أثارت القناة الثانية موجة كبيرة من السخط والانتقاد، بسبب عرضها لحلقة من أحد برامجها تتحدث عن العلاقات الجنسية بين المغاربة، سواءً داخل أو خارج إطار الزواج، حيث ظهر عدد من المشاركات والمشاركين في البرنامج وهم يتحدثون بوجوه مكشوفة عن تجاربهم الجنسية.
وعلّق عدد ممن تابعوا البرنامج، بانتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين القناة الثانية بالسعي إلى هد قيم المغاربة، وتدمير الاحترام وسط الأسر، معتبرين أن ما جاء على لسان العيّنة التي تم تقديمها في البرنامج لمخرجه المثير للجدل، نبيل عيوش، لا تمثل سوى رأي الأقلية التي يُراد فرضها على المغاربة. حسب عدد من المعلقين على البرنامج.
ويرى عبد الخالق بدري، الباحث المتخصص في القيم والمجتمع، في حديث لـ”نون بريس” أن ما جاء على لسان بعض الشباب في البرنامج الذي أثار جدلا، فيه نوع من التمرّد على طبيعة العلاقة بين الذكر والانثى خصوصا في مجتمع محافظ كالمجتمع المغربي، وأغلب الذين تحدثوا ، هم متمردون جنسيا”.
وأضاف أن “أغلبهم ممن يسعى الى التخلص من ثقل الرقابة الاخلاقية في العلاقات الجنسية، ولهذا فعادي جدا ان يتكلموا بتلط الطريقة التي فيها نوع من الصراحة والوضوح”، منتقداً القناة الثانية في عدم اعتمادها في البرنامج على محللين نفسيين واجتماعيين، قائلاً “لكن المشكل هو في الوسيلة الاعلامية التي مرّ بها الكلام، ولم يتم استحضار أي خبير سيكولوجي أو سوسيولوجي أو ديني ، ليوجه الشباب في الأمر”.
وتابع في السياق ذاته القول إنه “لا يعقل أن يتم التطرق الى مضوع كهذا ولا نستحضر مقاربة توجيهية لحماية وتحصين الشباب من براثن العلاقات غير الشرعية ”
واعتبر الباحث في القيم والمجتمع أن “سؤال الجنس وما يجاوره من لغة حميمية سؤال مؤرق خصوصا إذا ما تم نقله إلى فضاء الاعلام، وأعتقد ان اللغة الحميمة إذا ما انتقلت من المجال الخاص إلى المجال العام، تفقد مضمونها ووظيفتها الحقيقية”.
وأشار بدري إلى أن “سؤال القيم والاخلاق لابد أن يستحضر حاجات الشباب غير المحدودة، وهوسهم الجنسي خصوصا في ظل وجود حمى السعار الجنسي الاعلامي”.
وختم حديثه بالقول إن “التمرد الجنسي نفسية نابعة من عدم القدرة على مسايرة الرقابة الأخلاقية التي ورثناها، والسعي الى حياة بدون قيود وبدون تأطير، والمشكل اليوم هو أنه إذا تمت أدلجة هذه المقاربة فسنكون أمام ظاهرة غير قابلة لدراسة ولا الضبط”.
محمد بابا حيدة.