عدد الكاتب والمؤرخ المغربي حسن أوريد ما وصفها بمآسي "العالم العربي"، والتي قال إن من بينها عدم حسم علاقة الحاكم بالمحكوم، حيث بقيت العلاقة مرتبطة بفرض الحاكم لنموذجه على المحكوم، رغم تبني بعض هذه الدول للانتخابات التي بقيت أداة ولم تصل لمرحلة تأصيل الديمقراطية داخل هذه المجتمعات.
وأضاف مؤرخ المملكة السابق في ندوة حول كتابه الأخير "جذور الوهن العربي"، بمكتبة "كليلة ودمنة" بالرباط، أنه من ضمن تلك المآسي كون مجموع الدول المنتمية لما يسمى بـ "العالم العربي" لا تملك منتوجا تنافسيا واحدا يقدمه للسوق كعلامة تجارية عربية، في الوقت الذي تملك فيه فنلندا مثلا منتوج "نوكيا".
صاحب العديد من المؤلفات والأستاذ الجامعي، سرد عددا من خصائص العالم العربي وذكر منها حضور الدين بقوة في المجال العام، بالإضافة إلى مركزية مصر داخل جغرافيا "العالم العربي"، "فمن مصر بدأ التصنيع قبل أن يعم المنطقة، ومنها بدأت السينما والانقلابات العسكرية"، يقول أوريد.
وذكر أوريد بأن كل التحولات التي عاشها هذا العالم جاءت بفعل عوامل خارجية، ولم تكن بفعل دينامية داخلية، ومن هذه العوامل دخول نابليون إلى مصر واكتشاف البترول من طرف الغرب ووعد بلفور الذي أعطى لليهود حق تكوين دولة في فلسطين.
واستدل في هذا الإطار بفكرة للصحفي اللبناني المغتال سمير قصيم والذي قال إن مأساة العالم العربي جغرافية بالدرجة الأولى، وخاصة قربه من الغرب حيث أن ضفتي المتوسط أشبه بكفتي ميزان مالت للصالح أوروبا ضد المنطقة العربية.
أوريد ساءل، ضمن تدخله أيضا، مفهوم "العالم العربي" معتبرا إياه ظهر بعد دخول "نابليون" إلى مصر، مشيرا إلى أن العودة إلى كتب التاريخ، قبل هذه المرحلة تبين غياب هذا المفهوم، مردفا أنه وبعد ذلك، ظهر مفهوم الأمة العربية، والذي طوره منظرون مسيحيون عرب حتى لا يبقى المفهوم لصيقا بالمسلمين فقط، وذلك قبل ظهور مصطلحات أخرى من قبيل "الوطن العربي" والذي خرج من جغرافيا عرب آسيا ليشمل المنطقة العربية، وهنا ظهر مصطلح "المغرب العربي" الذي لم يكن متداولا من قبل، على حد قول حسن أوريد.