بقلم حكيم بلمداحي.
أغضبت مادة صحافية نشرناها يوم الجمعة الماضي بجريدة «الأحداث المغربية»، حزب العدالة والتنمية بشكل دفع موقعه الإلكتروني إلى كيل حزمة متكاملة من الشتائم في حقنا.
حزب «العدالة والتنمية» اعتبر مادة «الأحداث المغربية»، الصحافية، تعبيرا «عن حالة الارتباك التي دخلتها الأطراف الواقفة خلف البلوكاج الحكومي.». هكذا أصبح العمل الصحافي هو السبب في «البلوكاج» الحكومي.
المادة الصحافية التي نشرتها «الأحداث المغربية» تحترم شروط المهنية، وتقوم بالأساس على احترام حق المواطن في الخبر. مادة لا تعليق فيها ولا كذب، بل اعتمدت على معطيات إخبارية موثقة.
لو أن أصحاب «العدالة والتنمية» حاجوا الجريدة في الجانب المهني، لكان الأمر مقبولا. لكن ربطهم بين ما نشرناه وبين الحالة الشاذة التي توجد عليها مشاورات تشكيل الحكومة،وربطه بعمل «الأقبية والدهاليز للتخطيط للانقلاب»، يدفع للتساؤل حول ما إذا بقي عند البعض عقولا تفكر بشكل سليم؟
وبما أن الأمور مترابطة ، فلابد من التذكير بأن رئيس الحكومة المعين، أمين عام حزب «العدالة والتنمية» عبد الإله ابن كبير، سبق أن قالها بكل وضوح قبل أسابيع، حينما امتنع عن الحديث مع الجريدة، وقال لها: أنا لن أتكلم معكم مرة أخرى… نعم رئيس الحكومة يقاطع قراء «الأحداث المغربية»، لأنها لا تساير هواه وهوى حزبه بكل بساطة… وهؤلاء طبعا هم الذين يتحدثون عن الإصلاح ومواجهة الفساد والدفاع عن الديموقراطية!
طبعا، ومادامت الأمور تسير بالشكل الذي تسير عليه الآن، فمن حق ابن كيران أن يقاطع الصحافة التي لا تعجبه. لا غرابة في ذلك فكثيرة هي الأشياء التي انقلب حالها… غير أن ذلك لن يشفع له في أنه يساهم في وضع، يهاجمه في الظاهر ويدعمه بواقع الأفعال…
من حق ابن كيران وأتباعه أن يهاجموا خطنا التحريري، وقد قام ابن كيران بذلك مرات عديدة، حتى قبل أن يكون رئيسا للحكومة… كما من حقه، ومن معه، أن تكون لهم قناعات تختلف مع قناعة خطنا التحريري، ومع القيم التي أعلنت هذه الجريدة منذ عددها الأول بأنها جاءت لتدافع عنها، وهي قيم الحداثة والديموقراطية وحقوق الإنسان في كونيتها. لكن ليس من حق ابن كيران، ولا من حق حزبه أن يفرضا على الصحافة نوعية المواضيع التي تتطرق لها، ولا زوايا المعالجة التي تختارها…
طبعا من الصعب أن تقنع من يشتغل بالتاكتيك والإستراتيجة، والمناورات السياسية بأن ل «الأحداث المغربية» هيئة تحرير هي التي تصنع الجريدة، وهمها هو تقديم المعلومة لقرائها… أما عمل الأقبية فهو شغل الذين يصنعون الكتائب في العمارات بتمويه خطير، من أجل الترويج للبكائيات والمظلومية وتعويم المواضيع، وتحوير النقاش وتسفيهه لإبعاده عن الحديث عن حصيلة الحكومة التي ترأسها ابن كيران. عمل الأقبية والدهاليز هو عمل الذين يحاولون التسلل إلى مفاصل الدولة من أجل خونجة الإدارة. هو عمل الذين ينشؤون الجمعيات «المدنية» بهدف شراء الأصوات بطرق ملتوية.
أما «الأحداث المغربية» فستبقى جريدة للقارئ. قد يختلف الناس معها بعض الأحيان، لكن ما يشفع لها هو أن هدفها الأول والأخير هو القيام بعملها الصحافي من أجل إخبار الناس وتطوير المهنة…