فجّر مركز أبحاث مرتبط بدوائر الحكم في تل أبيب، مفاجأة بكشفه عن الهدف الأهم الذي أرادت واشنطن تحقيقه من مؤتمر القمة العربية الأسبوع الماضي في البحر الميت في الأردن.
وقال “مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة”، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق، إن ذلك الهدف يتمثل في “تهيئة الظروف أمام تشكل تحالف سنّي” مساند للولايات المتحدة.
وتحت عنوان “القمة من أجل ترامب”، نشر المركز على موقعه اليوم تقدير موقف ؛ جاء فيه أن ملك الأردن عبد الله الثاني تولى من وراء الكواليس، نيابة عن ترامب، مسؤولية إقناع الدول العربية بتدشين التحالف العربي السنّي، منوها إلى أن ملك الأردن سيتوجه مرة أخرى إلى واشنطن لإطلاع ترامب على مدى نجاحه في تحقيق هذا الهدف.
وشدد المركز على أن الهدف الرئيس للقمة هو “استرضاء ترامب وتحقيق هدفه منها”، زاعما أن ترامب هو من “حدد جدول أعمال القمة العربية الحقيقي”.
وأشار المركز إلى أن الخطوة غير المسبوقة التي تمثلت في حرص إدارة ترامب على أن تكون أول إدارة أمريكية ترسل مندوبا عنها ليشارك في القمة العربية؛ وهو مبعوثها للمنطقة جيسين غرينبليت؛ جاءت من أجل تحقيق المصالح الأمريكية، ولكي يراعي بيان القمة النهائي الخطوط الحمر الأمريكية.
وبحسب التقدير فقد حرص غرينبليت على الالتقاء بممثلي الدول العربية على هامش القمة لأجل التأكد من أن الأمور لن تخرج عن إطار المقبول أمريكيا.
وادعى المركز أن لقاء “المصالحة” بين ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز ورئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي “جاء تحت ضغط من إدارة ترامب”، مدعيا أن ترامب توافق على ذلك مسبقا مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه به في واشنطن مؤخرا.
وأضاف المركز: “لقد أراد ترامب أن يكون الحرص على مواجهة التغلغل الإيراني هو الخلاصة التي ينتهي إليها اجتماع القمة العربية”، منوها إلى أن بيان القمة الختامي عبّر عن روح التحالف السنّي الذي يريده الرئيس الأمريكي.
وأشار المركز إلى أن ترامب لا ينوي قبول موقف القمة العربية المنادي بحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، مشيرا إلى أن لدى ترامب مقترحا لإقامة دولة فلسطينية على 60% من مساحة الضفة الغربية.
وكانت دوائر إسرائيلية قد ذكرت مرارا خلال الأسابيع الماضية أن القمة قد تغير في مضمون الموقف العربي من القضية الفلسطينية؛ إما عبر تعديل في المبادرة العربية، أم عبر إقرار فكرة “السلام الإقليمي”، أم عبر طرح مشروع فلسطيني جديد للتسوية كان أمين العام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط قد تحدث عنه قبل يومين من المؤتمر.. لكن شيئا من ذلك لم يحدث، وعادت القمة للتأكيد على “حل الدولتين”، ولم تجرِ أي تعديل على المبادرة العربية التي أقرت في مؤتمر القمة في بيروت 2002.
يذكر أن الملك محمد السادس لم يحضر قمة الأردن رغم الأخبار التي راجت بقوة قبل اطلاق القمة من تأكيد حضوره خاصةً و أن جهات رسمية أردنية صرحت بأنها لم يتم إخبارها بإلغاء الملك لمشاركته و الإقتصار على تمثيلية وزير الخارجية.
وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) استنادا إلى مصادر دبلوماسية مغربية،قالت إن الملك محمد السادس ألغى مشاركته في اجتماع القمة العربية التي عقدت الأربعاء الماضي بالأردن بسبب حالة الانقسام التي يعرفها العالم العربي.
ونقلت الوكالة الألمانية عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى بوزارة الخارجية المغربية قوله، إن “الموقف الملكي السابق الذي يرفض الطابع الشكلي وغير الفعال الذي تتسم به القمم العربية ما زال قائما”.