هذا الملف استثنائي، ركبناه لنطل على الترتيبات الأمنية لتحركات الملك في إفريقيا وفي بعض البلدان التي تعرف هشاشة أمنية، من مثل جنوب السودان، فحصلنا على انفراد في الطريق يتعلق بالعرش "الطائر" لمحمد السادس. فمن منا انتبه إلى الفرق بين الماضي القريب الذي كانت فيه الرحلات الملكية الرسمية تتم بطائرة مكتوب عليها"الخطوط الملكية المغربية"، وبين اليوم الذي أصبحت فيه الطائرة الملكية تحمل شعار "المملكة المغربية" فقط. إليكم معطيات إضافية عن هذه التحفة الطائرة وعن تفاصيل متأكدون أنها ستشبع جزءاً من فضولكم حول هذه الوسائل الضرورية لرئيس الدولة كي يؤدي مهامه الكبرى في خدمة الوطن.
"عاصمة المغرب توجد حيثما حل الملك"، وقصره يصاحبه أينما حل وارتحل، إنها الطائرة الملكية الجديدة التي لوحدها تحمل اسم المملكة المغربية، بخلاف طائرة البوينغ السابقة التي كانت تحمل اسم الخطوط الجوية الملكية، لأنها كانت تستعمل في بعض رحلات شركة لارام نحو أمريكا خاصة.. وإذا كان عرش الحسن الأول على صهوة جواده، فإن عرش محمد السادس في حضن طائرته الملكية التي يقدر لها أن تقطع ملايين الكيلومترات في ظرف وجيز مقارنة مع غيرها بسبب كثرة تنقلات الملك.
سافر محمد السادس في زيارته الأخيرة التي قادته نحو العديد من الدول الإفريقية على متن الطائرة الفخمة من نوع بوينغ 747 التي تلقاها كهدية من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في بداية السنة الجديدة، وحسب مصادر جد مطلعة، فإن طائرة البوينغ الملكية الفاخرة تتكون من طابقين: السطح الرئيسي، ويضم غرفا مخصصة للاجتماعات وقاعة سينما ذات جودة عالية ومساحة واسعة مخصصة للعب، ثم طابق علوي يضم خمس غرف خاصة بالنوم ومساحة بها طاولة للبلياردو، إنها الطائرة "الرئاسية" الأولى من نوعها بإفريقيا، يصل سعرها إلى 450 مليون دولار.
طائرة البوينغ 747 الملكية المعروفة أيضا باسم "جمبو جت" هي الأضخم على الإطلاق بالإضافة إلى طائرة E 380 والأنتونوف 225 الروسية، تتميز بقدرتها على حمل 660 راكبا وتحلق على مستويات عالية جدا، وتصل سرعتها إلى 1041 كلم في الساعة، وقد تظل محلقة في الجو لمدة 20 ساعة وتسع دقائق، وتقطع مسافة تصل إلى 18 ألف كلم بشكل متواصل دون الحاجة إلى النزول من أجل التزود بالوقود، إذ يمكن أن تحمل 25% من الوقود الزائد في خزانها.. الطائرة الملكية التي حطت بمطار محمد الخامس الدولي منتصف يناير الماضي انتهى طلاؤها بالمغرب في بداية فبراير الماضي، وهي تحمل ترقيم CN / MBH، حيث يشير رقم CN إلى ترقيم النقل الخاص بالمغرب على مستوى الطيران الدولي، أما MBH فترمز إلى الأحرف الأولى لاسم الملك "محمد ابن الحسن"..
وقد كان الملك محمد السادس يعتمد في تنقلاته الخارجية، وضمنها الدول الإفريقية وغيرها، على طائرة البوينغ 737 التي كان قد أهداها له أمير قطر حين وصول الملك إلى سدة الحكم.. باستثناء الزيارة التي قام بها في ماي 2015 في جولة إفريقية قادته إلى السينغال، وغينيا بيساو، والكوت ديفوار والغابون، حيث استعمل الملك محمد السادس طائرة العاهل السعودي.
وحسب مصادر مطلعة، فإن طائرة البوينغ الملكية 747 التي تعتبر مثل قصر متنقل، لسعتها ولما تستطيع أن توفره من راحة وأمان.. تتوفر على أنظمة جد متطورة للسلامة والحماية، على رأسها AN/AAQ 24(V)، ويتعلق الأمر بنظام فعال أثبت نجاعته في حماية الطيران الخاص بالملوك والرؤساء، وهو غالبا يشتمل على مُرْسلات صغيرة لليزر، ومعالجات للنظام، ونظام استشعار قوي للتحذير من الصواريخ، ومقاومة التلاعب الإلكتروني، وصد تهديدات أرض ـ جو، جو –جو، عبر نظام يعمل بالأشعة الحمراء المتعددة الأطياف. حسب ذات المصدر، فإن طائرات البوينغ 747 في أصلها مجهزة بأنظمة دفاع وحماية جد متطورة، تتضمن رادارات التحذير ومنظومة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء والأشعة تحت البنفسجية، وبحكم أن الطائرة المدنية هي من إهداء رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وبما أن الإمارات كانت قد اقتنت في يوليوز 2015 أنظمة جد متطورة لحماية الطائرة الرئاسية هناك، يستنتج مهندس تقني في تصريح لـ "الأيام" احتواء الطائرة الملكية العملاقة على ذات التجهيزات المرتبطة بأنظمة الحماية والدفاع التي تميز الطائرة الملكية الجديدة.
إن مسار الرحلة الملكية أو ما يعرف ب"خطة الطيران" تحاط تفاصيلها بسرية كبرى، ولا يعلم منها سوى الوجهة العامة، وقد كانت مجلة "جون أفريك" قد كشفت في ملف خاص في عددها ليوليوز 2014 أن الإجراءات الأمنيَّة التي يجرِي اتخاذهَا مع اقتراب أي رحلةٍ للعاهل المغربي إلى الخارح تبلغُ حدها الأقصى، "حتى إنَّ مخطط الرحلة والوجهة لا يجرِي إخبار المستخدمِين بهما سوى في اللحظات الأخيرة، كما أنَّ مطارات الإقلاع أو الوصول تبقى مغلقة لبعض الوقت اللازم، بغية تأمينها".
وأكدت أنه "في سفره نحو الخارج، غالبًا ما يكون الملك محمد السادس مرفوقا بوفد مهم، يضمُّ أعضاء من ديوانه، وعددًا من وزراء الحكومة، وشخصيات عسكرية كبيرة إلى جانب رجال أعمال، دون احتساب الطاقم الملكي، من حرَّاس شخصيِّين وطباخين وخدم...حتى إنَّ العدد الإجمالي للمرافقين قدْ يصلُ في بعض الأحيان إلى 300 شخصٍ يجرِي انتقاؤهم حسب المهمَّة التي يسافرُ الملكُ لأجلها إلى الخارج".
زينب مركز
alayam24