بُحَّ صوتُنا ونحن نستعرض أخطاء حكام الجزائر اللصوص ، امتدت لصوصية هؤلاء الحكام طيلة 55 سنة ولكن لا حياة لمن تنادي .. فساد النظام الجزائري وأخطاؤه في اختياراته السياسية الفاشلة هي التي أدت حتما إلى التخلف الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد ونحن ننتظر تشريعيات ماي 2017 ، فهل نحن هُبْل ؟ اختيارات النظام الجزائري السياسية لم تنتج نخنة سياسية واعية تبلور مشروعا سياسيا متكاملا يكون بديلا لاختيارات حكام الجزائر المُغْرِقَة في الفشل الذريع ، بل أنتجت شردمة من الشياتة يدافعون عن مصالحهم الضيقة ويركعون بل يسجدون للدولار الجزائري الذي يتقاضونه من ريع النفط الذي يشتري به النظام ذمم شردمة الشياتة المحيطة بهم بغرض التصفيق لصفاقة حكام الجزائر وصلفهم ... أما أغلبية الشعب الساحقة فلهم الحكرة وضنك العيش سواء ارتفع ثمن النفط أم هبط ، أغلبية الشعب لها الرصاص وفوهات الدبابات منذ أحداث أكتوبر 1988 ...هذه حقائق لا ولن يستطيع أن ينكرها جزائري واحد ، إن حالة الجزائر اليوم هي أسوأ بكثير من حالتها عشية انتخابات 2012 التي قادها المغضوب عليه عبد العزيز بلخادم الذي ضمن للنظام الحاكم - بالتزوير والغش والتدليس – ما سماها 220 فولت أي أغلبية 220 مقعد للأفلان في مجلس الشعب جله من الجهلة ..
الثكنة العسكرية مع المسجد يدا في يد في تشريعيات 2017 في الجزائر
قام الفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الجزائري يدعو أفراد القوات المسلحة الجزائرية للمشاركة بقوة في الانتخابات النيابية يوم 4 ماي 2017 وأكد اتخاذ التدابير اللازمة لتأمينها في موعدها المقرر في الرابع من مايو المقبل... ومعلوم أن السماح للثكنات العسكرية في الجزائر بالمشاركة في الانتخابات هي صمام الأمان لخلود النظام الجاثم على صدر الشعب إلى الأبد ، لأن الثكنات العسكرية هي أوكار عشش فيها الحزب الوحيد الذي عاث فسادا في البلاد وأوصلها للحضيض بنشر القحط السياسي والثقافي والاجتماعي ، ويعتبر السماح للعسكر بالتصويت في الانتخابات – خاصة في الدول ذات النظام العسكرتاري الشمولي مثل الجزائر – يعتبر مقبرة للأمل في الانفلات من الدكتاتورية والنجاة إلى بر الديمقراطية الحقة ، إن دوام السماح للجيش بالانتخاب – كما في الجزائر يعتبر ضمانة ناجعة لاستدامة التخلف والجهل والفقر والخنوع والعيش تحت حداء العسكر إلى الأبد..
وفي مفارقة غريبة جدا كان النظام قد منع في بداية الحملة الانتخابية استغلال الدين عن طريق المساجد أو بصفة غير مباشرة ، لكن النظام الجزائري قام بعكس ما دعا إليه ، فقد جنّدت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية كثيرا من المؤذنين والأئمة وموظفي المساجد لاستخدامهم في إقناع مرتاديها بالمشاركة في الانتخابات ، بل إن الرعب من مقاطعة مهزلة الانتخابات هي التي دفعته لإقحام حتى المساجد في الحملة الانتخابية بعد أن كان قد منع ذلك ، ففي آخر لحظة أعطيت الأوامر لخطباء المساجد يوم الجمعة 21 أبريل بأن يقوموا بحملة دعائية في المساجد لدفع الشعب للمشاركة في هذه المهزلة وهو قرار يؤكد الرعب الذي سكن النظام الحاكم ( وليس الحكومة لأن الحكومة مجرد كراكيز ) لقد بلغ خنجر المقاطعة عمق أحشاء النظام الحاكم حتى وإن كان قد هيأ الرد المناسب على أي تحرك للشعب الجزائري يوم الانتخابات ..
فبعد تعليمة من محمد عيسى وزير الشؤون الدينية الجزائري تمنع استغلال المساجد في الحملات الانتخابية ها هو يصطدم بواقع زلزله وأرعبه وهو واقع المقاطعة الذي سيكون – إن شاء الله – قياسيا ، وجد وزير الشؤون الدينية الجزائري وكل المساهمين في السهر على هذه التشريعيات وجدوا أنفسهم في مأزق خطير جدا ورخصوا لكل الشياتة وأذناب السلطة أن يقوموا بالدعاية للمهزلة التشريعية التي يلوح فشلها الذريع ، رخصوا لهم ما حرَّموه عليهم قبل أسبوع ، إن أخطبوط النظام وطابوره الخامس أحسوا جميعا بتفاهة ولامصداقية ما سيجري يوم 4 ماي 2017 من مقاطعة ستزلزل النظام هي التي دفعت الجميع لحالة التخبط والهذيان.
