أضيف في 08 أبريل 2017 الساعة 12 : 13
أ.د. علي الهيل.
صحيح أن رؤية مقتل الأطفال بغاز الأعصاب أو بسواهُ في سوريا على شاشات التلفزة يقطّع يناط القلوب. إن مقتل الأطفال و الأبرياء و المدنيين غير المسلحين في أي مكان من العالم يدمي القلوب. دعكم عن ذلك، حتى مقتل الكلاب و القطط (ذوات الكبد الرطب كما وصفها النبي محمد صلى الله عليه و سلّم) يصيب المرءَ في مقتل و أيُّ مقتل، فما بالكم بالإنسان.
لكنْ، هل ال٥٩ صاروخ توماهوك كروز التي أطلقتها البحرية الأمريكية من البحر المتوسط على المكان الذي تقول أمريكا أن طائرات النظام السوري قد انطلقت منه و ألقت قنابل غاز الأعصاب على أطفال (خان شيخون) تمت للأسباب الصحيحة؟ ما ظهر في الإعلام الأمريكي الموالي للرئيس (دونالد ترامب) أن الرئيس تأثر بمشاهد الفيديو التي أظهرت الأطفال القتلى و المصابين بغاز الأعصاب و عليه إتخذ الرئيس قراره بإطلاق الصواريخ.
المعروف أن الرئيس الصيني في زيارة لولاية فلوريدا حيث يقضي الرئيس إجازة نهاية الأسبوع. المعروف أيضاً أن اجتماع الرئيسين هدفه وقف الحرب التجارية المحتملة بين البلدين. الغاية قطعاً إزدهار الإقتصاد الأمريكي. بَيْدَ أن الهدف غير المعلن هو كيفية لجم كوريا الشمالية و جعلها ترعوي عن تجاربها النووية و الصاروخية و استفزاز جيرانها الجنوبيين حلفاء أمريكا التاريخيين لاسيما اليابان و كوريا الجنوبية. يبدو أن الضربة الصاروخية الأمريكية لسوريا هدفها توصيل رسالة للصين و لكوريا الشمالية مفادها أن أمريكا قد تفعل الشيء نفسه أو أكثر منه إِنْ لم ترعوِ كوريا الشمالية عن نشاطاتها العسكرية و إِنْ لم توقف الصين مشاريع توسعها في بحر الصين الجنوبي. كما أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياًّ في اتجاه اليابان (مما أثار غضب اليابان كالعادة) قبل زيارة الرئيس الصيني لأمريكا لوضع ضغوط على الإدارة الأمريكية لتحسين شروط التفاوض مع الصين، قامت أمريكا بتوجيه الضربة لسوريا التي تعتبر حليفاً إقتصادياًّ لسوريا و إيران و روسيا و هما حليفا سوريا، لوضع ضغوط على الرئيس الصيني من ناحية و لإفهام الصين و كوريا الشمالية أن أمريكا يمكن أن توجه ضربةً لكوريا الشمالية. الحروب العسكرية غالباً ما تكون أدوات للحروب السياسية و العكس صحيح إلى درجةٍ ما.
أستاذ جامعي و كاتب قطري
|