"إن البروتوكول الملكي بالمغرب له خصوصيته، وأنا حريص على المحافظة على دقته وعلى كل قواعده، إنه إرث ثمين من الماضي.. غير أنه يجب على البروتوكول أن يتماشى مع أسلوبي »، هذا ما كان محمد السادس قد صرح به لمجلة "لامينا" وهو في بداية عهده بالحكم، إنه يعكس هذا التميز الموجود في ذات محمد السادس، الملك السلطان الذي ورث تقاليد باذخة داخل دار المخزن، مؤسسة قائمة بذاتها برجالاتها وحريمها، بخدمها وحشمها، بقيمها وعوائدها الضاربة في التاريخ، والتي هي سابقة عليه في الوجود، وتشرب بها ونشأ عليها، حيث تغدو أقوى منه، وهناك الملك الإنسان الذي له أسلوبه المتميز الذي يعطيه هويته، لكن ليس لدرجة تخطي تقاليد البروتوكول، الذي به يكون سلطانا مغايرا ومتميزا عن كل المحيطين به.
سياق هذا الكلام مرتبط برحلات الملك إلى الدول الإفريقية، وكذا التنقلات الرسمية خارج المملكة، والتي لا تخرج عن تقاليد الموكب السلطاني في الحركات أو أثناء خروج السلطان للصلاة أو غيرها، والتي تبدو مليئة بالاحتفالية واستعراض مظاهر السلطة، هذا الجانب مليء بالإغراء، ومثير لشغف الصحافيين الأجانب الذين لا يعلمون شيئا عن هذا الامتداد التاريخي للتقاليد السلطانية القادمة من عهود ضاربة في صلب التربة المغربية.