|
|
|
|
|
أضيف في 28 مارس 2017 الساعة 57 : 11
حاول محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الدفاع عن تركيبة الأغلبية الحكومية التي أعلن عنها رئيس الحكومة المعين سعد الدين العثماني، مطالبا منتقديها باستحضار ما أسماه “معطيات واحتمالات مهمة”. وقال يتيم، في تدوينة نشرها على حسابه على الفايس بوك، إن “ابن كيران كان على وعي منذ البداية بصعوبة المهمة، كما أصبح على اقتناع تام قبل إعفائه بأسابيع بأن تشكيله للحكومة قد أصبح متعذرا وكان عازما على أن يرفع الأمر إلى الملك وكان ينصح من عدد من مستشاريه بتأجيل ذلك”، مضيفا: “اختلف ابن كيران ولذلك انتقد بعض التصريحات وبعض التقديرات التي كانت تغلق خيار تعيين شخص ثاني من حزب العدالة والتنمية، وكان يعتبر أنه أحد المخارج الممكنة لتجاوز حالة الانسداد، وهو الخيار الذي انتهى إليه جلالة الملك بين خيارات متعددة، وهو أيضا الخيار المتوافق مع الدستور، ولذلك كان ابن كيران الأكثر استعدادا لهذا السيناريو بل والداعي لعدم إغلاق بابه”. وأكد عضو الأمانة العامة لحزب المصباح أن “ابن كيران كان أول المرحبين ببلاغ الديوان الملكي، وبتعيين الدكتور سعد الدين، حتى قبل أن تجتمع الأمانة العامة أو المجلس الوطني، وكان موقفه شهما مما يسر على الأمانة العامة والمجلس الوطني اتخاذ المواقف التي جعلت التسريع بتشكيل الأغلبية الحكومية أمرا ممكنا”. ويضيف المتحدث: “كان هناك ما يشبه الإجماع في المجلس الوطني على استبعاد خروج الحزب للمعارضة وتقدير عالي لكلفته على البلاد والمجتمع وانتظارات المواطنين الذين أرادوا لتصويتهم المكثف على الحزب أن يواصل مسيرة الإصلاح التي بدأها في الولاية السابقة، المواطنين الذين لا يفهمون تعقيدات السياسة ودهاليزها وحكايات البلوكاج وأخنوش ولشكر والتحالف الرباعي”. وقال يتيم: “لم تكن المشكلة بالمناسبة في يوم من الأيام هي مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، فما فتئ ابن كيران يعرض على هذا الحزب المشاركة منذ سنة 2011، وظل يغازله خلال جلسات الأسئلة العامة كما كان وجوده مرحبا به في الحكومة في بدء المشاورات، لولا تغير المعطيات، وحين تحول الاتحاد إلى شرط واقف من قبل أحزاب آخرى لا بد أن يدخل الحكومة عنوة عبر نافذتها وليس عبر بوابة رئيس الحكومةً، والشكل في السياسة مهم أيضا بل هو جزء لا يتجزأ من المضمون، وفي المفاوضات الأخيرة تغير الشكل، وتغيرت معطيات أخرى أخذها رئيس الحكومة ومعه حزبه بعين الاعتبار”. واعتبر يتيم أن “نجاح العثماني في تشكيل الحكومة لا يعني فشل ابن كيران في ذلك، وصمود هذا الأخير لا يعني تخاذل الأول، فكلاهما كان مصيبا بحسب المعطيات التي كانت متوفرة، وكلاهما اجتهد من خلال تلك المعطيات، والأهم من ذلك أنه كما تلقى ابن كيران مساندة تامة من قبل هيئات حزبه أي من المجلس الوطني ومن الأمانة العامة تلقى سعد الدين العثماني نفس المساندة وتلقى نفس المساندة على الأخص من الأخ الأمين العام للحزب”. وأوضح المتحدث أن كلامه هذا “ليس موجها لبعض الشامتين الذين يقولون في مثل هذه المناسبات، ألم نقل لكم أن طريق الإصلاح من داخل المؤسسات طريق مسدود، وأنه لا أمل في الإصلاح في ظل نظام