يبدو أن الأظرفة السخية التي يتلقاها المدعو “ناصر الزفزافي”، جبان الريف، كما سنشرح “لماذا وكيف” في ما يلي من سطور، من أباطرة المخدرات بالمنطقة الشمالية، قد أفقدته كل فطنة وتبصر، إلى درجة أن الرجل بات يحث الخطى، سعيا إلى حتفه بظلفه، كما يقول العرب، في معجم الأمثال.
ناصر الزفزافي، شخصية معروفة في منطقة الريف، بعلاقاته المشبوهة، مع عدد من كبار أباطرة المخدرات والتهريب الدولي عبر منطقة الريف، وخاصة المدعو سعيد شعو، الهارب من العدالة المغربية، بموجب عدة مذكرات بحث.
وليس شعو وحده من يدفع لهذا المأجور الوقح، وإنما هناك أسماء أخرى معروفة، بعضها يقبع داخل السجون بتهم غليظة مرتبطة بالاتجار الدولي في المخدرات وتهريبها، وآخرون لا يجرؤون على العودة إلى أرض الوطن، لما ينتظرهم من متابعات قضائية محتومة.
والسبب الذي يجعل هؤلاء الأباطرة يدفعون للزفزافي، هو الضغط على “المخزن المغربي”، من أجل رفع القيود عنهم، والتخفيف من إجراءات المراقبة على الحدود البرية والبحرية، لكي يتم السماح لهم بتهريب الأطنان من المخدرات يوميا، في كل الاتجاهات الممكنة.
وكل هذا السعار الكلبي الذي أصاب “الزفزافي” في الآونة الأخيرة، لم يأت اعتباطا، وإنما يدخل في إطار محاولة قذرة، تحركها أطراف أخرى تدفع للبيدق بسخاء كبير، ولعبة أكبر من أجندة تجار المخدرات، والتي يمكن اختزالها في الخيانة العظمى، بالنظر إلى المؤشرات القوية، التي تؤكد العلاقة المشبوهة للزفزافي، وأتباعه، بالاستخبارات الجزائرية.
فكيف يتحرك الزفزافي في هذه الفترة بالضبط، بعد النجاحات الدبلوماسية الكاسحة التي حققها المغرب في إفريقيا، بعد عودته المظفرة، إلى الاتحاد الإفريقي.
إن الأجندة الكبرى التي يخدمها الزفزافي، ليست سوى أجندة مسطرة بدقة من قبل المخابرات الجزائرية، التي باتت تدفع الغالي والنفيس لهذا البيدق، من أجل لعب أدوار أكبر منه، قصد التشويش على النجاحات والمكاسب التي حققها المغرب، وإفساد فرحة المغاربة، بالانتصار الملكي في الاتحاد الإفريقي، وما رافق ذلك من تطورات سياسية ودبلوماسية، ضربت الجزائر وبوليساريو في مقتل.
شجاعة “أسد الريف”، كما يطلق عليه أقرانه من أقزام المنطقة، تعسفا وعدوانا، سرعان ما تتلاشى، ليتحول إلى فأر جبان، مثلما حصل قبل بضع أسابيع، عندما اتضح أن الرجل، الذي يستأسد على قوات الأمن والسلطات المحلية في منطقة الحسيمة، لم تكن له نفس الجرأة، لكي يشارك في تظاهرة احتجاجية بمدينة الناظور، حيث لم يستجب للدعوة التي تلقاها من نشطاء الحراك هنالك، الشيء الذي أثار أكثر من علامة استفهام، عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عدم المشاركة ولو مشاركة رمزية وما سر هذا الغياب؟
لكن الجواب سرعان ما أتى سريعا من مناضلين يعرفونه حق المعرفة، والذين فسروا هروب الزفزافي وبيادقه من الاستجابة، هو بالخوف من تكرار ما حدث في وقت سابق بالناضور، بحيث أقدم بعض الشبان على التدخل في الوقفة الاحتجاجية لتصفية حساباتهم الشخصية مع الزفزافي بشكل مقصود، حسب ما صرحوا به هم أنفسهم بفيديو منشور على اليوتوب.
هذه الواقعة المخجلة، جعلت بعض الصحافيين المحليين في منطقة الريف، يطلقون عليه لقب “الزعيم الكارطوني” الذي يملأ الساحات ضجيجا ولا يتردد في إعلان استعداده للموت والاعتقال، إلا أنه يهرب كأي فأر جبان، خوفا على مؤخرته، من مراهقين وقاصرين، يروج أنه استغلهم في وقت سابق في تظاهرات احتجاجية، قبل أن يتنكر لهم، ويرفض دفع المبالغ المالية التي وعدهم بها.
ويقولون أيضا، إن الزفزافي يتقاضى الأموال من تجار المخدرات ومن المخابرات الجزائرية في نفس الوقت، على أساس تجنيد المراهقين والمتشردين، إلا أنه يبخسهم في حقوقهم، وهذا ما كان سببا في تعرضه للاستهداف خلال تظاهرة سابقة، وقراره مقاطعة التوجه إلى الناظور، خوفا من التعرض للانتقام.
محمد البودالي