوليين اللذان يحظيانِ برعاية أميركية.

ثامناً: كنا قد أشرنا سابقا إلى أن اهتمامَ إدارةِ أوباما الداخلي لا يعني انصرافها عمّا يدورُ بالعالمِ وبالتالي اغفالَ مصالحَ شركاتِ صناعةِ السلاحِ بالولاياتِ المتحدة والتي لم تبع منتجاتها للمؤسساتِ العسكريةِ الأميركية الرسميةِ، لكنها فعلت أفضل من ذلك حينما وجدت في الشرقِ الأوسطِ سوقاً واعدة متجددةً ومسرحاً للنزاعِ بين قوىً إقليمية تلجأ لواشنطن لضمانِ الحصولِ على أدواتِ التفوقِ والردع.

وهنا نضرب مثلاً مُعززاً بالأرقام، لكي لا يُظنّ بأننا نأتي بقولٍ مُرسل، فشركة "لوكهيد مارتن" الأكبر عالمياً بصناعة الأسلحة، سجلت مبيعات قدرها 48 مليار دولار خلال عام 2016 أي أكثر بنحو مليار دولار مقارنة بسنة 2010 التي سبقت موجاتِ الربيعِ العربي، وذلك على الرغمِ من عدم تدخلِ الإدارةِ الأميركيةِ عسكرياً بالشؤون الخارجية في عهدِ أوباما.

وهنا أيضاً ينبغي أنّ نلفت إلى أن التصريحاتِ الأميركيةِ الرسميةِ قد تكونُ مجافيةً للمصالحِ الاستراتيجيةِ المُضمرةِ لواشنطن، إذ أن طرحها المعادي لسياسة التسلّحِ التي تقومُ بها كوريا الشمالية، تخالف مصالحها المتمثلة في الإبقاء على القواعدِ العسكريةِ في اليابان وكوريا الجنوبية، كما أن ذلكَ يضمنُ المضي قدما في بيعهما السلاح اللازم لردعِ طموحات بيونغ يانغ.

محصلة ما تقدّم تمنحنا إشارات تفيدُ بأن الأعوامِ الثمانّ التي أدارَ فيها باراك أوباما شأنَ بلادهِ والملفاتِ الخارجية، كانت بمثابةِ سنواتٍ سمانٍ على المستوى الأميركي وعجافٍ على الصعيد العربي وقد برز من بين تجليّاتها:

أولاً: تراجع معدلاتِ البطالة في الولايات المتحدة من 10% إلى قرابة 4.4% مقابل وصولها لمستوياتٍ تاريخية بالعالم العربي (57%).

ثانيا: زيادةُ رقعةِ الفوضى وتدميرِ المنشآتِ والبنيةِ التحتيةِ في العالم العربي، سيضمنُ على المدى الطويل لجوءَ البلدانِ المتضررةِ إلى صندوقِ النقدِ والبنك الدوليان بغية الحصولِ على التمويلِ اللازمِ لإعادة الإعمار، وهنا سيتم تكبيل الإرادة السياسية لتلكَ الدولِ التي ستحتاجُ لعشراتِ السنين لاستعادةِ بعضَ عافيتها.

* دولٌ لم يسبق له اللجوء للاقتراضِ الدولي، وقد باشرَ بعضها سلوكَ هذه الطريقة من قبيلِ العراقِ وليبيا على أن تتبعهما سوريا.

* بعض الدولِ عانت من تضاعفِ مديونيتها بفعلِ التحدياتِ الإقليميةِ مثل مِصر والأردنّ وتونس والمغرب، على أن تواصلَ تسديدَ فوائدِ تلك الديونِ إلى أجل غير مسمى، من دون أن تتمكن من انهائها.

* دول تم القضاءُ على وفرتها من السيولةِ الماليةِ بفعلِ نجاحِ الدورِ الأميركيّ في إبقاءِ أسعارِ النفطِ منخفضة، وهي بلدانٌ ستكون مرشحة للجوءِ للاقتراضِ الخارجي مستقبلاً "دول الخليج".

ثالثاً: شرَعت الولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ مؤخراً في مشوارِها لرفعِ أسعارِ الفائدةِ على الدولارِ بشكل متتابع، الأمرُ الذي يعني انسحاب الأموالِ من الأسواقِ الناشئة تجاه "وول ستريت" في نيويورك، ما يعني زيادة المشهد الاقتصادي تعقيدا في أوطاننا وازدهارا في بلاد "العام سام".

