اعترافات إرهابي تائب تكشف: “عن بن لادن إفريقيا” الجزائري “مختار بلمختار” لم يُقتل و لكنه أصيب ويتواجد الإرهابي مختار بلمختار بموريتانيا منذ 2016 ويتنقل بينها وبين الجزائر و ليبيا.
تبنى تحالف إرهابي يطلق على نفسه اسم “نصرة الإسلام والمسلمين”، وهي حركة إرهابية جديدة تضم العديد من المجموعات في منطقة الساحل، الهجوم الذي أسفر عن مقتل جندي فرنسي في مالي الأسبوع الماضي،وذلك في بيان نقلته وكالة “الأخبار” الموريتانية.وقالت الجماعة في بيان بث على مواقع التواصل الاجتماعي ونقلته الأخبار إن الجندي وقع “في مكمن في منطقة دونتزا” بمالي قرب حدود بوركينا فاسو.
وكانت باريس أعلنت الأسبوع الماضي مقتل الجندي “في مواجهة مع إرهابيين” خلال عملية مشتركة بين قوة برخان الفرنسية وجيشي مالي وبوركينا فاسو قرب الحدود مع الأخيرة.
و نشير إلى أنه أعلن عن الجماعة الإرهابية الجديدة بداية مارس الماضي، واندمجت فيها عدة مجموعات مسلحة ناشطة في منطقة الساحل، وشمال مالي، وهي “أنصار الدين”، و”إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة”، و”كتيبة المرابطون” للإرهابي الجزائري مختار بلمختار، و”جبهة تحرير ماسينا”، واختارت الجماعة المالي إياد أغ غالي أميرًا لها.
و يؤكد هذا التحالف الإرهابي الجديد و الذي اتخذ من منطقة الساحل الإفريقي مقرًا له و منطلق لأعماله الإرهابية على أن الإرهابي الجزائري الخطير مسعود عبد القادر أو مختار بلمختار، أو “خالد أبو العباس” أو “الأعور” أو “السيد مارلبورو” أو “أبن لادن منطقة شمال و ساحل إفريقيا” لا يزال على قيد الحياة عكس ما ادعته إمريكا و فرنسا على أنه قد قتل لكن لم يعد زعيمًا مثلما كان لأسباب معينة من بينها تعرضه لإصابة خطيرة،حيث تشير مصادر “أنباء تونس” إلى إصابته بالشلل النصفي و هو السبب الذي جعل الإعلان عن اندماج أربع جماعات إرهابية ناشطة في منطقة الساحل الأفريقي بقيادة المالي إياد أغ غالي بدلاً عن الجزائري بلمختار.
و يظهر في مقطع فيديو نشرته وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة عقب الإعلان عن التنظيم الإرهابي الجديد “نصرة الإسلام و المسلمين” إياد أغ غالي زعيم “أنصار الدين” سابقًا متوسطًا “أمراء” التنظيمات الأخرى: يحيى أبو الهمام أمير منطقة الصحراء، ومحمدو كوفا أمير كتائب ماسينا، وأبو عبد الرحمن الصنهاجي قاضي منطقة الصحراء، والحسن الأنصاري نائب أمير “المرابطون”.
ويؤكد حضور نائب زعيم تنظيم “المرابطون” الحسن الأنصاري بدلاً عن مختار بلمختار في اجتماع أمراء الإرهاب في الساحل خلال الإعلان عن التنظيم الإرهابي الجديد، فرضيتين لا ثالث لهما و هي: يا إما مقتله-و هو الاحتمال الذي فنده مصدرنا بالنظر لعدة معطيات- أو تعرضه لإصابة بليغة في الضربة الجوية الفرنسية الأخيرة في ليبيا-و هو الاحتمال الذي رجحه مصدرنا و ذهب أكثر من ذلك و كشف عن إصابة الإرهابي الجزائري مختار بلمختار بالشلل النصفي مرجحًا احتمال كبير عودته و تعيينه زعيمًا على “نصرة الإسلام و المسلمين” محل المالي إياد آغ غالي في حال تماثله للشفاء..
هذا و قد أعلن مسؤول أميركي بتاريخ 28 نوفمبر 2016 أن الضربة الجوية التي نُفذت خلال نوفمبر 2016، بدعم من الاستخبارات الأميركية، أسفرت عن مقتل بلمختار، وهو الخبر الذي تتريث السلطات الجزائرية في الإعلان عنه لغياب أدلة دامغة تثبته.
وسبق أن أُعلن مقتل بلمختار زعيم جماعة “المرابطون” التي شنت العديد من الهجمات الدامية في منطقة الساحل، خصوصًا في يونيو 2015 خلال هجوم أميركي في ليبيا.
