بعد انتشار عدد من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تصور حجم الاعتداءات المتكررة على المدنيين المغاربة العزل، من طرف مليشيات البوليساريو، وإمعان هذه الأخيرة في إذلالهم بإجبارهم تحت تهديد السلاح على إتلاف كافة الرموز الوطنية من أعلام مغربية، وصور لخريطة المملكة، وكل ما يمت بصلة للوطن و المملكة وحدودها، في تحد سافر للقانون الدولي، وحقوق المدنيين في التنقل، وفي خرق واضح لمواثيق حقوق الإنسان.
وأمام هذا الوضع البالغ الخطورة على سلامة المواطنين المغاربة، والماس بكرامة وعزة الشعب المغربي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، فقد أصبح من الواضح أن المنتظم الدولي وقوات حفظ السلام تقف عاجزة عن حماية اتفاق وقف إطلاق النار، وردع الجزائر عن الاستمرار في استفزازاتها المتكررة واعتداءاتها على سيادة المملكة المغربية ومواطنيها العزل، بما يهدد السلم و الأمن في شمال إفريقيا، كما أبانت الشقيقة موريطانيا عن ضعف وتخاذل في حماية تماسك الحدود المغربية الموريطانية.
وهكذا فان الحزب المغربي الليبرالي وانطلاقا من مبادئه الوطنية الراسخة في الدفاع المستميت عن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، يذكر بأن المغاربة الذين ضحوا في سبيل تحرير أقاليمهم الجنوبية بدمائهم الزكية وأموالهم وكل ما يملكون، وصنعوا ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة، وانتصارات ملحمية خالدة في معارك الحرية و الاستقلال، في تلاحم مقدس وإيمان لا يتزعزع بين الملك والشعب من طنجة إلى الكويرة، لا يمكن تحت أي ذريعة أن يقبلوا هذه الاعتداءات المتكررة على مشاعرهم وكرامتهم ورموزهم الوطنية، كما لا يمكنهم قبول الذل من أجل تجنب الحرب، التي أصبحت تفرض نفسها أمام الاعتداءات المتكررة للجزائر ومرتزقة البوليساريو.
ومن هذا المنطلق فان الحزب المغربي الليبرالي إذ يعبر عن أسفه وامتعاضه الشديد من موافق الأحزاب السياسية الغارقة في صراعات مصلحية ذاتية حول تشكيل الحكومة، بهدف حماية مصالحها الضيقة و توسيع نفوذها السياسي والاقتصادي تلبية لأطماع الفاسدين ولوبيات الاحتكار الاقتصادية من أعضائها، في تجاهل تام لقضايا الشعب المصيرية في السيادة و الكرامة و التنمية، وهو ما يعبر عن انحطاط غير مسبوق، وتجرد من أدنى مشاعر الروح الوطنية، والإيمان المطلق بالوحدة الترابية للمملكة كأولوية عليا.
وعليه فإنه وأمام هذه التطورات الخطيرة التي تمس بشكل جلي سيادة المملكة في حدودها الحقة، فإن الحزب يدعو كافة المؤسسات الوطنية إلى أداء واجبها الوطني، كما يناشد جلالة الملك بصفته رئيسا للدولة وممثلها الاسمي ورمز وحدة الأمة وضامن دوام الدولة واستمرارها، وضامن استقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة، إلى التدخل العاجل من أجل وقف كل أشكال الاسترزاق السياسي و الحزبي الذي أبان عن انحطاط وانعدام لروح المسؤولية في الدفاع عن قضايانا المصيرية، وذلك بإعلان حالة الاستثناء طبقا للفصل 59 من دستور المملكة المغربية، مع ما يخوله ذلك لجلالته من صلاحيات في اتخاذ الإجراءات التي يفرضها الدفاع عن الوحدة التربية.
كما يدعو الحزب كافة مناضليه إلى التعبئة الشاملة، والاستعداد لفداء الوطن و الدفاع عن كرامة أبنائه، بالروح والغالي و النفيس، تقديسا لقسم المسيرة الخضراء، ووصايا جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه. يقول تعالى في كتابه العزيز " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم.
الله - الوطن - الملك
الحــــــــــــزب المغربــــــــــــــــي الليبرالــــــــــــــــــي