رابعاً: ستكونُ الولاياتُ المتحدة حاضرةً بقوةٍ في عملياتِ إعادةِ إعمارِ الدولِ العربيةِ المُتهدمة، وستحظى شركاتُها بنصيب الأسد مِن تلكَ العقود، على أن تتقاضى أتعابها من القروضِ التي ستلجأ إليها أوطاننا، ومثالُ العراق ليس منا ببعيد.

ختاماً، مثّلت ثوراتُ الربيع العربي "حقٌ أريد به باطل"، إذ أنها جاءت تعبيراً عمّا يدورُ في مكنوناتِ مواطني بلدانِنا من شعورٍ بالظلمِ والتهميش، لكنّها جسّدت أيضا فرصةً هيأت واشنطن الأجواءَ المثاليةَ لحصولِها ضماناً لتحقيقِ مصالِحها الاستراتيجية المُتمثلة بجني المنافعِ والمكتسباتِ وزيادةِ حالة الوهن التي تعترينا، لتنجحَ الولاياتُ المتحدة في ايقاعنا بشكلٍ من أشكالِ شرَكِ النصبِ الاقتصادي.



1906

0






 

 

 

 

 

 

 

 
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

اضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق
  * كود التحقق



الانتخابات البرلمانية... وموسم الشعارات... ؟!

بين الاشتراكية وطبائع الاستبداد

من هو مقلد بنكيران في ال"غينيول" بقناة نسمة؟

"البوليساريو" يستنفر أزلامه للتضامن مع الزميل أنوزلا

مظاهرات تطالب برحيل نظام بوتفليقة

ادعاء الجزائر بأنها ملاحظ في نزاع الصحراء أكذوبة القرن

هل احتالت أميركا على العرب بثورات الربيع؟

الاتحاد العام الوطني لدكاترة الوظيفة العمومية و المؤسسات العامة، يستنكر

انتقائية وعموميات ومزاعم تعذيب.. مصدر رسمي يرد على أمنستي بشأن محاكمة الزفزافي ومن معه

كيف صارت (فرنسا) ذليلةً بعد الحرب العالمية الأولى؟

هل احتالت أميركا على العرب بثورات الربيع؟





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  الجديد بالموقع

 
 

»  صحافة و صحافيون

 
 

»  الحياة الاجتماعيةوالسياسية بالمغرب

 
 

»  كتاب الرأي

 
 

»  أركان خاصة

 
 

»  كتب و قراءات

 
 

»  حول العالم

 
 

»  موجات و أحداث

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  الحياة الفنية و الأدبية والعلمية

 
 

»  دبلوماسية

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  أحزاب نقابات وجمعيات

 
 

»  جولة حول بعض الصحف الوطنية و العالمية

 
 

»  دين و دنيا

 
 

»  صحة، تربية و علم النفس

 
 

»  ترفيه

 
 

»  أعلام مغربية

 
 

»  ثقافات ...

 
 

»  اخبار عامة

 
 

»  ذاكرة

 
 

»  القسم الرياضي

 
 

»  الطبخ المغربي

 
 

»  الموارد النباتية بالمغرب

 
 

»  منوعات

 
 

»  مختارات

 
 

»  تكنولوجيا علوم واكتشافات

 
 

»  عدالة ومحاكم

 
 

»  تاريخ فلسفة وعلوم

 
 

»  

 
 
كتاب الرأي

علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاخرى


كيف بدأت الحياة على الأرض ومتى بدأت


اختصاصات رئيس الحكومة في القانون المغربي رئيس الحكومة


تعريف نظام الحكم في المملكة المغربية الشريفة


الشباب المغربي.. أرقام صادمة ومستقبل مقلق

 
صحافة و صحافيون

الكحص: هذا الفيديو القديم..!


أخشى أن يصبح الحقد مغربيا


المغرب والخليج بين ثورتين


هل سَيَسْـتَـرِدُّ الشعبُ الجزائري سُلْطَـتَهُ التي سَرَقَـتْهَا منه عصابة بومدين يوم 15 جويلية 1961


ماهية الثّورة التي تسْتحِقّ شرَف لقبِها؟


الشرعي يكتب: الهوية المتعددة..


