قراءة للدين البهائي
أتقاسم معكم حسب مفهومي المتواضع والخاص وما استخلصته من قراءتي للديانة البهائية حول مفهوم وحدة الأديان وضرورته لتحقيق السلم في العالم.
يعترف الدين البهائي بجميع الديانات السابقة ويهدف تحقيق وحدتها ولا يسعى إلى تحويل الديانات إلى دين البهائية بل بعكس هذا تحظى كل واحدة منها بتقديرها وعظيم احترامها هادفا تحقق وحدتها والترحيب بكل منها من أجل الاتحاد والخدمة يداً في يد للوصول إلى تحقيق السلم في العائلة الإنسانية والتآلف والتعايش في مجتمع متنوع كحديقة متناغمة بكل الأزهار المختلفة الأنواع ولكل نوع جماله وعطره الخاص به. وتعتبر البهائية أن كل الديانات لها منبع واحد واله واحد وكلها آتية من سماء الرحمة والمودة وأن هدفها هو الرقي الروحاني للإنسان وسلامة المجتمع.
ومن أهداف وحدة الأديان حسب الدين البهائي:
- إضرام نار المحبة بين البشر وتقويتها
- تطهير القلوب من رماد الأحكام المسبقة والحقد والتعصب الديني والعرقي والقبلي
- احترام صادق لاستقلال دين كل مؤمن
- تقوية رؤية المؤمن لمفهوم جوهر دينه
- الإقرار باستقلالية كل دين وتكامله مع الديانات الأخرى
- الاحتضان تحت راية الخالق والوعي الروحاني بالعلاقات الحيوية التي تربط كل الديانات
- الوصول إلى المحبة العالمية السامية التي تربط المؤمنين بكل دين بسائر البشرية في العالم
- تقوية الحس بالانتماء إلى عائلة واحدة بصرف النظر عن اختلاف العقيدة أو الجنس أو الجنسية وأننا كلنا أبناء أرض واحدة وسلامنا وراحتنا ورفاهيتنا في حبنا للآخر هذه العلاقة الضرورية لسعادتنا ورقينا الروحاني تجعل كل قلب ينبض بالمحبة الإلهية ويُحب كل إنسان محبته للخالق ويرى على وجه كل إنسان انعكاس العظمة الإلهية.
- عودة الدين لتأليف القلوب ونبذ تقسيم البشر إلى أصناف وطبقات وأحزاب وتركيز أولويته على مصالح الإنسانية جمعاء في كل العالم
- ابتعاد الدين عن السياسة الحزبية التي من أولوياتها خدمة المصالح الشخصية والحزبية وتفريق المجتمع إلى أحزاب تتنازع بدون انقطاع وكل حزب ينقسم بدوره إلى أحزاب متعددة
- إنشاء نوع إنساني جديد يرى في كل أرض أجنبية أرض مسقط رأسه وفي أرض مسقط رأسه أرضاً أجنبية لأنه يرى وطنه الحقيقي في ديار الملكوت الإلهي.
وفي هذا الشأن يقول حضرة بهاء الله "الأرض وطن واحد وجميع البشر سكانها" ويتفضل كذلك قائلاً " الإنسان اليوم هو الذي يقوم على خدمة من على الأرض كلها".
فإذا أخذت كل الديانات مشعل دينها لتضيء العالم فسوف نجد أنفسنا جميعاً داخل عائلة واحدة وأيادي كل البشرية تمسك نفس المشعل لأن نور الله واحد.