خصوم الأمس.. حلفاء الغد
لوساكا - حل العاهل المغربي الملك محمد السادس السبت بالعاصمة الزامبية لوساكا في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها تهدف إلى تعزيز تواجد المغرب داخل القارة الأفريقية واختراق معاقل خصوم المغرب.
واعتبر مراقبون أن تواجد العاهل المغربي بزامبيا التي أعلنت اعترافها بالبوليساريو، يعد نجاحا في تقويض تحركات جبهة الانفصال بحكم أن هذا البلد كان يعد إلى حدود شهور قليلة ملعبا لدبلوماسية الجزائر وجنوب أفريقيا المؤيدة لأطروحة الانفصال والمناوئة للمغرب.
وأكد الرئيس الزامبي إدغار لونغو يقينه بأن العلاقات بين زامبيا والمغرب ستشهد قفزة نوعية لترتقي إلى مستوى تعاون ثنائي متين خدمة لمصالح شعبي البلدين.
وقال لونغو إن “الرباط ولوساكا ماضيتان نحو ترسيخ شراكتهما على أسس متينة، ترتكز على علاقات ودية وأواصر صداقة قوية وعلى الاحترام والتعاون”.
في حين أعرب وزير الخارجية الزامبي هاري كالابا، عن قناعته بأن “هذه الزيارة ستفتح الطريق أمام تعميق الحوار الثنائي والتنسيق بشكل أمثل تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى المتعدد الأطراف”.
واستثمر المغرب بكل قوة وعلى جميع المستويات، مسألة تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الدول الأفريقية الأخرى على مدى العقدين الماضيين.
وتأتي الخطوة التالية في تنمية هذه الجهود بالدفع إلى اختراق حزام الدول التي كانت إلى عهد قريب تصنف داعمة لخصوم وحدة المغرب الترابية.
وتعكس تصريحات الرئيس الزامبي وجود مساع لتعبيد الطريق لتفاهمات ثنائية بعيدا عن أي إكراهات سياسية أو أيديولوجية لتجاوز كل التناقضات.
ويرى متابعون أن المغرب يتمتع بنفس دبلوماسي قوي وطويل ويعمل على تبديد أي حرج دبلوماسي للبلد الذي كان يدعم البوليساريو في يوم من الأيام.
وبحسب هؤلاء، فإن الدبلوماسية المغربية واضحة ولديها طموحات كبيرة لتوسيع نفوذها في أفريقيا وترسيخ مطالبها حول الصحراء، بعدما وضع المغرب الأساس الاقتصادي والدبلوماسي لتوسيع انتشاره في القارة على مدى عقود.
وأكدت وزيرة التجارة والصناعة الزامبية مارغريت مواناكتوي، أن بلادها اختارت نهج سياسة الاقتصاد المتنوع والانفتاح على قطاعات جديدة، من قبيل التكنولوجيا المتطورة والفلاحة والسياحة، مشيرة إلى أن منتدى الأعمال المغربي-الزامبي المقرر عقده خلال الفترة القادمة سيسهم في تنمية المبادلات التجارية بين البلدين والتي حققت 8.5 مليون دولار في سنة 2016.
وأكد مراقبون أن الاستثمار في مجموعة من المجالات الحيوية بزامبيا وتكثيف التعاون الأمني والعسكري سيضيقان الخناق على تواجد البوليساريو بتنزانيا، ما يعني موتا سريريا لأطروحة الانفصال.
محمد بن امحمد العلوي