كيف نشكّل حكوماتِنا وننتقي وزراءَنا ونطوّر دولتَنا؟


منظمة تكتب رواية مائة عام من العزلة... ترهات جديدة على هامش قضية "أبو حجرين"


باحث يكذّب (ابن بطّوطة) بخصوص زيارته لبلاد (الصّين)


الكلاب تعرف بعضها... مدير موقع "هسبريس" يتكلبن في الإمارات


ملحوظات_لغزيوي: متفرقات من منطقة متفرقة!

 
تاريخ فلسفة وعلوم

الإسلام السياسي المفهوم والدلالات

 
الجديد بالموقع

الأمير هشام العلوي: من لا يقبل قمم الجبال يعش دائما بين الحفر..


أي شيء مُهْـتَرِئٍ و"بَالِي" أكثر من عصابتين في الجزائر :عصابة المرادية وعصابة الرابوني


مِنَ الظُّلم لتاريخ الجزائر الحديث اعتبارُ الذين اغْتَصًبُوا السُّلطة فيها ( نِظَاماً ) فَهُمْ مُجَر


حقائق حول قضية الصحراء المغربية تصيب حكام الجزائر والبوليساريو بالجنون


السعودية وسياسة نقيق الضفادع المزعج


أندية المعارضة


ملف الصحراء وما يحمله من تهديد خطير للأمن القومي المغربي


(ع.ن) مرحاض متنقل في خدمة الجماعة


تأملات في ظلال الطواحين الحمراء


معالم في طريق البناء: من "نظرية الحاكمية" إلى "الخمار والبيكيني"


بين الأب عبد السلام ياسين والأم تريزا


جريمة امليل: المنهج الإخواني في إدارة التوحش وبسط النفوذ


الشمهروشيون والشمهروشيات.. بعضهم أولياء بعض


نصف دستة من الديمقراطيين في ضيافة الإسلاميين.. ومنيب بين أنياب الخميني!


كائنات انتهازية حاولت الركوب على قضية بوعشرين


مافيا الكوكايين الحاكمة في الجزائر تضع تطبيع العلاقة مع المغرب مقابل تسليمهم الصحراء المغربية


جون بولتون الأمريكي هو"سوبرمان" الشبح الذي يتعلق به البوليساريو ليطرد لهم المغرب من الصحراء


الجزائر تشتري منتوجات من الخارج وتبيعها للأفارقة بالخسارة حتى يقال بأنها تغزو إفريقيا كالمغرب


هل يحلم حكام الجزائر والبوليساريو أن يقدم لهم المغرب صحراءه المغربية على طبق من ذهب ؟


لماذا أغلقت مفوضية الاتحاد الأوروبي الباب في وجه البوليساريو أثناء مفاوضاته مع المغرب؟


المعطي و”التشيار” الأكاديمي بالأرقام الغرائبية !!

 
الأكثر مشاهدة

التهاب السحايا أو المينانجيت.. الوقاية لتجنب الوفاة أوالإعاقة


فضيحة جنسية جديدة تهز جماعة العدل والإحسان


أقوال مأثورة.


غلام زْوَايْزُو العدل والإحسان رشيد الموتشو في بوح حقيقي


خبر عاجل: العدل والإحسان تصدر بيان مقاطعة الدستور ومقاطعة الزنا حتا هوا وحتا هيا


"العدل والإحسان "هاذي كذبة باينة


قيادة العدل والإحسان بين تجديد الوضوء وتجديد الخط السياسي


عبدة الفرج المقدس ودقَايقية العهود القديمة: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون


هؤلاء أعداؤك يا وطني :وانتظر من أركانة المزيد إن شاء الله وليس المخزن كما سيدعون


طلاق نادية ياسين:حقيقة أم إشاعة أم رجم بالغيب


هوانم دار الخلافة في نفق أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ


لن ترض عنك أمريكا حتى تتبع ملتها،وشوف تشوف


صحافة الرداءة تطلق كلابها على العدل والإحسان


كلام للوطن


فضائح أخلاقية تهز عرش الخلافة الحالمة على مشارف سلا أو السويسي


في فقه الروكي وسلوك الحلاّج - 1-


هشام و حواريوه،مقابل ولدات المغرب الاحرار


إذا اختلى عدلاوي بعدلاوية متزوجة بغيره فثالثهما المخابرات!!!

 
 

*جميع المقالات والمواضيع المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية إعلامية أو أدبية أو قانونية

 شركة وصلة