عمدت الجزائر إلى استثمار 360 مليون دولار في إثيوبيا، التي شهدت خلال زيارة الملك محمد السادس لهذا البلد توقيع اتفاقيات مهمة مع المغرب، غير أن هذه الخطوة الجزائرية، بحسب مراقبين، ستزيد من حدة الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وحسب وسائل إعلام فرنسية متخصصة في منطقة الساحل والصحراء وشمال إفريقيا، فإنه في الوقت الذي يقوم المغرب بتنويع استثماراتها في إفريقيا منذ سنوات، تحاول الجزائر أن تحذو حذوه إذ أعلنت عن استثمار 360 مليون دولار في إثيوبيا، وهو قرار، وصفته المصادر ذاتها، بالذي لا يخلو من المخاطر، إذ أنه سيزيد من العجز التجاري، الذي ارتفع منذ سقوط أسعار النفط.
وقالت المجموعة الجزائرية "سيفيتال" الجزائرية أول أمس الثلاثاء، إنها تتطلع إلى عقد شراكات مع أبناك لتمويل تنفيذ مشاريع متعلقة في ثلاثة قطاعات، وهي صناعة وتكرير السكر وتحويل البذور الزيتية وإنتاج الزيوت الغذائية، بالإضافة إلى إنتاج الأعلاف الحيوانية، وفق ما نقلته المصادر ذاتها عن يسعد ربراب، رئيس "سيفيتال" حول هذا الموضوع في منتدى عقد أول أمس الثلاثاء في جنيف.
وأضاف رئيس المجموعة أن المشروع يهدف إلى بناء خلفية إفريقية في إثيوبيا في مجال صناعة السكر، إذ سيتم تصدير المنتجات عن طريق السكك الحديدية من خلال الخط الذي تم مؤخرا تدشينه بين أديس أبابا وجيبوتي، مضيفا أن المشروع سيتم إنجازه بغلاف مالي يبلغ 360 مليون دولار في إثيوبيا، بالإضافة إلى بناء منصة الخدمات اللوجستية في ميناء جيبوتي.
وأضاف أن مستقبل الصناعات الزراعية الغذائية للمجموعة، تشمل بناء مصنع لتحويل البذور الزيتية بسعة 3.5 مليون طن، ومصنع لتكرير السكر بنسبة مليون طن في العام الواحد، ومصنع لإنتاج الزيوت النباتية 750 ألف طن، وكذلك وحدات توزيع المواد الغذائية.
وشككت المصادر ذاتها نقلا عن محليين اقتصاديين ومستثمرين حضروا فعاليات منتدى جنيف، من قدرة المجموعة الجزائرية "سيفيتال"، لتنفيذ هذا المشروع، مؤكدين أن المشروع ليس إلا محاولة لمنافسة المغرب الذي قطع أشواطا مهمة في الاستثمار بإفريقيا، مشددين على أنه ليس إلا نوع من الهجوم الدبلوماسي والاقتصادي على مصالح المغرب في إفريقيا.
وأضافت المصادر ذاتها أن المغرب قام بتنويع استثماراته في إفريقيا، وخصوصا في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، وهي استراتيجية تلعب أدوارا فعالة أيضا على المستوى الدبلوماسي، وهو ما أثار استياء جاره ومنافسه الأبدي الجزائر.
وكانت الصحافة الإثيوبية أكدت مطلع شهر مارس، أن الرئيس التنفيذي لمجموعة "سيفيتال" يعتزم إطلاق استثمارات هامة في دول شرق إفريقيا، على ضوء لقاء جمعه مع وزير الشؤون الخارجية الإثيوبي ووركناه جيبي إيهو، إذ تم في هذا الصدد الاتفاق على تخصيص استثمارات ضخمة في إثيوبيا، مقابل تقديم الأخيرة كل التسهيلات لإقامة تلك المشاريع في آجالها المحددة.
وذكرت، حينها، صحيفة "ذي إيثيوبين هيرالد" الإثيوبية، أن اللقاء الذي جمع الرئيس التنفيذي بمجموعة "سيفيتال" ووزير الشؤون الخارجية الإثيوبي، تم التطرق خلاله إلى سبل تعزيز الشراكات الاقتصادية بين الطرفين، ويتعلق الأمر بثلاثة قطاعات هي صناعة وتكرير السكر وتحويل البذور الزيتية وإنتاج الزيوت الغذائية، بالإضافة إلى إنتاج الأعلاف الحيوانية.