حلف “أمني و إستخباراتي”خماسي لتقويض نشاط “داعش” و “جماعة نصرة الإسلام و المسلمين في الشمال و الساحل الإفريقيين
و قد كشفت مصادر أمنية وديبلوماسية متطابقة أن تونس وطرابلس وباريس وبماكو رفعت من حجم تعاونها الأمني والاستخباراتي خاصة فيما يخص تبادل المعلومات بشكل يكاد يكون يومي حول النشاط المتزايد لأنصار تنظيم “داعش” الإرهابي في شمال مالي وليبيا، و كذلك التنظيم الإرهابي الجديد “نصرة الإسلام و المسلمين” الذي تبنى أولى عملياته الإرهابية منذ الإعلان عن تأسيسه.
و هناك معلومات شبه مؤكدة تفيد أن عدد من الجماعات الإرهابية و على رأسها تنظيم “المرابطون” الذي يتزعمه الإرهابي الجزائري مختار بلمختار كانت “قاب قوسين أو أدنى” من إعلان ولاءها لتنظيم “داعش” الإرهابي و الالتحام به من أجل رص الصفوف و توحيد المواقف لمحاربة الأعداء المشتركين لهم،حيث كشف بلمختار في بيان أصدره منذ عدة أشهر أن عناصر تنظيمه-“المرابطون”-شاركوا إلى جانب تنظيم داعش في عمليات ضد قوات الجيش الليبي في سرت و عدد من المدن الليبية سنة 2016،لكن في آخر لحظة باءت محاولة الالتحام بالفشل لأسباب غامضة،ليتم الإعلان أوائل شهر مارس المنصرم انضمام كتيبة “المرابطون” التي يتزعمها مختار بلمختار إلى تنظيم إرهابي جديد باسم “نصرة الإسلام و المسلمين” بقيادة “إياد غالي”.
كما أن التنسيق الأمني والاستخباراتي الخماسي فرضته المستجدات الأخيرة في المنطقة، والتقارير الأمنية والاستخباراتية التي أشارت إلى احتمال عودة النشاطات الإرهابية في شمال مالي من خلال الإعلان عن تأسيس التنظيم الإرهابي الجديد “جماعة دعم الإسلام و المسلمين” و احتمال هروب قوافل الإرهابيين “الدواعش” من ليبيا نحو مالي و دول الشمال و الساحل الإفريقيين و تمدد جماعة “بوكو حرام “النيجيرية ووصولها إلى منطقة الساحل الإفريقي وانتشارها حتى في الجنوب الليبي وإمكانية تشكيل كتائب إرهابية تابعة لتنظيم داعش، حيث يعمل زعماء تنظيم داعش على استقطاب أكبر عدد ممكن من الجماعات الإرهابية الأخرى وإقناعها أو إغراءها بالانضمام إلى التنظيم والعمل تحت لواءه.
هذا وكان تقرير حديث أصدرته منظمة الأمم المتحدة قد حذّر الجزائر من مغبة التعرض للهجمات الإرهابية التي يتسبب فيها فرار المقاتلين من بلدهم الأصلي ليبيا نحوها بعد حصارهم فيها وعدم قدرتهم على السيطرة على الأوضاع هناك.
وأكد التقرير نفسه أن الإرهابي مختار بلمختار أمير جماعة “المرابطون” الناشطة بالصحراء يتواجد بالأراضي الليبية إلى جانب “اياد غالي” الذي يقود جماعة أنصار الدين الإسلامية المالية وله قاعدة في جنوب ليبيا. مما يجعل الحدود الجزائرية مع ليبيا عرضة للهجوم من قبل هذه الجماعة.
وجاء في نفس التقرير أنه يوجد ما بين 2000 الى 5000 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية ينحدرون من الجزائر، ليبيا، تونس، مصر، مالي، المغرب وموريتانيا، وهو ما يحدث مخاوف كثيرة من تمديد تنظيمات داعش من سرت الليبية، حيث يفر المقاتلين بعدها جنوبًا وغربًا، وبعدها إلى تونس، وهذا ما يؤدي إلى تكوين تنظيمات إرهابية جديدة في شمال افريقيا.
وأشار ذات التقرير أن الضغوطات التي تمارس على تنظيم “داعش” الإرهابي، يدفع بالمقاتلين بالتأثير على بلدان الشمال الافريقي ، بعد نزوحهم لها من ليبيا، مشيرًا إلى القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية والتي عملت على دعمها الأمم المتحدة منذ أزيد من سنة فيما يعرف بعملية “البنيان المرصوص” والذي يعمل على استرجاع مدينة سرت من تنظيم “داعش” التي عاشت تحت رحمة هذا التنظيم لأكثر من سنة ، وذكر التقرير أنه يتم تمويل أنصار بيت المقدس بالأموال من ليبيا بعدما أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية والناشطة في سيناء المصرية .