مخزني بتعبيرهم، وأن الحل هو قومة شاملة أو ثورة جذرية أو الإعلان عن قيام ملكية برلمانية، فتلك رؤيتهم ولنا رؤيتنا وذلك منهجهم ولنا منهجنا في الإصلاح لا يتغير بمجرد إقدام أو إحجام، ولا بخسارة أو كسب مواقع، ويكفي أن تطورات الواقع السياسي تبين بالملموس أن القبول بمبدأ المشاركة ليس هو الطريق الأيسر والأسهل، وأنه طريق مفروش بالورود! وأنه ليس طريق الانبطاح كما يزعمون، ولا إلى أولئك الذين اكتشفوا اليوم في ابن كيران زعيما وطنيا وشهيدا في معركة مواجهة التحكم، إذ يكفي أن نقول أنه لولا الإصرار على المشاركة السياسية المؤسساتية لما انكشفت عدة معطيات، ولما كان هناك هذا الحجم من الوعي والتتبع لمسار البلوكاج، وتلك المواقف المساندة أو المعارضة لتشكيل الأغلبية الحكومية بالشكل الذي تمت به، ولا تلك المواقف المتحسرة على المنهجية الديمقراطية، وباختصار لما كان هذا التنامي الملموس في الوعي السياسي والاهتمام بالشأن العام” . وأشار محمد يتيم إلى أن كلامه موجه إلى “المناضلين والمتعاطفين والمراقبين الموضوعيين الذين يعرفون ويعترفون بتعقيد الواقع السياسي المغربي وتعقد عملية الإصلاح عامة لن نستشهد بنصوص تراثية مثل ما قاله ابن عقيل في السياسة الشرعية، ومثل ما قاله ابن القيم وابن تيمية في قواعد الترجيح بين المفاسد والمفاسد والمصالح والمصالح والمفاسد، وهي بالمناسبة قواعد عقلانية في تدبير السياسة، نجدها عند مفكرين وسياسيين غير مسلمين، حتى لا يقول البعض إنكم تشبهوننا بقريش وأبي سفيان وتضعون أنفسكم في مقام الصحابة”، في إشارة إلى التدوينة التي نشرها سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. ودعا عضو الأمانة العامة للبيجيدي إلى الاعتبار بتجربة حركة النهضة في تونس، لافتا إلى أنها “اختارت كما حكى لنا الأستاذ راشد الغنوشي على مائدة عشاء في بيته، السنة الماضية بمناسبة انعقاد الموتمر الوطني للنهضة، قائلا: لقد قررنا أن نلقي بأنفسنا خارج السفينة كي لا تغرق السفينة ونغرق جميعا، فعلوا ذلك رغم المرارة التي كانت سائدة لدى قواعد النهضة، ورغم شماتة وفرح الخصوم، وقرروا في المؤتمر قرارا استراتجيا، التخلي عن البعد الدعوي لحركة النهضة باعتبارها حزبا سياسيا”، يقول يتيم، “لكن كما حكى لي أحد الإخوة الذي مثل الحزب في أحد المؤتمرات في تونس: تونس بدأت تستعيد عافيتها الاقتصادية، النهضة أصبحت اليوم رقما صعبا في الإصلاح وتتعاون مع قوى أخرى للقيام بهذه المهمة التاريخية، النهضة خرجت موحدة وأصبحت أول كتلة سياسية في البرلمان وأكبر حزب منظم ونشيط وبناء في تونس، في الوقت الذي تتمزق فيه منظومات حزبية أخرى ويتراجع فيها خطاب الاستئصال” . وخلص يتيم إلى أن “تونس كما المغرب هي بلاد العلامة بن خلدون الذي كتب كتابا اسمه “ديوان العبر” وجعل من التاريخ مختبرا لعلم السياسة، ديوان العبر الذي لا غنى عنه في تخريج سياسيين، زعماء نعم، ولكن زعماء سياسيين معلمين مستبصرين على غرار ابن كيران.. الذي غير الموقع لكن لن يتخلى عن النضال.. والذين يحبون الرجل ينبغي أن يسمعوا لكلامه ويتعلموا من استبصاره لا أن يأسوا لحاله وماله ..!!”
|
|
1830 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|