كيف يخرج الشعب الجزائري من عنق زجاجة التقشف الأبدي ؟
لا شك أن الشعب الجزائري يتابع حالة الشعب الفنزويلي الذي يحكمه نظام أشبه إلى حد بعيد بنظام الجزائر وحالة الشعب هناك تشبه حالة الشعب الجزائري إلى حد بعيد لكن الفرق هو أن الشعب الفنزويلي قد استيقظ وثار على الدكتاتوري مادورو وأدرك أن قطع مسافة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى ، فمتى يبدأ الشعب الجزائري خطوته الأولى ؟
فنزويلا من أغنى دول العالم بالنفط والذهب والحديد وشعبها في نفس الوقت من أفقر شعوب الدنيا وهي نفس المعادلة التي تعيشها الجزائر وهي التناقض الصارخ بين غنى أرض البلاد وفقر شعب البلاد والسبب هو الفساد ثم الفساد ، وللفساد ألف وجه ووجه ، ففي الجزائر فساد النظام الذي يتمسك بالسلطة حتى ولو دفعه الأمر أن يقتل الشعب ويمتص من دمائه ، فكما حدث في الجزائر عام 1992 حينما تم الانقلاب على الشرعية الشعبية نفس الشيء حصل في فنزويلا بعد انتخابات 2015 حيث اعتبر الرئيس مادورو فوز المعارضة في تلك الانتخابات شيء لايمكن السكوت عليه واعتبرها مؤامرة خارجية واستعمل كل صلاحياته للانقلاب على تلك النتائج بل ذهب به الأمر أنه اعتبر فوز المعارضة خيانة للوطن وخيانة للمقبور تشافيز ، ونستنتج من ذلك أنه في مثل هذه الأنظمة الشمولية ( فنزويلا – الجزائر ) ليس هناك مؤسسات تحمي الشعب واختياراته ... نفس الشيء في الجزائر فمهما حاول الشعب تغيير الوضع السياسي جذريا وبطرق سلمية في البلاد نحو الأفضل ( بالانتخابات مثلا أو المساهمة في مؤسسات ذات مصداقية ) مهما حاول الجزائريون أن يغيروا الوضع بالطرق السلمية فسيواجهه نظام عسكري قوي يعتبر فوز كل معارض شريف هو خيانة للوطن مثل فنزويلا وضربا للاستقرار ، خيانة للرئيس بوتفليقة بل لدولة بومدين وبنبلة وغيرهم من الذين خططوا لتكون الجزائر دولة علمانية يعيث فيها الشياتة الملحدون فسادا وعندهم كل وطني غيور على المصلحة العليا للجزائر الحبيبة هو إما داعشي أو من القاعدة في حين أن الذي صنع الإرهاب في العالم هم حكام الجزائر منذ ثمانينات القرن الماضي ...
لقد فرغت خزينة الدولة الجزائرية نتيجة انهيار أسعار النفط والغاز وزاد هذا الأمر في اختناق الشعب داخل زجاجة القهر والغبن ، تصوروا كيف ستكون حال الشعب الجزائري وصندوق الدولة فارغا وقد كانت حالته مزرية تثير الشفقة حينما كان صندوق الدولة يفيض بآلاف ملايير الدولارات ؟ إنه الجنون بعينه ، معيشة الغبن والضنك والحكرة في حالتي غنى الدولة وفقرها ...
هل كانت الجزائر مستقرة وهي غنية ؟:
ليس في البلاد مؤسسات تحمى الشعب في حالة غنى الدولة أو فقرها ، في حالة غنى الدولة لايعرف الشعب الجزائري مصير مئات الآلاف من ملايير الدولارات لأنه لا سيادة له عليها عن طريق أي وسيلة أو مؤسسة لأنها أموال سائبة وكأن هذه الملايير لدولة غير دولتهم الجزائر لا حق لهم أن يتحدثوا عنها ، ليس في الجزائر مؤسسات مستقلة أي غير تابعة للنظام الحقيقي الجاثم على صدر الشعب طيلة 55 سنة لها سلطة محاسبة المجرمين اللصوص الذين نهبوا البلاد وتركوها خرابا يبابا ، ومع ذلك يريدوننا أن نشارك في مهزلة أخرى لتزكية النظام الحاكم بالمشاركة في انتخابات 4 ماي 2017 ... بركات يا شعب الجزائر من السجود لهذا النظام الجائر ...بركات يا شعب الجزائر من الخنوع لنظام يرعبنا بفزاعة العشرية السوداء لأنه كلما سمع " المقاطعة " إلا ولوح بأننا نهدد استقرار البلاد ، أي فائدة جنيناها من أكذوبة استقرار البلاد وهي في عز الغنى والثروة المكدسة ، فلا تنمية اجتماعية ولا قيمة للشعب الجزائري ولا مواجهة حقيقية لمافيات الفساد المستشري في الجزائر وهي في حالة الغنى ؟؟؟ بماذا أفادنا استقرار البلاد وهي غنية ؟ هل سيفيدنا استقرارها وخزينة الدولة فارغة ؟... ماذا سينال الشعب من دولة أفلست اقتصاديا وسياسيا ؟ فدولة مُفلسة خزينتها فارغة لن يستفيد الشعب منها سواء شارك في انتخاباتها أو قاطعها ، بل إن مشاركة الشعب في مهازل الانتخابات تعطي للصوص النظام مزيدا من الوقت لمزيد من النهب في حين لم يبق في الجزائر أموال لتنهب ولم يبق لهم سوى دماؤهم سيمتصها حكام لا يرحمون أبدا أبدا ...
عود على بدء :
لقد تحالف الجيش والمنافقون من سماسرة التدين - وليس الدين - لأن الدين الإسلامي منهم براء ، تحالفوا ووضعوا الشعب بين فكي الرحى ليعصروه ، فماذا بقي في الشعب الجزائري بعد 55 سنة من التجويع والقهر والغبن وضنك العيش ؟ لم يبق أي شيء ، فهل سيجهزون على ما بقي من صورة لحمه ودمائه ؟؟؟؟
أيها الشعب الجزائري : المقاطعة المقاطعة هي الرد على الحكرة وضنك العيش الأبدي ... بركات ، بركات بركات ، بركات...
وتصبحون على ضنك وقهر وحكرة أبدية ...