منذ خلافة ابراهيم غالي للراحل محمد عبد العزيز على رأس جبهة البوليساريو، قل ظهور الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر، ولم تعد الجبهة الانفصالية تستعين بخدماتها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. فما الذي دفع قادة الجبهة الانفصالية إلى تهميشها؟
توارت الناشطة الصحراوية أمينة حيدر عن الأنظار، خصوصا بعد تولي ابراهيم غالي قيادة جبهة البوليساريو، فعلى غير العادة سجل غياب الناشطة الصحراوية التي ترأس جمعية "الكوديسا" رغم اقتراب موعد مناقشة قضية الصحراء في مجلس الأمن الدولي، ففي السنوات الماضية كانت تقوم مع اقتراب شهر أبريل برحلات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للاجتماع بأعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ، وعدد من المنظمات الغير الحكومية، وكذا مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، من أجل الترويج لأطروحة جبهة البوليساريو، وكذلك للمطالبة بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.
فخلال شهر مارس من سنة 2014 زارت أميناتو حيدر الولايات المتحدة الأمريكية، وشاركت في اجتماع مع لجنتي الخارجية وحقوق الإنسان في الكونغرس الأمريكي، وطالبت آنذاك بإدراج آلية لمراقبة حقوق الانسان في بعثة الامم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية.
كما أنها قامت خلال شهر مارس من سنة 2015 بزيارة مماثلة للولايات المتحدة الأمريكية، والتقت خلالها بمسؤولين في مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان، وهو المركز المعروف بتأييده لأطروحة البوليساريو.
الاعتبارات القبلية
لكن ما الذي تغير منذ رحيل زعيم البوليساريو السابق محمد ولد عبد العزيز، ودفع الجبهة الانفصالية للتخلي عن خدمات أميناتو حيدر؟
ما يفسر تهميش رئيسة الكوديسا هو طغيان النزعة القبلية داخل جبهة البوليساريو. فقد بدأ الاستغناء عن حيدر حتى قبل وفاة زعيم البوليساريو السابق، فبينما كانت الوضعية الصحية لهذا الأخير متدهورة جدا في السنة الماضية، لم يتم تكليف الناشطة الصحراوية المزدادة بمدينة طانطان، بالترويج لأطروحة البوليساريو قبل موعد مناقشة ملف الصحراء في مجلس الأمن الدولي.
وازداد تهميش أميناتو حيدر بعد اختيار ابراهيم غالي زعيما للبوليساريو أوائل شهر يوليوز من السنة الماضية، وبحسب مصدر مطلع فضل عدم ذكر اسمه فإنه "بمجيء غالي، أصبح الصحراويون الذين ينتمون إلى قبيلة الركيبات، هم الذين يشغلون المناصب الحساسة في الجبهة الانفصالية، هذا ما يفسر ترك أميناتو حيدر التي تنتمي إلى قبيلة إزركيين على الهامش".
فرئيسة جمعية الكوديسا، لم تعد بتلك المكانة التي كانت تحظى بها داخل الجبهة الانفصالية خلال عهد محمد ولد عبد العزيز، ولم تعد تسافر ضمن وفود جبهة البوليساريو إلى الخارج، بل إنها لم تستطع حتى المشاركة في المؤتمر الأخير للحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي الحاكم.
وللتذكير فقد سبق لها أن شاركت في ندوة نظما هذا الحزب في البرلمان السويدي حول نزاع الصحراء المغربية سنة 2015.
يابلادي