تم، يوم امس الخميس بالرباط، تقديم وتوقيع كتاب "السلطان مولاي الحسن الأول، والسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية"، لمؤلفه الأكاديمي نور الدين بلحداد، وذلك خلال جلسة فكرية نظمتها جمعية أبي رقراق حول "مقاربات الوحدة الترابية".
ويهدف هذا المؤلف، الذي شاركت في حفل تقديمه ثلة من الباحثين والأكاديميين، إلى إطلاع الأجيال الصاعدة على حقيقة الوحدة الترابية للمملكة ومغربية الأقاليم الصحراوية الموثقة بالحجج والوثائق الأجنبية التي أثبتت مدى ارتباط المغاربة بهويتهم الإسلامبة والصحراوية. وأبرز مؤلف هذا الكتاب، الذي يشتغل أستاذا بجامعة محمد الخامس بالرباط متخصصا في الصحراء المغربية، أن هذا الكتاب جاء في فترة تاريخية مهمة لتثبيت سيادة المملكة المغربية على الأقاليم الجنوبية التي حاول المستعمر وأعداء الوحدة الترابية تفنيدها. وأكد السيد بلحداد أن هذا المؤلف ، الموثق بوثائق من الأرشيف الفرنسي والبريطاني والإسباني، يظهر بطلان المزاعم التي تنفي مغربية الأقاليم الصحراوية، مضيفا أن هذه الوثائق تثبت مدى ارتباط وتشبث أبناء الأقاليم الصحراوية بسيادة العرش العلوي المجيد في شخص المولى الحسن الأول.
وتوقف الكاتب عند العديد من الأحداث التاريخية التي تثبث مغربية الأقاليم الجنوبية خلال فترة حكم المولى الحسن الأول بين 1873 و1894، مضيفا أن السلطان مولاي الحسن الأول كان نموذجا يحتذى به في تسيير أجهزة الدولة والتصدي للهجمات الفرنسية في الجنوب الشرقي.
من جانبه، قال نائب مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، الأستاذ عبد العاطي لحلو، إن مطالعة هذا المؤلف، الذي تم نشره بإيعاز من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يجعلنا نزداد حبا وارتباطا بهذا الوطن وكذا بأولئك الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الدفاع عن هذه الأرض، لا سيما السلاطين العلويين. وأكد لحلو أن السيد بلحداد نجح، من خلال مؤلفه، في إماطة اللثام عن الكثير من الحقائق التي تؤكد مغربية الأقاليم الجنوبية خلال حقبة حساسة ومهمة من تاريخ المملكة المغربية، مشيرا إلى أن المغرب كان مستهدفا من القوى الامبريالية خلال تلك الفترة، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي. وأبرز محمد زين العابدين الحسيني، المتخصص في التاريخ العسكري للمغرب، من جانبه، أن هذا المؤلف يهدف إلى توضيح سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية منذ فترات سابقة إلى اليوم. وشدد السيد الحسيني على ضرورة تناول هذا الموضوع في إطاره التاريخي ، مضيفا أن المغرب يحاول استعادة سيادته على هذه الأقاليم لكونه الدولة الوحيدة التي تعرضت لتقسيم اراضيها بعد أن كانت خاضعة لسلطة الاستعمار الإسباني.
وبالمناسبة، قام السيد نور الدين اشماعو، رئيس جمعية أبي رقراق، بتقديم برنامج الأنشطة الإشعاعية الكبرى للجمعية برسم سنة 2017.