لم تتأخر ردود الأفعال تجاه مطلب فتح نقاش في موضوع الإرث ومطلب تعديل أحكام التعصيب، التي خرج بها محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بأبي حفص، إذ حمل السخط عليه من قبل السلفيين، شيوخا آخرين إلى حد تسفيهه، واتهامه بممارسة النفاق، وباستيراد نقاشات قديمة من المشرق.
وذكرت جريدة "الصباح" في عددها ليوم الأربعاء، أن الشيخ السلفي حسن الكتاني، اعتبر في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذه المطالب «معركة »، بأت حسبه، بموضوع الإرث، وستواصل جولاتها مرورا بقضية الصحيحين وأبي هريرة ثم ثبوت القرآن ووجود الله تعالي.
ووصف الشيخ، الذي يرفض أي نقاش في الموضوع، هذه المطالب بـ «المستوردة » من المشرق، ملحا على أن معركة الشريعى، خاصة قانون الميراث اشتعلت في مصر منذ حوالي 20 سنة أو أكثر، و «ما نراه في المغرب اليوم هو مجرد رجع صدى وتقليد متأخر لما انتهى منه المشارق، ولكن علمانيينا يستنكفون عن التشبه بالمشارقة في الدين ويسارعون في التشبه بهم في قلة الدين ».
وتضيف اليومية، أن الكتاني لم يتردد في وصف صديقه القديم أبي حفص بـ «المنتكس »، مشيرا إلى أن دعاة تغيير قانون المواريث الإسلامي مجرد «ناعقين » يرددون مطالب أسيادهم في الغرب، وزاد بلغة مشبعة بتحريض السلفيين ضد أبي حفص، باعتباره شيخا سلفيا «قد ركبوا على متن المنتكس لعله يفتش لهم عن شبهات يلبسون بها على المسلمين »، مضيفا أن كبار علماء المغرب «تكلموا » فما بقي، حسبه، إلا إعاقة من وصفهم بـ «الجهال »، فـ «ليلجمول أفواههم وليتركوا لنا ديننا وليذهبوا للعبث بدين غيرنا فلديننا حراسة وكتابنا بحمد لله محفوظ ».
غضب السلفيين
وفي تدوينة أخرى دعا الكتاني أتباعه إلى عدم الانشغال بتصريحات أبي حفص، مضيفا بما يشبه التهديد «إن لم يهده الله تعالى فمصيره مصير عبد الله القصيمي »، المفكر السعودي الجنسية، الذي انقلب من مدافع عن السلفية إلى ملحد، ومشيرا بلغة ساخرة إلى أن رفيقي «ماض في سلسلة انتكاساته ».
واتهم الشيخ صديقه القديم بنشر الفتنة، مؤكدا أنه سيخرج من «كيسه الذي ملأه بالشبهات قضايا أخرى ليفتن بها الساحة ويقول للناس ها أنذا أفكر ولكنه تفكير عقيم سقيم ».