معطيات في غاية الخطورة، تتعلق بالمدعو النعمة أصفاري، الذي يعتبر العقل المدبر لما جرى في مخيم "كديم إيزيك"، والذي كانوا يطلقون عليه "الحاكم العام" للمخيم.
سيرة هذا الانفصالي معروفة بأدق تفاصيلها لدى ساكنة المنطقة الجنوبية بالمغرب، فهو صاحب سوابق قضائية عديدة، فقد تعاطى لسنوات عديدة للمتاجرة في المواد الغذائية المدعمة من طرف الدولة بين مدينتي العيون وطانطان، قبل أن يهاجر إلى فرنسا ويستقر بمدينة mantes la jolie، حيث اشتغل لحاما (سودور).
وبعد أن تزوج أصفاري بالناشطة الفرنسية الموالية للبوليساريو، claude mongin mauguette، التي تكبره بحوالي 14 سنة في إطار المصلحة، عرف كيف يستغل جيدا عضويتها في ما يسمى "الجمعية الفرنسية لأصدقاء الجمهورية الصحراوية" ليتحول هذا الوصولي بقدرة قادر من صاحب سوابق قضائية ومتاجر في المواد الغذائية المخصصة للفقراء، إلى ناشط حقوقي في صفوف الموالين لبوليساريو بفرنسا.
وتظهر جيدا مدى دناءة وانتهازية المدعو أصفاري، من خلال هذا الزواج المصلحي الذي يتنافى مع العادات والتقاليد والأعراف والمبادئ الصحراوية الأصيلة.
وقد تمكن نعمة أصفاري، بمساعدة من زوجته، من تسوية وضعيته القانونية والحصول على وثائق الإقامة في الديار الفرنسية.
وبعد إطلاق زوجته الفرنسية جمعية لها نفس الأهداف، تدعى "اللجنة الفرنسية لاحترام حقوق الإنسان والحريات بالصحراء الغربية"، أسندت إليه مهمة "نائب الرئيس"، وهو ما خول له اللقاء بعدة قياديين من بوليساريو، خاصة المدعو عمر منصور، الممثل القائم بأعمال بوليساريو في باريس، وكذلك عناصر من المخابرات الجزائرية بفرنسا.
وبعد أن تأكد زواره من المخابرات وممثلو بوليساريو من استعداده المبدئي للقيام بأدوار قذرة ضد المغرب، تم نقله إلى المركزية بتندوف، ومنها إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، حيث شرع في تنفيذ أخطر مخطط إجرامي، تمثل في تجنيد شباب متسكع وأطفال قاصرين تنفيذا لأوامر انفصاليي تندوف وأسيادهم في الجزائر، التي تسعى بشتى السبل إلى زعزعة أمن واستقرار المدن المغربية الصحراوية، خاصة عندما تعرف هذه الأقاليم المغربية زيارات لبعض الوفود الأجنبية، في محاولة لزعزعة قناعاتها الراسخة بالوضع الأمني المستقر والنمو الذي تشهده المناطق الجنوبية في ظل السياسات الرشيدة للرقي بهذه المناطق.
وتجدر الإشارة إلى أن المدعو نعمة أصفاري لم يكن ليقوم بكل هذه الأدوار القذرة، لولا السخاء الحاتمي لمركزية الانفصاليين بتندوف، حيث أغدقت عليه الأموال الطائلة، وهو ما سنتطرق إليه في السطور التالية.
وبالموازاة مع هذا المخطط التخريبي، كان يقوم بترتيب لقاءات لهؤلاء الأجانب مع نشطاء انفصاليين آخرين يروجون لما يصفونه بـ"انتهاكات حقوق الإنسان" بالصحراء المغربية.
وما غاب عن هؤلاء هو الماضي الأسود لهذا "الحباس المخضرم"، حيث يحفل سجله العدلي بعدة أحكام واعتقالات، من أجل ممارسة العنف في حق المواطنين والسكر العلني، كما اعتقل من طرف الشرطة بمراكش سنة 2008 بتهمة تعنيف امرأة حامل، أمام شهود عيان، والتي نقلت إلى المستشفى بسبب خطورة الاعتداء.
ومن الأدوار القذرة سفر نعمة أصفاري مرات عديدة إلى الجزائر وكذا مخيمات تندوف، حيث كان يتم تلقينه مخططات شيطانية في إطار تهييئه وتجنيده لأحداث مخيم "كديم إيزيك"، الذي عرف تلك الأحداث الخطيرة.
مخيم "كديم إيزيك" جاء تنفيذا كما سلف لتعليمات الجزائر وتندوف، حيث أقام المخيم وجند له ميليشيات مكونة من شرذمة من أصحاب السوابق القضائية، وتزويدهم بالأسلحة البيضاء والمخدرات، من أجل قمع كل من يحاول مغادرة المخيم، كما أن المدعو أصفاري كان يقف وراء أوامر بعدم السماح للجنة الحوار المغربية التي كانت تهدف للوصول إلى حل سلمي لرفع المخيم، حرصا منه على افتعال الأزمة، فبدون أزمة لن ينجح المخطط.
وعندما علم أصفاري بقرار السلطات المغربية التدخل لتفكيك المخيم، أعطى أوامره لمساعديه المأجورين، من أجل مهاجمة القوات العمومية بواسطة الأسلحة البيضاء، والقنينات الحارقة (مولوتوف) وقنينات الغاز المخصصة للطبخ، مما أسفر عن اغتيال 11 عنصرا من القوات العمومية بطرق بشعة، وصلت حد الذبح والتمثيل بجثثهم والتبول فوقها، وهي أحداث وجرائم موثقة بالصوت والصورة، ما يدل على خطورة هؤلاء وهول عدوانيتهم.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه وبعد تفكيك المخيم، وجدت قوات الأمن بداخل الخيمة التي كان يستقر فيها المدعو أصفاري عدة أسلحة بيضاء، ومبالغ مالية على النحو التالي: 10000 دولار أمريكي، 5000 أورو، و300000 دينار جزائري، و500 درهم مغربية، ما يدل على أن هذا المسمى كان يطبق مخططا مدروسا لأولياء نعمته، يتقاضى عنه مبالغ مالية طائلة.