طالب قادة الدول العربية الأربعاء في ختام قمتهم السنوية في السويمة على شاطئ البحر الميت غرب العاصمة الأردنية إلى وقف التدخلات الخارجية في شؤون دولهم، في إشارة إلى إيران من دون تسميتها.
كما دعا القادة العرب إلى "إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية اسرائيلية جادة وفاعلة"، مجددين تمسكهم بحل الدولتين.
وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير استضافة بلاده القمة العربية التاسعة والعشرين في الرياض في مارس/اذار 2018، وذلك بعد اعتذار دولة الإمارات، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الاردنية (بترا).
وقال القادة في بيانهم الختامي الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط "نرفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية".
وأدان البيان الذي حمل عنوان "اعلان عمان" المحاولات "الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار والقواعد الدولية ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وكان وزراء الخارجية العرب بحثوا في اجتماعهم التمهيدي للقمة الاثنين مشروع قرار يدين "التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية"، ويطالب إيران بـ"الكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة"، لكن البيان الختامي للقمة لم يسم إيران بالاسم.
مفاوضات سلام جادة
واستحوذ الموضوع الفلسطيني على حيز واسع من قرارات القمة، وبدا واضحا أن العرب يسعون إلى إعطاء دفع لعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية مع وصول إدارة أميركية جديدة.
ودعا البيان الختامي الى "إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية اسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي وتسير وفق جدول زمني محدد لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين".
وجدد القادة العرب التمسك بمبادرة السلام العربية الصادرة في العام 2002 والتي تنص على انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي المحتلة حتى حدود العام 1967، مقابل إقامة علاقات طبيعية بينها وبين الدول العربية.
كما طالبوا دول العالم بـ"عدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل".
ويأتي هذا الموقف بعد تصريحات للإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب تتحدث عن احتمال نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ما أثار تنديدا عربيا واسعا.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع أبوالغيط بعد انتهاء القمة "نحن نريد الحل العادل. نريد السلام العادل والشامل ونريد العمل مع الادارة الأميركية لتحقيقه نريد سلاما دائما وشاملا ولا حل الا بحل الدولتين".
دعم الدول المضيفة للاجئين
وفي الشأن السوري، شدد القادة على ضرورة "تكثيف العمل على ايجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية وبما يحقق طموحات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا ويحمي سيادتها واستقلالها وينهي وجود الجماعات الإرهابية فيها".
وكلف مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري "بحث الية محددة لمساعدة الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين وبما يمكنها من تحمل الأعباء المترتبة على استضافتهم".
وأعرب القادة العرب عن "مساندة جهود التحالف العربي دعم الشرعية في اليمن وانهاء الأزمة اليمنية ".
وفي ما يخص ليبيا، شدد القادة العرب على "ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا من خلال مصالحة وطنية".
وأكد القادة "دعمهم المطلق للعراق في جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية وجهود إعادة الأمن والأمان وتحقيق المصالحة الوطنية"، في الوقت الذي تخوض فيه القوات الحكومية العراقية قتالا ضاريا لإنهاء تواجد تنظيم الدولة الإسلامية في آخر معاقله في مدينة الموصل.
كما أكد القادة على "سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث"، ودعوا إيران إلى "الاستجابة لمبادرة دولة الامارات بإيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية".
ولم تخرج مقررات القمة العربية عن الخطاب العادي للدول العربية منذ سنوات، لكن تميزت بحضور 15 من زعماء الدول الأعضاء، بينما شارك في القمة الأخيرة التي عقدت في موريتانيا سبعة فقط من الرؤساء والملوك.
وغابت سوريا كما هي الحال منذ 2011، بسبب تعليق عضويتها في الجامعة العربية.
وتوقف البيان الختامي عند الأخطار التي تحدق" بالعالم العربي والظرف العربي الصعب الذي التأمت فيه القمة، فـ"ثمة أزمات تقوض دولا وتقتل مئات الالوف من الشعوب العربية وتشرد الملايين من أبناء أمتنا... وانتشار غير مسبوق لعصابات إرهابية".
ودعا إلى "تكريس جميع الامكانات اللازمة للقضاء" على الإرهاب واستئصاله "ضمن استراتيجية شمولية".
بلقاسم الشايب.