تحولت دوتش فيلة الألمانية من قناة محايدة تجاه المغرب إلى قناة مسيئة له بكل المقاييس، وذلك في ظرف وجيز، وبينما كان المتتبعون ينتظرون أن تتحول إلى الدفاع عن مصالح المغرب شاهدوا العكس، حيث زار مسؤولون في القناة الجرمانية المغرب ووقعوا اتفاقية مع مؤسسات إعلامية في المغرب، وكان لافتا اللقاء الذي عقدته القناة مع قياديين في حزب العدالة والتنمية، وأساسا عبد الصمد السكال، رئيس جهة الرباط سلا، وعبد العالي حامي الدين، نائب الرئيس ونائب رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية.
لم تتأخر القناة كثيرا في تنفيذ بنود الاتفاق حيث أنجزت استطلاعا مسيئا للمغرب وغير مهني، تم فيه إبراز وجهة نظر مجموعة من الأشخاص يهدفون إلى الإضرار بالمؤسسات عبر مجموعة من الأكاذيب والإشاعات، التي لم تعمل القناة على التحقق منها.
ويدخل هذا البرنامج في إطار مشروع واسع، تصرف عليه القناة المذكورة ملايين اليوروهات، تتولى من خلاله إحداث الفوضى عبر بث أخبار زائفة وروبورتاجات كاذبة، دعما للجهات التي ترغب في زعزعة الاستقرار، وكانت القناة قد اتفقت مع بعض الصحفيين على القيام بهذا الدور، غير أنه تبين لها أنهم لن يتقنوا "الغرزة" كما يقال، فبحثت عن طريق لذلك من خلال حزب العدالة والتنمية، وهو ما تحقق لها بفضل خدمات السمسرة التي قام بها آنس الحيوني، الذي التحق بطاقمها أخيرا.
ولا يخفي الإخوان في العدالة والتنمية ميلهم للإعلام الأجنبي، قصد استغلاله في معاركهم المقبلة خصوصا بعد خفوت بريق قناة الجزيرة، التي كانت تدعمهم ليل نهار، والتي فقدت مصداقيتها خلال ما سمي بالربيع العربي، وبالتالي فهم يبحثون عن قناة ما زالت تحتفظ بمصداقيتها من أجل تمرير خطابهم بل وممارسة الضغط على مؤسسات الدولة.
الغريب أن القناة جاءت إلى المغرب تحت أعين وزارة الاتصال، يوم كانت تشرف عليها بسيمة الحقاوي بالنيابة، ونظمت لقاءات وعقدت صفقات وندوات، بل قامت بتأطير مناضلين من الحزب الإسلامي على كيفية استعمال الإعلام والتصوير المباشر في التغيير، ومر كل ذلك تحت عناوين خادعة لكن الهدف هو الاتفاق على الإساءة للمغرب عبر استطلاعات يقدم معلوماتها المكذوبة مناضلون في البيجيدي وبعض الصحفيين الانتهازيين.