وأضاف التقرير أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي والذي ينشط في مالي ومنطقة الساحل، يحصل لحد الأن على أسلحة ومختلف الذخائر من ليبيا، كما أوضح ذات التقرير أن الفوضى التي تتخبط فيها ليبيا من كل النواحي والتنافس على السلطة وغنائها بالنفط جعل منها قبلة للتدريب المقاتلين الأجانب بها.
من جهتها حذّرت تقارير أمنية أمريكية من هجمات إرهابية يخطط لها الإرهابي مختار بلمختار أمير جماعة المرابطون المنضوية تحت لواء التنظيم الإرهابي الجديد”جماعة دعم الإسلام و المسلمين” في دول الشمال والساحل الإفريقيين، من ضمنها الجزائر. وجاء هذا التحذير الذي تناولته عديد الصحف الأمريكية المعروفة ليؤكد اعتراف أمريكي بأن الإرهابي مختار بلمختار لا يزال على قيد الحياة، بعد اعتراف ضمني من طرف هيئة الأمم المتحدة بأن بلمختار لا زال حيًا يُرهب العالم.
وأفادت ذات التقارير الأمنية الأمريكية إن الإرهابي مختار بلمختار يخطط لهجمات إرهابية ضد أهداف غربية في مالي، وحذرت من هجومًا إرهابيًا كبيًرا يجري التحضير له في دولة مالي ويستهدف رعايا دول غربية، مضيفة أن التحذير يشمل أيضا الجزائر، النيجر، موريتانيا، المغرب، تونس وبوركينافاسو.
أنباء عن تواجد الإرهابي مختار بلمختار بموريتانيا منذ 2016 ويتنقل بينها وبين الجزائر ليبيا
و من جهة أخرى كشف مصدر عسكري رفيع المستوى عن الإرهابي الجزائري “مختار بلمختار” المكنى بـ”بلعور” قائد كتيبة “المرابطون” المنصهرة في التنظيم الإرهابي الجديد”جماعة دعم الإسلام و المسلمين” يتواجد حاليًا بموريتانيا و ذلك منذ 2016 قادمًا منها من ليبيا حيث كان يقيم لعدة أشهر و بعلم من السلطات العليا الموريتانية و أنه كثير التنقل و التواري عن الأنظار خشية تحديد موقعه و استهدافه من عدد من الدول منها فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية و عدد من دول الساحل الإفريقي و ذلك استنادًا إلى تقارير استخباراتية غربية و اعترافات بعض الإرهابيين الذين تم القبض عليهم من طرف قوات الجيش الجزائري،حيث أفاد إرهابي سلم نفسه طواعية إلى قوات الجيش الجزائري بمدينة جانت بولاية إليزي،شهر فيفري 2016،بأن الإرهابي مختار بلمختار كان يتنقل بشكل شبه دائم ما بين ليبيا،مالي،النيجر و موريتانيا و من ثمة العودة إلى الجزائر و أنه منذ أواخر سنة 2015 كان يفضل الاستقرار بشكل كبير ما بين موريتانيا و النيجر لأسباب أمنية محضة و أنه كان كثير التنقل إلى ليبيا خاصة خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2016 و أنه قرر الانضمام إلى تنظيم “داعش” و النشاط تحت لواءه بمعية عدد من التنظيمات الإرهابية الأخرى و لكن ذلك لم يتم في آخر لحظة لأسباب غامضة،و تعتبر أجهزة الاستخبارات الإرهابي بلمختار العقل المدبر للهجوم على حقل إن أميناس للغاز في الجزائر مطلع عام 2013 والذي انتهى بمقتل 38 شخصًا احتجزهم عناصر التنظيم كرهائن.
وبلمختار الملقب بـ”بلعور” لفقدانه النظر في عينه اليمنى، هو القائد السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتزعم جماعة “المرابطون” التي نشأت في 2013 عن اندماج تنظيمه السابق “الموقعون بالدم” مع “حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا”، إحدى المجموعات المتشددة في شمال مالي.
وأفاد الإرهابي التائب أن الإرهابي مختار بلمختار اختار الإقامة بموريتانيا دون غيرها يعود إلى وجود هدنة رسمية بين الحكومة الموريتانية وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لكنها غير معلنة، حيث أنه منذ سنة 2012 لم تنفذ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أي عملية ضد موريتانيا وبالمقابل لم تقم الحكومة الموريتانية بأي عملية ضد التنظيم الإرهابي المذكور.
الجزائر تايمز.